السياسية || محمد محسن الجوهري*

هناك خصلة من خصال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) تتجلى بوضوح في سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله)، أكثر من غيرها، وهي:" أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق"، وكما هو معروف فإن السيد حسن، وحزب الله اللبناني بشكلٍ عام، قد ارتبط مذ عرفناه بالإمام علي، وعندما يتعلق الأمر بعلي بن أبي طالب، فإن المنافق لا يستطيع أبداً أن يخفي نفاقه، وهذا ما نراه ونسمعه في هذا العصر، عندما يتعلق الأمر بالسيد وحزبه.

وقد شاهدنا بالأيام الخالية شماتة معسكر الأعراب والتطبيع بما يحدث لرجال الرجال في لبنان، وهذه عادة المنافقين دائماً، وهذا لا يعني أنهم لا يشمتون بما يحدث في مناطق أخرى من بلاد المسلمين، بما في ذلك غزة، لكنهم أكثر جرأة وأكثر شماتةً في حزب الله، لأنه أكثر جرأة من غيره في توليه للإمام علي بن أبي طالب، والذي اشتهر بكونه علامة تفرز المؤمنين من المنافقين منذ الأيام الأولى للدعوة المحمدية.

وهناك مقولة أيضاً للصحابي الجليل أبي الدرداء تؤكد ذلك، عندما قال: «ما كنا نعرف المنافقين معشر الأنصار الاَّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب»، وهذا شاهد عملي على الحديث النبوي، كما أن حزب الله شاهد عملي من واقع المرحلة على صدق نبوئة رسول الله، ولولا ولاية السيد حسن للإمام علي، ما تجلى لنا بغض المنافقين، ولما عرفنا حقيقة الأنظمة العميلة في أغلب الدول العربية، حيث كانت تدعي مناصرة الشعب الفلسطيني ولو اسمياً.

ورغم ذلك الادعاء السطحي، إلا أن الانظمة العميلة خاصةً السعودي، كان يجاهر بعدائه لحزب الله منذ تأسيسه، لأن اسم علي بن أبي طالب يجبر قيادة المملكة على إظهار حقيقتهم النفاقية، ولا سبيل للتنصل منها، بخلاف ما كان يدعيه آل سعود عندما يتعلق الأمر بفلسطين ومجاهديها، وإن كان الموقف هو ذاته في الحالتين.

أما بالنسبة لأهل اليمن، فإن موقفنا من السيد حسن هو موقفنا من الإمام علي عليه السلام، ومن غير المنطقي أن نوالي هذا دون أن نوالي ذاك، فهما من المعين نفسه، وكلاهما يذّكرنا برسول الله صلى الله عليه وآل وسلم، والذي نظهر مودتنا له بمودتنا لقرابته، فذلك من صدق الإيمان والهوية الإيمانية.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب