فواتير الحرب: اليمن يرفع تكلفة الصراع على الغرب
السياسية – متابعات || عبدالرزاق علي*
شهدت مياه البحر الأحمر تصعيداً ملحوظاً في التوترات خلال الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الجيش اليمني بقيادة حركة أنصار الله على السفن التجارية والحربية المرتبطة بالكيانات الغربية أو المحتلة.
هذه الهجمات، التي تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، قد أسفرت عن ارتفاع حاد في تكاليف تأمين السفن العابرة للمضيق، مما يشكل تهديداً مباشراً للتجارة العالمية ويضع الغرب أمام تحدٍ جديد.
ـ ارتفاع تكاليف التأمين وتهديد التجارة العالمية:
وفقاً لأحدث التقارير، شهدت أقساط التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر ارتفاعاً كبيراً، حيث تضاعفت لأكثر من الضعف خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذا الارتفاع الحاد يعود بشكل مباشر إلى تصاعد التوترات وزيادة المخاطر التي تواجه السفن في هذه المنطقة، مما دفع العديد من شركات التأمين إلى رفع أسعارها أو حتى التوقف عن تقديم التغطية بشكل كامل.ـ استراتيجية يمنية جديدة وتحدٍ للغرب:
الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر لا تعدو كونها مجرد أعمال عسكرية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى مواجهة الهيمنة الغربية في المنطقة. هذه الاستراتيجية الجديدة، التي تعتمد على البحر الأحمر كساحة معركة، أثبتت فعاليتها في إرباك الغرب وتعطيل مصالحه الاقتصادية.ـ رسائل قوية ومواجهة للهيمنة الغربية:
توجيه الهجمات نحو السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بالكيانات المحتلة، يحمل رسائل واضحة ومباشرة. هذه الرسائل تؤكد على أن اليمنيين لن يقبلوا بالتدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية، وأنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم بكل الوسائل المتاحة.ـ تداعيات واسعة النطاق:
التصعيد في البحر الأحمر له تداعيات واسعة النطاق تمتد لتشمل الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية. فارتفاع تكاليف التأمين يؤدي إلى زيادة تكلفة الشحن، مما ينعكس سلباً على أسعار السلع والخدمات. كما أن تهديد التجارة البحرية الدولية يشكل تحدياً كبيراً للدول الغربية التي تعتمد بشكل كبير على هذه التجارة.خاتمة:
إن التطورات الأخيرة في البحر الأحمر تؤكد على صعود نجم اليمن كقوة مؤثرة في المنطقة، وقدرتها على تحدي القوى الكبرى. كما تكشف عن ضعف الاستراتيجيات الغربية في التعامل مع الأوضاع المتغيرة في المنطقة. أمام هذا الواقع الجديد، يتعين على الغرب إعادة تقييم سياساته وإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة، بدلاً من التصعيد العسكري الذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وتعميق معاناة الشعوب.* المادة تم نقلها حرفيا من عرب جورنال