٢١ سبتمبر ...ثورة كسرت كل القيود وتميزت بالاستمرارية والنجاح
السياسية || محمد علي القانص*
مفردة ثورة تعني في العلوم السياسية التحول والتغيير، وهذا هو حال ثورة 21 سبتمبر 2014م، التي حولت مسار اليمن، حيث كان من أهم نتائجها الخروج من الوصاية والقضاء على قوى النفوذ التي كان لها باع طويل من العمالة، والعمل على خدمة أجندات خارجية هدفها تدمير اليمن ونهب مقدراته وثرواته والأهم من ذلك السعي للسيطرة على مركز صنع القرار.
مما يميز هذه الثورة أنها نقية ووطنية لم يكن لأي قوى خارجية أي تدخل فيها، وحظيت بتأييد شعبي واسع من قبل كافة فئات ومكونات الشعب.
كما تتميز ثورة 21 سبتمبر بالاستمرارية عكس الثورات السياسية التي تنتهي بالنجاح أو الفشل، فلها أهداف بعيدة المدى، ففي كل مرحلة من مراحلها تحققت نجاحات غير مسبوقة، بدءً من انطلاقتها ووصولاً إلى التحالف العربي الدولي بقيادة السعودية والإمارات الذي حاول وأدها، ومروراً بالمواجهة المباشرة من الأمريكي والإسرائيلي في معركة البحار والمحيطات في الشرق الأوسط، وهكذا لا زال زخمها الشعبي مستمر، ويتجلى ذلك في الخروج المليوني الأسبوعي المتضامن مع الشعب الفلسطيني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة.
وحققت الثورة تطوراً ملموساً في الجانب العسكري فقد استطاع أبناء القوات المسلحة اليمنية خلال السنوات الماضية من العدوان المستمر منذ 2015م، صناعة الطائرات المسيّرة وتطوير الصواريخ البالستية لتصل إلى مديّات بعيدة، إضافة إلى تطوير القدرات البحرية والبرية والتصنيع العسكري الذي أذهل الصديق قبل العدو.
وللتوضيح فثورة 21 سبتمبر لم تكن وليدة اللحظة، بل هي ثمرة من ثمار المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، قبل أكثر من عشرين عاماً، حيث كان المشروع يحمل في طياته الكثير من التوجهات التحررية والثورية والتصحيحية للثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي غزت الشعوب العربية والإسلامية من منطلقات قرآنية بحته.
ويتوقع الكثير من المحللين والكتاب والسياسيين أن مستقبل هذه الثورة سيكون حافل بالمفاجآت والانجازات على مستوى الشرق الأوسط إن لم يكن على مستوى العالم، لأن الثورة والثوار يحملون مبادئ وأهداف نقية من الشوائب والمكايدات السياسية، إذ أن تلك المبادئ تتوافق مع الفطرة الإنسانية التحررية والرافضة للظلم والاستبداد الذي تتعرض له الكثير من شعوب العالم، نتيجة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية والغربية التي عانت منها الكثير من الشعوب، حيث أن تاريخها مليء بالصفحات المظلمة باستباحة الأوطان مثل إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، والعدوان العسكري على العراق في ٢٠٠٣م، واحتلال فلسطين وارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين في أفغانستان وفيتنام واليابان، واليمن ولبنان وسوريا وغيرها من شعوب الأرض.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب