السياسية:

الصحف الفرنسية أفردت حيزا هاما للأزمة الأوكرانية وللإرهاب الاسلاماوي بمناسبة بدء محاكمة شركاء قتلة الأب “جاك هاميل” الذي ذبح في كنيسته قبل ست سنوات.

في صحف اليوم الاثنين تحقيقات عدة عن “سان-إيتيان-دو-روفري” البلدة التي اغتيل فيها الاب “جاك هاميل” والتي حافظت على “العيش المشترك بين مسلميها ومسيحييها رغم الجراح” كتبت “ليبراسيون” وقد اشارت الى ان “الناس معتادون هنا على العيش المشترك والدليل على ذلك” بحسب “غبريال موبا” المسؤول عن الكورس هو ان “مسجد البلدة شيد على أراضي الأبرشية مقابل فرنك رمزي”. مراسلة “ليبراسيون” “بيرناديت سوفاجيه” تحدثت أيضا في مقالها عن “مبادرة “روزالين هاميل” شقيقة الضحية بالاتصال بوالدة قاتله “عادل كرميش” ما خلق رابطا خاصا بين السيدتين”. وقد لفتت “روزالين هاميل” الى ان “ما يجمعهما هو ألمهن” المشترك كما انها اشارت الى ان “ناصرة ام مثلها وهي تحمل عار الجريمة التي ارتكبها ابنها”.

قدرة محاكمة قتلة الأب هاميل على زرع الامل

“لاكروا” الكاثوليكية خصصت غلافها للموضوع وقالت في افتتاحيتها “انها تأمل ان تبرهن محاكمة قتلة الاب هاميل ان فرنسا حافظت على مبادئ الجمهورية وعلى قدرتها على زرع الامل وذلك في ظل حملة انتخابية لا تخلو من خطابات تستغل الشعور بانعدام الامن كي تروج للكراهية ولمعادة المسلمين “. “لاكروا” كما “لوفيغارو” اشارت الى مساعي تطويب الاب هاميل قديسا وقد كتبت “لوفيغارو” انه “اغتيل باسم الله” فيما “لوباريزيان” اشارت الى انه “ذبح خلال القداس”.

علاقة المتهمين بالدين في صلب محاكمة 13 نوفمبر

“لوموند” في عددها الذي يحمل تاريخ اليوم افردت حيزا هاما لمحاكمة متهمين باعتداءات 13 من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 على باريس والتي تسبب بمقتل 130 شخصا. تقول “لوموند” إن “علاقة المتهمين بالدين كانت في صلب جلسات الأسابيع الأخيرة المخصصة لاستجوابهم” وقد اعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها ان “المنتظر من محاكمات كهذه هو إجابات ولو جزئية على أسئلة تشغل المجتمع وتلقي بظلالها على النقاش السياسي”. ومن الأسئلة المطروحة بحسب “لوموند”: “كيف سقط مسلمون اوروبيون شباب في كره مطلق لمواطنيهم وما الذي دفع بهم الى ارتكاب مقاتل بالمدنيين؟”.

جزء من مستقبل فرنسا يقرر حاليا في شمال سوريا

“الاستجوابات أظهرت قلة تدين بعض المتهمين وكونهم من خريجي السجون والمدمنين” تقول “لوموند” ما يثبت “مقولة الباحث “اوليفييه روا” التي تعتبر ان “التطرف يسبق التحول الى التطرف الديني خلافا لمقولة “جيل كيبيل” الذي يدافع عن مقولة “التطرف الاسلاماوي” وقد خلصت الى انه من محاسن النقاش والاستجوابات المعمقة انها تبين بحسب “لوموند” “مدى تشعب ظاهرة التطرف وتسمح بمقاربة سبل مكافحتها بشكل افضل” خلصت “لوموند” في افتتاحيتها. “لوموند” التي قرأنا فيها بصفحة الرأي مقالا مشتركا ل “آرتور دينوفو” أحد الناجين من مقتلة الباتاكلان مع المحامي “جان-مارك ديلاس” يقول ان جزءا من مستقبل فرنسا يقرر حاليا في شمال سوريا الذي يشهد صعود تنظيم الدولة الإسلامية المسؤول عن اعتداءات باريس وغيرها” ويطالب المقال باستعادة الجهاديين الفرنسيين الذين ما زلوا هناك” هذا فيما طرح “جورج مالبرونو” في صحيفة “لوفيغارو” مسألة “انبعاث تنظيم الدولة الإسلامية مجددا”.

مخاوف التصعيد في أوكرانيا

ازمة أوكرانيا تصدرت معظم الصحف بدءا من “لي زيكو” التي كرست المانشيت ل “مخاوف التصعيد في أوكرانيا” كما عنونت فيما “لاكروا” نشرت مقالا عن “الجيش الروسي ومدى جهوزيته” ولكن “هل يمكن وقف دوامة الحرب في أوكرانيا؟” السؤال تصدر الصفحة الأولى من “لوفيغارو” التي نقرأ فيها عن “لامبالاة بوتين امام الضغوطات الغربية” وعن “سكان كييف وكيفية تصديهم لحالة الخوف والهلع رغم تزايد وقع طبول الحرب”. اما “لوباريزيان” فقد احتلت غلافها صورة باتت شائعة لمواطنين أوكرانيين وهم يتدربون على مجسمات خشبية لرشاشات حربية على خلفية العنوان التالي “كيف تستعد المقاومة في حال اندلاع الحرب”. الصحيفة اشارت الى ان %85 من الرجال وما يقارب %13 من النساء مستعدون لرفع السلاح بوجه المعتدي”.

ماذا لو لم يرتدع بوتين؟

وقد اشارت “لوباريزيان” في افتتاحياتها الى انطلاق “منطق الحرب” في الحرب أوكرانيا. كاتب المقال “هنري فيرني” لفت الى “رباطة جأش الرئيس الاوكراني الواقع ما بين التهديدات الروسية بالحرب والهيستيريا الأميركية”، مشيرا الى “الامل الذي يمكن ان تشكله الديبوماسية الأوروبية بعد ان وحدت كلمتها” لكن “لوباريزيان” خشيت من “عدم ارتداع بوتين، نظرا لعدم استعداد أوروبا لخوض حرب من اجل أوكرانيا”.

مونت كارلو