مسؤولية مشتركة.. الأمن والمجتمع
منصور البكالي*
المسؤولية الأمنية لأي شعب من الشعوب ليست نتاج أجهزتها ومؤسّستها الأمنية فحسب، بل يدخل فيها التعاون المجتمعي كركيزة أَسَاسية، وحجر زاوية، ومنطلق لاستكمال أي عمل أمني كتب له النجاح.
وخلال سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا تحطمت وفشلت حزم كبيرة من المخطّطات والمؤامرات العدائية المستهدفة للجبهة الأمنية، بفضل الشراكة المجتمعية والتعاون الطوعي من قبل كُـلّ الأحرار في شعبنا اليمني، كبار أَو صغار نساء ورجال، من بادروا في التبليغ عن شخصيات أَو تحَرّكات مشبوهة هنا أَو هناك، وكانت أعينهم ترصد وهواتفهم وأقلامهم تبلغ، وتتواصل بالأرقام الخَاصَّة بأجهزة الأمن ورجالها المعروفين، وأولياء الأمور، وعقال الحارات الأوفياء، والشخصيات المجتمعية، والمؤثرة.
هذه الجهود لمس الشعب اليمني أثرها وكانت إحدى ركائز عوامل الصمود في مواجهة العدوان، والصخرة الصلبة التي تحطمت آماله ومخطّطاته عليها.
وكما كانت مؤامرات الأعداء فيما مضى، فهي خلال هذه المرحلة التي بادر شعبنا اليمني وقيادته وجيشه للوقوف مع إخوتنا في قطاع غزة وتسخير كُـلّ الإمْكَانيات لنصرتهم، يحاول العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهم مضاعفة الجهود لاستهداف الجبهة الأمنية، وتنفيذ مؤامرات خبيثة هنا أَو هناك بالتعاون مع بعض خلاياه النائمة أَو العناصر العائدة إلى المحافظات الحرة، من المناطق والمحافظات المحتلّة، والتي كانت تعمل منذ بدء العدوان لتنفيذ مخطّطات الغزاة والمحتلّين، وفشلت كما فشل العدوّ.
هنا كُـلّ أبناء شعبنا اليمني يدركون خطورة المرحلة وتكثيف جهود العدوّ وأدواته للنيل من الموقف العظيم والمشرف لشعبنا اليمني الذي دخل التاريخ، كما يدركون مضاعفة المسؤولية عليهم في التبليغ والتعاون مع الأجهزة الأمنية، ورصد أي تحَرّكات أَو شخصيات وعناصر ومجموعات عادت إلى حضن الوطن ليس كمواطنين صالحين بل لمحاولة إعادة المكر والمؤامرات، والتعاون مع العدوّ الإسرائيلي الذي فشل في البحر منذ عام، رغم تحالفه الدولي وغاراته غير المؤثرة، فلجأ لإعادة تحريك كروته المحروقة القديمة وتوظيفها لنشر الفوضى والقلاقل ورفع المعلومات والإحداثيات.
وأخيراً: أشكر كُـلّ الأحرار المتعاونين مع الأجهزة الأمنية والمبادرين السباقين منهم على وجه الخصوص، كما أرحب بكل يمني عاد إلى أهله وشعبه وأرضه ليكون مواطناً صالحاً، واحذره من أي تحَرّك مشبوه، وليعلم أنه تحت أعين الجميع.
* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه