السياسية – رصد || رشيد الحداد*

على النهج الأميركي، مضى المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، متهماً صنعاء بمنع وصول الفرق الفنية الأوروبية لإنقاذ السفينة النفطية اليونانية «سونيون» التي فجّرتها قواتها الشهر الماضي، محاولاً الضغط على حركة «أنصار الله»، لتنفيذ خطة أميركية تقضي بفرض هدنة في البحر الأحمر لمدة شهر تحت حجة سحب السفينة.

كما ردّد، في إحاطته المقدّمة إلى مجلس الأمن، مساء أول من أمس، اتهامات سابقة من قبل الخارجية الأميركية بأن «قوات صنعاء البحرية مستمرة في تهديد الملاحة الدولية»، متجاهلاً أن عمليات تلك القوات مرتبطة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. اللافت في الأمر أن غروندبرغ حمل الرؤية الأميركية بشكل حرفي بخصوص السفينة «سونيون» التي كانت صنعاء قد أعلنت السماح للأوروبيين بسحبها، وكذلك بشأن استمرار عمليات البحر الأحمر، وهو ما عكس حالة انزعاج أميركية - أوروبية من فشل خطة هدفها استغلال استهداف السفينة المرتبطة بالكيان الإسرائيلي والتي لا تزال تنحرف، وفقاً لآخر الإحداثيات بعد انسحاب فريق فني أوروبي قبل نحو أسبوع من محيطها، في محاولة لدفع «أنصار الله» إلى وقف استهدافاتها للسفن المرتبطة بالكيان.

وكشفت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية، لـ«الأخبار»، أن «الولايات المتحدة دفعت بالاتحاد الأوروبي إلى التواصل مع صنعاء، عبر وساطات عربية ودولية، لطلب هدنة مؤقتة تستمر شهراً في البحر الأحمر بهدف قطر السفينة سونيون»، إلا أن «أنصار الله» وافقت فقط على السماح بقطر السفينة اليونانية مع استمرار العمليات العسكرية، وهو ما أثار استياء واشنطن التي عمدت مجدداً إلى إثارة مخاوف من إمكانية حدوث تسرب نفطي في مياه البحر الأحمر. ولفتت المصادر إلى أن فشل الخطة الأميركية يقف وراء ترك الجانب الأوروبي السفينة تحترق في البحر الأحمر من دون تدخّل منذ تفجيرها في الـ22 من الشهر الفائت، مؤكدة أن الهدف الأميركي والأوروبي لم يكن سحبها وتجنيب البحر الأحمر كارثة بيئية محتملة، بل محاولة فرض هدنة عسكرية لمدة 30 يوماً قابلة للتجديد.

وفي السياق نفسه، أكّد مصدر عسكري مطّلع، لـ«الأخبار»، أن التصعيد الأميركي الجوي الأخير، والذي طاول عدداً من المحافظات اليمنية، ولا سيما تعز وإب والحديدة، يأتي كرد فعل على فشل الخطة الأميركية، مشيراً إلى أن التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن السفينة «سونيون»، كانت مجافية للواقع، علماً أن المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، قال، في تصريحات قبل أيام، إن «صنعاء رفضت السماح بقطر السفينة، وعليها التوقف عن العمليات».

وفشلت مساع مماثلة في آذار الماضي، عندما استهدفت القوات اليمنية البحرية السفينة البريطانية «روبيمار» في خليج عدن وأغرقتها، إذ استغلت حينها واشنطن غرق السفينة التي كانت تحمل كمية كبيرة من الأسمدة، واعتبرت إغراقها كارثة بيئية في البحر الأحمر، وحاولت تأليب الدول المشاطئة للبحر على عمليات قوات صنعاء. إلا أن الأخيرة رفضت كل محاولات الابتزاز الأميركي حينذاك.

على خط مواز، وفي الوقت الذي تستعد فيه صنعاء لتنفيذ سلسلة عمليات إضافية في إطار «المرحلة الخامسة» من التصعيد ضد الكيان، كشف الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء» في العراق، أبو آلاء الولائي، عن مرحلة جديدة من العمليات المشتركة بين المقاومة العراقية والقوات اليمنية. وقال الولائي في لقاء تلفزيوني، إن «العمليات المشتركة بين اليمن والعراق كانت بالنسبة إلى العدو الصهيوني مذهلة ومقلقة»، مضيفاً: «أننا سائرون إن شاء الله نحو مرحلة تنسيق العمليات المشتركة في أكثر من ساحة». ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تأكيد قائد «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، تعزيز التنسيق مع المقاومة العراقية، في إطار العمليات المشتركة ضد أهداف في العمق الإسرائيلي.

* المصدر : الاخبار اللبنانية
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع