السياسية: متابعات : صادق سريع

أفغانستان محط أنظار العالم أجمع، وتتصدر عودة حركة طالبان لحكم البلاد بسرعة وسهولة عناوين الأخبار جنباً إلى جنب مع الانسحاب الأمريكي والإقرار بالهزيمة، لكن ماذا يعرف العالم فعلاً عن “مقبرة الغزاة”؟

تكمن الأهمية القصوى الآن تحديداً لمعرفة الحقائق المجردة حول أفغانستان كدولة وسكان وتوزيع ديموغرافي وموقع جغرافي وتاريخ ممتد من محاربة الاستعمار ولفظه، في أن تلك الحقائق ترسم صورة أوضح عما جرى ويجري الآن بعيداً عن التحليلات والتكهنات.

أفغانستان.. الجغرافيا والسكان

تقع أفغانستان -أرض الأفغان- في آسيا الوسطى وتجاورها شمالاً ثلاث جمهوريات سوفييتية سابقة هي طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان، ومن ناحية الغرب تجاور إيران والصين شرقاً وباكستان جنوباً.

وتبلغ مساحة أفغانستان نحو 652 ألف كيلومتر مربع، وهي دولة حبيسة، أي أنها لا تمتلك أي منافذ بحرية، وتتسم طبيعة الجغرافيا الأفغانية بشكل عام بكونها أرضاً جبلية وعرة، تقسم عموماً إلى ثلاث مناطق، هي السهول شمالاً والجبال في الوسط والمناطق المنخفضة جنوباً، والتي تغلب عليها الطبيعة الصحراوية وشبه الصحراوية.

أما السكان فيبلغ تعداد أفغانستان نحو 37.4 مليون نسمة -بحسب أحدث إحصاء- منهم نحو 3 ملايين لاجئ يتركزون في باكستان وإيران.

ويوجد في أفغانستان عدد من العرقيات، أبرزها البشتون، وهم يمثلون نحو 40 إلى 50% من السكان، وإليهم تنتمي حركة طالبان، وعرقية الطاجيك ويمثلون نحو 35%، ثم الهزارة والأوزبك ويمثل كلاهما نحو 9% من السكان، إضافة إلى عرقيات أخرى من التركمان والفرس وغيرهما.

مطار كابول منفذ جوي رئيس في أفغانستان حبيسة جغرافيتها

ويتحدث الأفغان عدداً من اللغات، أبرزها البشتونية والفارسية الدرية والأوزبكية والتركمانية والإنجليزية، كما تنتشر اللغة العربية بشكل خاص في مدينة مزار الشريف. ويعتنق نحو 99% من الشعب الأفغاني الدين الإسلامي، 90% منهم على المذهب السني الحنفي، ونحو 9% شيعة يتبع أغلبهم المذهب الاثني عشري.

وعلى مر التاريخ، كانت أفغانستان موطناً لكثير من الأمم القديمة والحديثة، وكانت المنطقة هدفاً لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ القدم. ويرجع ذلك إلى عهد الإغريق تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومروراً بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم.

لكن منذ القرن الثامن عشر يمكن القول إن التاريخ السياسي الحديث لأفغانستان بدأ مع بروز قبائل البشتون، حيث كانت قندهار هي مركز الثقل وعاصمة البلاد حتى ذلك الوقت، ثم انتقلت العاصمة إلى كابول مع قدوم الإنجليز إلى المنطقة وعقد اتفاقيات مع القبائل الأفغانية.

كيف تنعكس طبيعة أفغانستان على تفكير أهلها؟

على الرغم من تمتع أفغانستان بموارد طبيعية كبيرة ومتنوعة، سواء من الفحم والنحاس والحديد والليثيوم واليورانيوم والذهب والزنك وغيرها، فإن الزراعة تمثل النشاط الاقتصادي الأول في البلاد، ويتضح هذا من كون 74% من سكان أفغانستان يعيشون في المناطق الريفية، مقابل 26% فقط يعيشون في المدن والمناطق الحضرية.

ومن المهم توضيح أن نسبة سكان المدن قد شهدت ارتفاعاً كبيراً منذ الغزو الأمريكي عام 2001، وبدء ضخ أموال في مشاريع متنوعة تركزت بشكل كبير في كابول وبعض المدن الكبرى الأخرى.

ويرى كثير من المراقبين والمحللين المختصين في الشأن الأفغاني أن التوزيع الديموغرافي الحالي، أي تركز غالبية السكان في القرى والمناطق الريفية، يكشف جانباً كبيراً من الغموض المحيط بنجاح طالبان في السيطرة على كامل الأراضي الأفغانية في زمن قياسي، انتهي بدخول العاصمة كابول وهروب الرئيس أشرف غني الأحد 15 أغسطس/آب.

مقاتلون من حركة طالبان أمام مقر ولاية فراه في أفغانستان بعد سيطرتهم عليها/ رويترز

فقد عبر جاك ف. بو، الخبير السويسري في شؤون الإرهاب، بعد زيارة له إلى أفغانستان عام 2014، عن ارتباط الأفغان بشكل كبير ببلادهم وطبيعتها تنعكس عليهم، خصوصاً فيما يتعلق بأي وجود أجنبي عسكري داخل أراضيهم.

وقال الخبير السويسري: “إن عقلية الأفغان تشبه شيئاً ما جغرافية بلادهم، فهم في الغالبية جبليون يركزون اهتمامهم على مجتمعهم المحلي، ولا يأبهون كثيراً بالعالم الخارجي. وهم لا يطلبون أن يضخ الغربيون استثمارات كبيرة في بلادهم، أو أن يقوموا بتحـديثها، بل يريدون إدارة تنميتهم بأنفسهم، بوتيـرتهم وعلى طريقتهم وبتنـاغـم مع ثقافتهم”.

“مقبرة الغزاة”.. سر الترحيب بطالبان مرة أخرى

مثّل الموقع الجغرافي لأفغانستان مطمعاً لجميع الإمبراطوريات على مر التاريخ، فالبلاد كانت إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة المتتالية، ما جعل الموقع الجيوستراتيجي لأفغانستان رابطاً لا غنى عنه بين شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا.

وهذه الميزة الجغرافية تفسر سبب كون أفغانستان مطمعاً للدول الكبرى قديماً وحديثاً، رغم افتقار البلاد لموارد طبيعية ضخمة تجعلها محطاً للأنظار، فأفغانستان واحدة من الدول الفقيرة عالمياً، ويعيش أغلب سكانها على أقل من دولارين أمريكيين يومياً، بحسب تقارير التنمية الأممية.

وفي هذا السياق، تعرّضت الإمبراطورية البريطانية للهزيمة والطرد من أفغانستان، والأمر نفسه تكرر مع الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن الماضي، واكتمل عقد المهزومين بالولايات المتحدة، التي أجبرت على الانسحاب دون أن تُحقق شيئاً من أهدافها على مدى 20 عاماً، وبفاتورة بشرية ومادية ضخمة للغاية.

وبالعودة إلى الوراء نحو 7 سنوات، نجد أن خبراء ومحللين قد تنبأوا بالفعل بما وصلت إليه الأمور الآن، وبالتحديد عودة طالبان إلى حكم أفغانستان مرة أخرى وهزيمة القوات الأمريكية والحكومة الأفغانية التي دعمها الغرب.

فقد شدّد عالم الإثنيات بيير سونليفر، الذي كتب مؤلفات كثيرة حول أفغانستان، في حوار له عام 2014، على أن “غالبية الأفغان تشـعر بأنها تتعرض للإذلال ولـ(سيطرة) جسم غريب، ليس فقط بسبب تواجد القوات الأجنبية، ولكن أيضاً بسبب الرغبة في إقامة ديمقراطية وعدالة على النمط الغربي، وعلى أساس دستور مُستوحى من الخارج. فالأفغان يعتقدون أن بلدهم لم يعد تحت التأثير بل تحت الوصاية”.

وهذا يعني أن الذين يحثون على تعزيز الحضور المدني في التـدخل الذي يقوده حلف شمال الأطلسي “ناتو” سيُصابون بخيبة أمل، بحسب سونليفر، الذي أضاف أن “الادعاء بكسب القلوب هو مجرد وهم. فعمل الخير شيء جيد، لكنه من الصعب أن تكسب الحب والمودة عندما تقصف قريـة، ثم تقدم لها تعويضات بالدولار”.

وبفضل الأخطاء الـعديدة للتحالف الغربي، والتي تسببت فيها، وفقاً لجاك ف. بو، كثرة الأهداف التي حددها هذا التحالف (مناهضة الإرهاب، والتنمية، والديمقراطية)، باتت حركة طالبان تجتذب وتوظف عناصر جديدة خارج دائرة أنصارها التقليديين، وهنا يلفت الخبير بو الانتباه إلى أن أفراداً من “اليوغور والطاجيك والأوزبك ينضمون إلى طالبان باسم الدفاع عن الإسلام”.

وتستقطب هذه المعركة الأيديولوجية أيضاً متطوعين عرباً وشيشاناً وأوروبيين، وتمويلات من الخليج الـعربي، حسب توضيحات عالم الأجناس البشرية بيير سونليفر الذي أضاف: “لكن حركة طالبان تـجندُ أيضاً باسم القومية ورفض الاحتلال الأجنبي. ويبدو أن هذه النزعة القومية تتغلب حتى على الأسس التي تقوم عليها طالبان، أي نزاهة القرآن والأصولية والشريعة الإسلامية”.

واستكمالاً لفكرته يضيف: “إن طالبان تُمثل بالأحرى تياراً، وليس جيشاً مصطفاً وراء قائده. فنجد في صفوفها، على سبيل المثال، قوميين بشتون وأحزاباً متطرفة أخرى. ولا تُدير هذه القوات بقيادة حركة طالبان أراضي في واقع الأمر، بل تتسلل أكثر فأكثر إلى عمق أفغانستان وتحظى بتأييـد متزايد”.

طبيعة الحكم المركزي في أفغانستان

تتكون أفغانستان من 34 ولاية، لكل منها حاكم يعينه الرئيس الأفغاني، وتنقسم الولايات إلى مقاطعات أصغر لها أيضاً حاكم يتم تعيينه من جانب حاكم الولاية بالتنسيق مع الحكومة المركزية في كابول.

وبعد أن قامت الولايات المتحدة بغزو أفغانستان والإطاحة بحكومة طالبان عام 2001، سعت واشنطن وحلفاؤها إلى تغيير الطبيعة القبلية للحكم في أفغانستان من خلال تقوية الحكومة المركزية، وإجراء انتخابات، وقبل ذلك وضع دستور، وارتكزت تلك الخطوات على النموذج الديمقراطي الغربي بشكل عام.

لكن ما كشفت عنه تطورات الأحداث على الأرض في أفغانستان، ربما منذ اللحظة الأولى لتولي حكومة الرئيس السابق حامد قرضاي السلطة قبل أكثر من 18 عاماً، وصولاً إلى هروب الرئيس أشرف غني الأحد الماضي، هو أن أفغانستان لم تخضع بصورة كاملة للحكومات الأفغانية المدعومة من الغرب في يوم من الأيام.

وبالعودة إلى سونليفر، الذي أنجز وألف دراسات ميدانية عديدة في أفغانستان، نجد أنه ذكر عدداً من الأسباب لتلك الحالة الأفغانية الفريدة على مر التاريخ، أبرزها الحالة النفسـية لسكان البلاد، حيث قال: “في نظر الأفغان، تحتل القوات الغربية بلادهم”.

وتبنأ الرجل، وهو مدير سابق لمعهد علـم الأجناس البشرية بنوشاتيل، قبل سبع سنوات بما آلت إليه الأمور، بقوله إنه رغم أن طالبان لا تحظى بدعم جميع الأفغان “فبعضهم مازال يعتقد أن وجود القوات الأجنبية شرّ لا بُـدّ منه، لكن عددهم يتضاءل أكثر فأكثر، عـلماً أنهم كانوا يشكلون الأغلبية قبل سنتين فقط”.

وبالتالي ومع مرور الوقت، أصبح التاريخ يكرر نفسه ووقعت القوات الأمريكية في نفس الأخطاء التي وقع فيها السوفييت ومن قبلهم البريطانيون، وهو الانسحاب إلى المدن ومحاور الاتصال الرئيسية، لتقع القرى في قبضة طالبان، حيث الحاضنة الرئيسية للحركة، بما أن غالبية الشعب الأفغاني تساندهم.

وإجمالاً تقدم هذه المعطيات تفسيراً منطقياً لما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ سحبت أمريكا والناتو قواتهما من أفغانستان. فتلك القوات كانت متواجدة بالأساس في كابول وبعض المدن الرئيسية الأخرى، بينما كانت طالبان بالفعل مسيطرة على القرى والمناطق الريفية، التي يقطنها أغلب الأفغان، وبالتالي فإن دخول المدن وآخرها كابول دون مقاومة، في أغلب الأحيان، يبدو أمراً طبيعياً في ظل الواقع الفعلي على الأرض، وبعيداً عن التحليلات ونظريات المؤامرة المبنية على وجهات نظر أطراف الصراع داخلياً وخارجياً.

* هل “تخلت” الولايات الأمريكية عن حلفائها ؟

لا تزال الأحداث المتلاحقة في أفغانستان تتصدر موضوعات بعض الصحف العربية بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه يقف “بشكل مباشر” وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وذلك وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها بسبب سيطرة حركة طالبان بسرعة فاقت كل التوقعات على البلد الذي مزقته الحروب.

وناقش عدد من الكتاب الانسحاب الأمريكي وتخلي واشنطن عن حلفائها في أفغانستان.

أمريكا “لا تهتم بمصير عملائها”

تقول فاطمة عواد الجبوري، في “رأي اليوم” اللندنية: “الولايات المتحدة وجيشها العتيد مارسوا مرة أخرى أبشع ما يمكن من عنصريتهم ووحشيتهم وتكبرهم وغطرستهم، باحتلالهم المطار بقوات عسكرية وعدم السماح سوى للجنود والدبلوماسيين الأمريكيين والأوربيين بالمغادرة. هذه هي جيوش الاحتلال جميعها متشابهة، تضرم النار في بلداننا ثم ترحل. تجّمع الدبلوماسيون الغربيون في المطار كل منهم في انتظار طائرته، وبقي عملاؤهم حيرى أين يذهبون بأنفسهم وأين يفرون”.

وترى الكاتبة أن “على الجميع أن يفهم حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة تهزمها الشعوب وتذلها، وهي لا تهتم بمصيرعملائها أبدا، فمن يخون وطنه سوف يواجه مصيره لوحده إذ لا حماية أمريكية أبدا فالأمريكيين اليوم يحتاجون من يحميهم من ثورات الشعوب”.

ويقول محمد عايش، في “القدس العربي” اللندنية: “ولاء النظام السياسي للقوى الخارجية الكبرى مثل الولايات المتحدة، أو عمالة النظام لهذه الدول، لا يُمكن أن تكون ضمانة لاستمراره، إذ أن الشرعية الوحيدة التي يُمكن أن تمنح الحاكم ونظامه السياسي القوة، هي الشرعية المستمدة من الشعب الذي هو مصدر السلطات، وكل ما عدا ذلك مجرد هُراء وأوهام، ولذلك فإن الرئيس الأفغاني الموالي للأمريكيين فرّ هاربا…”.

ويضيف أن “الولايات المتحدة فشلت في أفغانستان، وقبلها فشلت في العراق، ومشروعها في منطقتنا العربية والإسلامية يشهد تراجعا مستمرا، وهذا يعني أن واشنطن وإن كانت تمتلك القوة الأكبر في العالم، لكنها لن تستطيع أن تتحكم بالكون بالطريقة التي يريد أن يفهمها بعض السطحيين، أي أن لدى الأمريكيين القوة الأكبر في العالم لكنهم لن يتمكنوا من التحكم به بمفردهم والهيمنة على البشرية بشكل كامل”.

“لا غنى لأحد عن أمريكا”

ويقول نديم قطيش، في “الشرق الأوسط” اللندنية: “قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يحظى بقبول لدى عموم النخبة السياسية في واشنطن. ويعد قرار الانسحاب من السياسات النادرة التي واظب عليها الرئيس جو بايدن من السياسات الموروثة عن سلفه دونالد ترمب. أما المزايدات السياسية في واشنطن اليوم من بعض الأصوات الجمهورية ضد قرار بايدن، فهي جزء من لعبة النفاق السياسي الكلاسيكي في العاصمة الأمريكية”.

ويرى الكاتب أن أمريكا بانسحابها من أفغانستان “خلقت ملفات ضغط حقيقية وضعتها على كاهل الإيرانيين والصينيين والروس وطالبان، في لحظة احتدام صراعها مع الجميع… ونأت بنفسها عن أن تكون أسيرة ابتزاز الآخرين لها ميدانيا وسياسيا. قد تتأثر، على المدى القصير، ثقة حلفاء واشنطن بها بالتأكيد بعد قرار الانسحاب، لكن على المدى الأطول لا غنى لأحد عن أمريكا… مرة أخرى وللذكرى… واشنطن غادرت سايغون لكنها ربحت فيتنام”.

ويقول حسام أبو حامد، في “العربي الجديد” إن “غالبية الأميركيين، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، يؤيدون الانسحاب، ولا يختلف بايدن عن سلفه ترامب في مبدأ سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان، فليس لديه أي خيار جيد بديل بشأن أفغانستان. وبانسحابه غير المشروط، يسعى للتخلص من إرث صفقة “سيئة” أبرمها سلفه مع حركة طالبان، معلنا أن الحرب انتهت بتدمير تنظيم القاعدة والتخلص من أسامة بن لادن، وأن التدخل الأمريكي في أفغانستان لم يكن غايته يوما بناء هذا البلد، والمسألة لم تعد أمريكية بل أفغانية”.

ويضيف الكاتب: “براغماتيا، يبدو انسحاب بايدن فعلا صائبا بوصفه أفضل الحلول العملية المتاحة، على الأقل، بالنسبة لأنصار الانسحاب العسكري. أخلاقياً، تبدو الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان بعد الانسحاب الأمريكي مسؤولية أمريكية. لكن الأمر لا يتعلق بسوء حظ أخلاقي ناجم عن أن الولايات المتحدة قوة عظمى، عليها القيام بمسؤولياتها العالمية، ما يخوّلها امتلاك سلطة على الآخرين، بل نحن بصدد فشل أخلاقي أمريكي كامل، حدث في فيتنام ويتكرر اليوم في أفغانستان”.