السياسية || محمد محسن الجوهري*

أرادها حزبُ الإصلاح إمارةً داعشية، وشاء الله أن تبقى على ولائها المحمدي الأصيل، كيف لا وهي من اعتادت أن تحيي رسول الله ومولده الشريف كابراً عن كابر حتى عمت الأنوار المحمدية كل البلاد اليمانية من أقصاها إلى أقصاها، ومن يعادي ذلك التوجه المحمدي فهو دخيل علينا فكراً وثقافة، وسيتلاشى بتلاشي المؤامرة الإعرابية على اليمن وانتمائها الإسلامي.

وما رأيناه من جموع المحتشدين في تعز بالمولد النبوي الشريف، خير دليل على أن اليمن، ومن قلبه النابض، سيبقى وفياً لرسول الله ودينه العظيم، وسنبقى جميعاً على النهج الذي فيه عزة الأمة وهلاك أعدائها من قتلة النساء والأطفال من اليهود الصهاينة ومن تواطؤ معهم من الأعراب والخونة.

وللعلم، فإن المؤامرة على تعز هي مؤامرة على اليمن بكله، وقد أسهم البعد الجغرافي في زيادة الجهل المناطقي بحقيقية ما يدور في تعز، وأعلن عندها حزب الإصلاح الوصاية على المحافظة، وارتكبوا بحق أهلها المجازر المروعة بدعمٍ وتمويلً واضح من الرياض وأبوظبي، إلا أن مؤامرة اليوم على تعز ستنتهي كما انتهت المؤامرة بالأمس، والتاريخ القريب يشهد على ذلك.

فقبل نحو قرن من الزمان، أراد الإنجليز من تعز أن تكون كياناً مناطقياً معادياً لغيرها من البلاد اليمانية، فكانت النتيجة أن تعز نفسها هي من ثارت ضد الاحتلال الإنجليزي، وانطلق أبناؤها جماعاتٍ لتحرير الجنوب اليمني من دنس الاحتلال البريطاني، ونجحوا بفضل الله في كسر مشروعه العنصري، وأنهوا مرحلة الإمارات والسلاطين الصغيرة المتناحرة، وكان لهم اليد الطولى في تحقيق الوحدة اليمنية.

ولأنهم نصف الشمال ونصف الجنوب، وشوكة الميزان وهمزة الوصل بين الشطرين، فإن أبناء تعز أكثر المتضررين من العدوان الغاشم على اليمن، ومن مشاريعه الضيقة والمناطقية في الجنوب، ومن الطبيعي أن يكون لأبنائها اليد الطولى مجدداً في إنهاء الاحتلال الأجنبي للبلاد، والقضاء على المشاريع التآمرية الصغيرة، كما كان شرف ذلك خلال حقبة الستينيات، وما تلاها من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.

ولأن في استقرار تعز استقرار اليمن بكله، يسعى العدوان إلى ضرب المحافظة لما في ذلك من إضرار بالوحدة اليمنية، ولكن التاريخ سيعيد نفسه من جديد، وستلتئم تعز وتثور ضد أعداء البلاد، وتعيد لليمن زخمه الثوري المناصر لكل قضايا الأمة، ومنها بإذن الله سيخرج الجيش الذي يكون على يديه زوال الكيان الصهيوني، كما بشّر بذلك سيد المرسلين قبل ألف وأربعمائة عام، وإن غداً لناظره قريب.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب