"Unherd": حركة "الهيكل الثالث" ستقضي على "إسرائيل"
السياسية:
موقع "Unherd" البريطاني ينشر مقالاً للكاتب غايلز فريزر، يتحدث فيه عن خطة حركة "الهيكل الثالث" "الإسرائيلية"، لبناء هيكل في مدينة القدس، والتي وصفها بأنّها ستدمّر "إسرائيل".
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
قد تكون البلدة القديمة في مدينة القدس أخطر قطعة أرض في العالم. ساحة مُرتفعة في الفضاء المفتوح يُسمّيها سُكّانها من المسلمين الحرم الشريف، فيما يطلق عليها اليهود المستوطنون اسم جبل الهيكل، والغارقون في خرافات تاريخية تستغلها مجموعات من المتطرّفين اليهود لأهداف كارثية حتماً.
زادت قداسة المدينة مع الفتح العربي للقدس، حيث تمّ بناء المسجد الأقصى قبل 13 قرناً، وكان المسلمون يديرون التلّ، إلى أن احتلّها الإسرائيليون خلال حرب العام 1967، ورفعوا العلم فوق الحرم القدسي، إلى أن أمر وزير الدفاع موشيه ديان جنوده بإنزال العلم، وأعلن ذلك بوسائل الإعلام خوفاً من إشعال النار في المنطقة، وعرف ديان أنّ خطوة السيطرة الكاملة على القدس بعيدة المنال، لأنّها تعد أقدس موقع على وجه الأرض للمسلمين، ولا يمكن ابتلاعه بمزاعم توراتية.
حتّى يومنا هذا، تُدار البلدة القديمة في القدس من قبل الأردن. حتّى الحاخامات كانوا قانعين بمنع اليهود من تسلّق التلّ. فالمكان المقدّس للغاية بالنسبة لهم، لا بدّ من تطهيره بشكل صحيح وفقاً للعادات القديمة، فإنّ فعل المشي في الموقع يُشكّل عملاً من أعمال التدنيس. وفي الأسبوع الماضي، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بياناً مباشراً جدّاً لمجلس الوزراء الأمني بأنّه لم يحدث أيّ تغيير في الوضع الراهن في ما يتعلّق بالحرم القدسي ولن يحصل. فحتّى نتنياهو يُدرك جيّداً مدى خطورة هذا الأمر، لكن حقيقة أنّ رئيس الوزراء شعر بأنّه مضطر لتوضيح موقف "إسرائيل" فالأمر مُقلق بما فيه الكفاية بالنسبة إليه.
لقد كان هناك دائماً يهود يعتقدون أنّه حتّى يُعاد بناء الهيكل، الله لن يتصرف بإحسان تُجاههم. وهؤلاء يشكّلون حركة تحت اسم "حركة الهيكل الثالث"، وهي مُوجودة مُنذ فترة طويلة كهامش مُتطرّف، لكنّها نشطت في السنوات الأخيرة بشكل متزايد.
الحاخام المولود في الولايات المتّحدة يهودا غليك والبارز بين زعماء الحركة المتطرّفة، اعتُقل سابقاً لمحاولته الصعود إلى الحرم القدسي للصلاة، لكن الآن هو يسير هناك بحرّية مع مجموعات من المستوطنين، تحميهم الشرطة نفسها التي كانت ستعتقلهم ذات مرّة، وتُشجّعهم على أعمالهم الشائنة من أعلى مُستوى في الحكومة. ويصرخ هؤلاء الآن بشعارات كانوا يُتمتمونها بهدوء من قبل. وكما قال عضو الكنيست إسحق بيندرس في وقت سابق من هذا العام: "نأمل أن يتمّ بناء الهيكل الثالث قريباً، وأن نكون قادرين على تناول الطعام هناك من ذبائح عيد الفصح".
الوقح بين هؤلاء هو إيتمار بن غفير، الوزير في حكومة نتنياهو ورئيس حزب عُنصري مُتطرّف، يُوزّع السلاح على المستوطنين، ويضع خلف مكتبه صُورة للقاتل الجماعي باروخ غولدشتاين على جداره، ويعمل بالوسائل كلّها كي يضع العلم الإسرائيلي على الحرم القدسي. ومُنذ تولّيه منصبه، زار بن غفير الموقع 6 مرّات على الأقلّ، وبعد سؤاله بتكرار عمّا إذا كان يُريد بناء كنيس يهودي مكان الحرم، اعترف بن غفير بأنّه سيفعل ذلك، لكنّ أعضاء في الحكومة أقلّ تطرّفاً منه سارعوا إلى مُعارضته. وقال وزير الدفاع يُوآف غالانت إنّ "تحدّي الوضع الراهن في الحرم القدسي هو عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول، وتصرّفات بن غفير تعرّض الأمن القومي للدولة للخطر". ووصف الأمر رئيس جهاز "الشاباك" بأنّ "تصرّفات بن غفير ستؤدّي إلى الكثير من إراقة الدماء، وستغيّر وجه دولة إسرائيل إلى درجة لا يمكن التعرّف عليه بعدها".
ومع ذلك، أفاد مقال في صحيفة "هآرتس" بأنّ بن غفير وآخرين يُخطّطون سراً لبناء هيكل ثالث، وفقاً لتعليمات دينية كما يزعمون، وكلّ ما يتطلبه الأمر شخص يتمتّع بالطهارة كي يتّجه إلى بدء مُهمّة إعادة بناء الهيكل. وقد كان حفل التطهّرِ القديم يستوجب حرق بقرة حمراء، أمّا اليَوْمَ فتربّى العجول ويُبنى المذبح، ويجنّد الكهنة، حيث يتجمّع المتطرّفون أوّلاً للصلاة، وبهدف طويل الأجل هو تسوية الأقصى بالأرض وبناء هيكل يهودي مكانه. وهؤلاء هم شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي يديرون "الدولة" معاً.
* المادة نقلت حرفيا من موقع الميادين نت ـ غايلز فريزر