السياسية – وكالات:

أعلن الجيش الأميركي،  أمس الجمعة أن قوات بحرية أميركية استجابت لنداء الاستغاثة الذي أطلقه طاقم ناقلة نفط تشغّلها شركة “زودياك ماريتايم” وتعرضت لهجوم قبالة سواحل سلطنة عمان، وجدت أدلة أولية “تشير بوضوح” إلى هجوم بطائرة مسيرة.

وكانت الشركة التي يملكها رجل أعمال إسرائيلي وتتخذ من لندن مقراً لها، أعلنت في تغريدة على “تويتر” أن ناقلة النفط “إم/ تي ميرسر ستريت” تعرضت لهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها، قبالة سواحل سلطنة عمان.

وقال الجيش الأميركي، في بيانه، إن القوات البحرية الأميركية استجابت لنداء استغاثة لمساعدة الطاقم وتمكنت من رؤية أدلة على وقوع هجوم.

وأضاف البيان أن النتائج الأولية “تشير بوضوح” إلى هجوم يشبه أسلوب الهجمات بطائرة بدون طيار.

وأوضح أن سفن البحرية الأميركية رافقت ناقلة النفط التي صعد أفراد أميركيون على متنها لتقديم المساعدة.

وكانت السفينة “في شمال المحيط الهندي متوجهة من دار السلام” في تنزانيا “إلى الفجيرة” في الإمارات العربية المتحدة “من دون أي شحنة على متنها”، حسب الشركة المشغلة.

من جهتها، لزمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحذر في التعليق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر “نراقب الوضع عن كثب (…) وننسق مع شركائنا الخارجيين من أجل الوقوف على الوقائع”.

إسرائيل تتهم إيران

وكانت إسرائيل اتهمت، الجمعة، إيران بتنفيذ الهجوم وقالت إنه لا بد من رد قاس، في حين نقل تلفزيون “العالم” الإيراني عن مصادر قولها، إن الهجوم على السفينة جاء رداً على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة السوري.

وفي بيان، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إنه أبلغ وزير الخارجية البريطاني بأنه لا بد من رد قاس على الهجوم، الذي قتل خلاله اثنان من أفراد الطاقم، أحدهما بريطاني والآخر روماني.

وأضاف “إيران ليست مشكلة إسرائيل فحسب، لكنها مصدر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار الذي يضر بنا جميعاً. على العالم ألا يلوذ بالصمت في وجه الإرهاب الإيراني الذي يضر كذلك بحرية الملاحة”.

وكانت القناة “13” التلفزيونية الإسرائيلية أكدت نقلاً عن مسؤول قوله، إن “طائرة مسيرة استخدمت في الهجوم على ناقلة نفط مملوكة لعائلة إسرائيلية قبالة عُمان”.

وقال موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي، إن التقييمات الجارية في إسرائيل تشير إلى وقوع هجومين على السفينة تفصل بينهما بضع ساعات. لم يتسبب الأول في أضرار، لكن الثاني أصاب غرفة القيادة والتحكم، ما أسفر عن سقوط القتيلين.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي، لم يذكر اسمه، قوله “سيكون من الصعب على إسرائيل غض الطرف” عن هذا الهجوم.

وكتبت “زودياك ماريتيم”، وهي شركة دولية مقرها في لندن، على “تويتر”، “علمنا ببالغ الأسى أن الحادثة التي وقعت على متن (أم تي ميرسر ستريت) أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم هما روماني وبريطاني”.

وأضافت أنها “ليست على دراية بأي أذى لحق بأفراد آخرين”، مشيرة إلى أن الناقلة تبحر حالياً تحت سيطرة طاقمها وبالدفع الذاتي وتتجه لموقع آمن برفقة من البحرية الأميركية.

وفي الإطار ذاته، أكدت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الجمعة، أن السفينة تعرضت للهجوم الخميس.

وذكرت الهيئة، التي توفر معلومات عن الأمن البحري، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالات أنباء أن السفينة كانت على بعد نحو 152 ميلاً بحرياً (280 كيلومتراً) شمال شرقي ميناء الدقم العماني عندما وقع الهجوم، مضيفة أنه “لم يكن عملاً من أعمال القرصنة”.

وأوضحت الشركة المشغلة للناقلة “ما زال همنا الأول سلامة جميع من كانوا على متن السفينة والمتأثرين بالحادث”، مضيفة أن التحقيق جار لمعرفة ملابسات الوقائع.

كذلك، لفت ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية إلى أن مقرها في المنطقة “يحقق حالياً في الاستهداف”. وبحسب الموقع الرسمي لـ”وزودياك ماريتايم” فهي شركة مملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية.

تقارير غربية

وفي هذا السياق، قالت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير مخابرات الجمعة إن إيران هي المشتبه به الرئيسي في هجوم على ناقلة منتجات نفطية تشغلها إسرائيل قبالة عُمان لكن من السابق لأوانه التيقن من ذلك.

ومن ناحية أخرى، قال مسؤول دفاعي أميركي إن الناقلة ميرسر ستريت، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها اليابان وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية، تعرضت فيما يبدو لهجوم بطائرة مسيرة. وأكد متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن وقوع الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل.

ومن جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن منزعجة بعد تقارير عن هجوم على ناقلة تديرها إسرائيل قبالة سواحل عمان وتعمل مع شركاء دوليين للوقوف على الحقائق بشأن ملابسات الحادث.

وأضافت المتحدثة غالينا بورتر في إفادة صحفية “نشعر أيضاً بقلق بالغ إزاء التقارير ونراقب الوضع عن كثب”.

اتهامات لطهران

ولم يصدر من الهيئة أي اتهام مباشر سوى نفيها أن يكون نشاط قراصنة، إلا أن أحداث السنوات الماضية وجهت فيها أصابع الاتهام إلى إيران، على الأقل من وجهة نظر عدد من العواصم الدولية.

فمنذ بدأ استهداف السفن في هذا الخليج بشكل متسلسل بدءاً من 2019، كانت تصريحات المسؤولين تتجه نحوها، رغم النفي الإيراني المستمر.

إذ علق مسؤول أميركي على استهدف ناقلتي نقط في خليج عمان، في يونيو (حزيران) 2019، قائلاً “في الساعات التي سبقت الهجوم استهدف الإيرانيون طائرة أميركية من دون طيار تحلق فوقهم، بصاروخ أرض جو”. وأكد “أن الصاروخ أخطأ الهدف وسقط في الماء”.

وأضاف المسؤول، في تصريحات لشبكة “سي أن أن” دون الكشف عن اسمه أنه “قبل إطلاق النار رصدت الطائرة الأميركية من طراز MQ-9 سفناً إيرانية بالقرب من الناقلات”، على الرغم من أن المصدر لم يوضح ما إذا كانت الطائرة من دون طيار شاهدت القوارب تقوم بتنفيذ هجوم فعلي. يأتي هذا بعد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فيديو، أشارت خلاله إلى “أنه لقارب إيراني ينزع لغماً من ناقلة النفط اليابانية، إحدى الناقلتين المعرضتين للهجوم”.

تلى ذلك في أبريل (نيسان) 2020 استهداف آخر رصدته “عمليات التجارة البحرية البريطانية” التابعة للبحرية البريطانية، قالت إن مسلحين اعتلوا سطح سفينة راسية في خليج عمان، الثلاثاء، لكن أُفرج عن السفينة في وقت لاحق. وأضافت في تحديث لمذكرة أصدرتها من قبل أن “السفينة والطاقم في أمان” وحضت كل السفن القريبة على توخي الحذر.

وفي فبراير (شباط) 2021 أعلنت شركة للأمن البحري البريطانية، أن سفينة إسرائيلية تعرضت لانفجار في خليج عُمان، وهو ما علق عليه وزير الدفاع الإسرائيلي في حينها، بيني غانتس، أن “تقييمه المبدئي” يؤكد ضلوع إيران في الانفجار.

وقال غانتس لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، “إيران تسعى إلى ضرب البنية الأساسية في إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين… موقع السفينة القريب نسبياً من إيران يثير فكرة وتقييماً بأن الإيرانيين هم من فعلوها”.

وبعدها بشهرين أكدت تل أبيب أن سفينة شحن أخرى أُصيبت بصاروخ أحدث بها أضراراً في بحر العرب.

إيران تنفي “المزاعم”

وتتصدى طهران دائماً لما تصفه بـ”المزاعم” التي تدعي تورطها في مثل هذه العمليات، إذ شدد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، في رسالة بعث بها، الثلاثاء، إلى مجلس الأمن الدولي، بعد حادثة فبراير (شباط) الماضي التي اتهمت بها بلاده، أن إسرائيل من خلال إلقاء اللوم على إيران في الحادثة “تلعب دور الضحية بهدف صرف الانتباه عن أعمالها المزعزعة والخبيثة في المنطقة”.

وذكر الدبلوماسي الإيراني أن جميع المؤشرات تؤكد أن الانفجار كان “عملية علم زائف معقدة دبرها لاعبون يسعون إلى تقديم سياساتهم الخبيثة وتحقيق أهدافهم غير المشروعة”.

وحذر المسؤول الإيراني من أن إسرائيل “ستتحمل كل التداعيات نتيجة لأي تقدير خطأ محتمل”.

المصدر : ذي اندبندنت

المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع