السياسية : هناء السقاف

تمتلك اليمن من الثروة السمكية ما يغنيها حاضرا ومستقبلا ولكن الحرب التي تدمر كل شي ولازالت دول تحالف العدوان تسعی في ذلك الخراب جعلت من البلاد أفقر دول العالم وعلى شفی مجاعة لم تشهدها الأيام وفق ما تصرح به الأمم المتحدة عبر منظماتها.

وبهذه الأفعال التي يمارسها التحالف نخصص الذكر عن ما أبداه المواطن في المحافظات الجنوبية من  سخط حيث أقدم العشرات من أهالي مديرية مودية بمحافظة أبين علی منع تصدير الأسماك التي يتم اصطيادها من مياهها ومياه عدن إلى دول الخليج علی خلفية شحة الأسماك في المحافظات الجنوبية وارتفاع أسعارها التي حرمت المواطن البسيط من تناول أسماك بحره.

وقطع المواطنون الطريق العامة الاثنين الماضي ومنعوا مرور القواطر بكميات هائلة من الأسماك وقالوا انه يجب ان تعود إدراجها إلى عدن وشقرة..مستنكرين تصدير الأسماك فيما الناس يعانون مجاعة ولا يملكون قدرة شراء الأسماك

وقال الأهالي ان هذه الاحتجاجات رفضا لتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار صرف العملة وتوقف صرف المرتبات. فيما قال ناشطون ومواطنون أن أسعار الأسماك في عدن لاتزال كما هي ولم يطرأ على أسعارها أي انخفاض كما زعم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جلهم مغتربون فيما بلغ سعر الكيلو لسمك الثمد 8الف ريال في أسواق مدينة عدن.

ويعد سمك الثمد أبرز الأنواع التي تمثل قوتا رئيسيا لذوي الدخل المحدود في السابق نظرا لكونه أقل سعرا من باقي الأنواع والذي ارتفع الی مستويات قياسية عجز عن مجاراتها أغلب المواطنين.

ويقول صياديون من عدن  ان السمك متوفر لكن لا يستطيعون  الاصطياد، والإمارات هي المسؤولة الوحيدة، في معاناتهم، حيث يتم اعتقالهم  أكثر من مرة  والسبب هو دخولهم الى مناطق حضرتها الدولة المحتلة.. مضيفين “تقدمنا بشكاوى كثيرة لجمعية الصيد التي تعتبر جهة حكومية تابعة لهادي  إلا أنها لا تستطيع فعل شيء أو اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى القوات الإماراتية”.

فيما صرح بائعو الأسماك  لوسائل إعلامية في فترة سابقه إن من العوامل  الرئيسية في ارتفاع أسعار الأسماك بعدن هو تصديرها بطريقة عشوائية من قبل الشركات الصغيرة، وأخذ إتاوات جانبية على البائعين، فضلا عن عدم الرقابة على الصيادين والباعة.. مضيفا ان “التجار هم من يأخذون السمك ويصدرونه إلى الخارج، في ظل غياب الرقابة وبذلك ساهم الوسطاء في ارتفاع الأسعار لكونهم يشترون السمك بثمن ويبيعونه بآخر مرتفع.

ويقول مراقبون أن من ضمن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك هي شحة المعروض من الأسماك في السوق المحلية، هو نتيجة لصعوبة الاصطياد وتزايد المعوقات أمام الصيادين في مختلف السواحل اليمنية. حيث “فرضت الحرب، معوقات كثيرة أمام قطاع الصيد، وأصبح الصيادون في اليمن محكومون بشروط محددة، ولا يستطيعون التحرك في مساحة ملائمة ومناسبة داخل البحر، نتيجة التواجد العسكري في كثير من السواحل اليمنية.”

وأضاف المراقبون أن من ضمن تلك الأسباب أن الحرب تسببت أيضًا بدخول شركات أسماك أجنبية، تقوم بعملية الاصطياد من المياه اليمنية وتصدير الأسماك إلى الخارج، ومضايقة الصياد اليمنية ضاف المراقبون أن من ضمن تلك الاسباب  ان الحرب تسببت أيضًا بدخول شركات أسماك أجنبية، تقوم بعملية الاصطياد من المياه اليمنية وتصدير الأسماك إلى الخارج، ومضايقة الصياد اليمنية في رزقه ومصدر معيشته، فيما تقوم بعض شركات الأسماك والصيادين ببيع وتصدير الأسماك إلى السوق الخارجية، رغبة في الحصول على مكاسب كبيرة، أكثر من تلك التي يحصلون عليها من الأسواق المحلية.

وفيما تتعالی شكاوی المواطنيين من تصدير السمك لی الخارج تأتي شكوی آخری ولكنها من الإمارات الذي قال نائب رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك سليمان الخديم، أن 1700 صياد مواطن في الساحل الشرقي ببلده ابتعدوا خلال الفترة الماضية عن المهنة، بسبب تحديات واجهتهم، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع أسعار الوقود، وغيرهما، محذراً من أن «استمرار الوضع الحالي سيضطر عدداً من الصيادين محدودي الدخل إلى ترك المهنة»…مؤكدا انه بسبب استيراد كميات كبيرة من الأسماك من دول مجاورة بأسعار منخفضة بالنسبة لأسعار الأسماك التي اصطادها الصيادون، ما يزيد التحديات التي تواجهها مهنة الصيد في بلدهم.

ونلاحظ بأن الإمارات لم تعد تهتم بدعم صياديها بالشكل المطلوب  فقد أصبحت تغذي أسواقها من الأسماك التي تستوردها بأسعار منخفضة والتي لا يخلو الأمر أنها تأتي أيضا من اليمن والذي أصبح المواطن في الجنوب يتساءل أين سمك ساحله ولماذا ارتفع سعره.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال المتحدث الرسمي لمصلحة الجمارك العامة السعودية عيسى العيسى إن استيراد الأسماك يتم من خلال 16 دولة علی رأسها اليمن فيما أكدت وزيرة الدولة للأمن الغذائي الإماراتية مريم المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي انه في ظل تنامي عدد السكان تستوردالدولة نحو 70% من حاجتها من الأسماك سنويا .

وفي وضع مقارنه للسوق اليمنية والخليجية سنجد الأولی تعاني من قلة وفرة الأسماك خاصة في المناطق الساحلية، فيما  دول تحالف العدوان تنتعش أسواقها بأسماك اليمن المنخفضة في السعر وكثرتها.. فلن نطرح أي تساؤل من المسؤول عن ذلك؟ فالجميع يعلم الإجابة ومن سلم الجمل بما حمل.. فما غزا قوما في عقر دارهم إلا ذلوا وهذا هو حال من ارتضی بدخول دول الاحتلال بلدهم من مجموعه لصوص أطلقوا علی أنفسهم بالشرعية وقبضوا ثمن خيانتهم للأرض مسبقا.