السياسية:

يبدو أن الحرب الأوكرانية قد تطول أكثر مما توقع طرفاها، ولكن من يكون الطرف المستفيد إذا طالت الحرب، ولماذا يبدو أن نهاية الحرب الأوكرانية قد تحمل في طياتها أزمة مستمرة.

بعد ثمانية أسابيع من الهجوم -وهي فترةٌ أطول بكثيرٍ على ما يبدو، مما توقَّعه الجانبان- هناك احتمال حقيقي ألا يحقق أي من البلدين ما يرغب في تحقيقه. قد لا تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية بالكامل من الأراضي التي احتلتها منذ أن شنَّت موسكو هجومها في فبراير/شباط، ومن المحتمل أن تكون روسيا غير قادرة على تحقيق هدفها السياسي الرئيسي: السيطرة على أوكرانيا.

وبدلاً من التوصل إلى حل نهائي، قد يكون الهجوم إيذاناً ببدء حقبةٍ جديدة من الصراع قد تستمر لسنوات، عبر ما يمكن وصفه بدورة من الحروب الروسية بأوكرانيا، حسبما ورد في تقرير لمجلة Foreign Affairs الأمريكية.

ولكن إذا لم تكن نهاية الحرب الأوكرانية قريبة، فإن السؤال الحاسم هو: إلى جانب من يقف الوقت؟

قد لا تكون قريبة
قد يكون الوقت في صالح روسيا. وقد يكون الهجوم الذي طال أمده، والذي يستمر من شهورٍ إلى سنوات، نتيجة مقبولة وربما حتى مواتية لموسكو. سيكون نتيجة مروِّعة لأوكرانيا، التي ستُدمَّر كدولة، وللغرب، الذي سيواجه سنوات من عدم الاستقرار في أوروبا والتهديد المستمر بالانتشار. ويمكن الشعور بهجومٍ طويل الأمد على الصعيد العالمي، ومن المحتمل أن يتسبَّب في موجاتٍ من المجاعات والاضطراب الاقتصادي.

هذا علاوة على أن هجوماً إلى الأبد على أوكرانيا ينطوي على خطر تآكل الدعم لكييف بالمجتمعات الغربية، التي ليست في وضعٍ جيد لتحمُّل صراعات عسكرية طاحنة، حتى تلك التي تحدث في أماكن أخرى.

وبوتين يستطيع حشد شعبه لفترة أطول من الزعماء الغربيين
يمكن للمجتمعات الغربية ما بعد الحداثة والموجهة تجارياً والمعتادة على وسائل الراحة في عالم زمن السلم المعولم، أن تفقد الاهتمام بالهجوم، عكس سكَّان روسيا، الذين حرّكتهم آلة الدعاية الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحشدتهم في مجتمع زمن الحرب.

رغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم ما يبرر أملهم في تحقيق نصر سريع لأوكرانيا والعمل من أجله، يجب على صانعي السياسة الغربيين أيضاً الاستعداد لقتالٍ ممتد.

ولكن أدوات السياسة المتاحة لهم -مثل المساعدات العسكرية والعقوبات- قد لا تؤثر كثيراً في موعد نهاية الحرب الأوكرانية.

بالنسبة للدول الغربية فإن أقصى دعم عسكري لأوكرانيا لَهو ضروري بغض النظر عن مسار الحرب.

وتراهن الدول الغربية على أن تؤدي العقوبات التي تستهدف روسيا، لا سيما تلك التي تستهدف قطاع الطاقة، إلى تغييراتٍ في الحسابات الروسية بمرور الوقت، بشكل لا يجعل نهاية الحرب الأوكرانية بعيدة.

ولكن لا يكمن التحدي الرئيسي في طبيعة الدعم المقدم لأوكرانيا. إنه يكمن في طبيعة دعم الحرب داخل البلدان التي تدعم أوكرانيا. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والعاطفة التي تُحركها الصور، يمكن أن يكون الرأي العام متقلباً. لكي تنجح أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي، سيتعين على الرأي العام العالمي التمسُّك بدعمها بقوة. سيعتمد هذا، أكثر من أي شيء آخر، على قيادة سياسية ماهرة وصبورة سواء في أوكرانيا أو داعميها الغربيين الرئيسيين.

لدى بوتين أسباب عديدة لعدم إنهاء الحرب التي بدأها. إنه ليس قريباً من تحقيق أهدافه الرئيسية. حتى الآن، لم يكن أداء جيوشه جيداً بما يكفي لروسيا لإجبار أوكرانيا على الاستسلام، وروسيا بعيدة جداً عن إسقاط الحكومة الأوكرانية.

لقد كانت إخفاقاته علنية بشكل مهين. بعد انسحابه المفاجئ من المناطق المحيطة بكييف، لابد أن الجيش الروسي يشاهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يستضيف زواراً أجانب في العاصمة مع إعادة فتح السفارات. غرق السفينة الحربية الروسية موسكفا، على الأرجح بسبب الصواريخ الأوكرانية، مثالٌ آخر واضحٌ للغاية على الحرج العسكري الذي أصبحت فيه روسيا على يد القوات الأوكرانية.

لقد دفع بوتين بالفعل ثمناً باهظاً نظير هجومه. من وجهة نظره فإن أي اتفاق سلام مستقبلي لا ينتزع تنازلاتٍ كبيرة من أوكرانيا سيكون غير متناسب مع الخسائر في الأرواح، وفقدان العتاد، والعزلة الدولية التي فرضت على روسيا.

بعد أن حشد الروس للهجوم -الذي استدعى رمزياً صراعاتٍ مثل الحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفييتي ضد ألمانيا النازية- قد لا يقبل بوتين بسلامٍ مزعج.

نهاية الحرب الأوكرانية

ورغم أن الهجوم كان خطأً إستراتيجياً بالنسبة لروسيا، فمن المحتمل أن يضر بوتين نفسه سياسياً بالاعتراف بخطئه الفادح. قبل الهجوم على أوكرانيا، كانت روسيا لا تزال على علاقة بأوروبا والولايات المتحدة، فضلاً عن اقتصادها الذي كان فعَّالاً. كانت أوكرانيا رسمياً دولة غير منحازة، مع العديد من الانقسامات الداخلية ونقاط الضعف. لم تكن هناك خططٌ وشيكة لتوسيع الناتو في أي اتجاه.

بعد أسابيع قليلة، دمَّر الهجوم علاقة روسيا بأوروبا والولايات المتحدة. وسوف يدمِّر الاقتصاد الروسي بمرور الوقت، بينما يدفع أوكرانيا إلى الغرب أكثر. ومن المحتمل أن تنضم فنلندا والسويد إلى الناتو هذا الصيف.

في خوض هجومٍ لمنع التطويق المزعوم، عززت روسيا بدلاً من ذلك الناتو وعززت العلاقات عبر الأطلسي. وهذا سيجعل الأمر أصعب على بوتين لتقليص خسائره في أوكرانيا.

وقد يلجأ لخوض حرب استنزاف

قد يلجأ بوتين إلى حرب استنزاف لها مزايا عديدة بالنسبة له. إذا كان سيُهزَم، فيمكنه تأجيل الهزيمة بحربٍ طويلة، وربما حتى تسليم الصراع المحكوم عليه بالفشل إلى من يخلفه. تلعب الحرب الطويلة أيضاً دوراً في بعض نقاط القوة الفطرية لروسيا.

إذ سيتيح ذلك لموسكو الوقت لتجنيد وتدريب مئات الآلاف من الجنود الجدد، مما قد يغير النتيجة. إذا استمرت الحرب لسنوات، فإن الجيش الروسي يمكنه إعادة بناء قواته المستنزفة، خاصة إذا ظلت ميزانية الدولة الروسية مستقرة، أي إذا استمرت مدفوعات الطاقة من أوروبا وأماكن أخرى.

هذا علاوة على أن روسيا لا تحتاج بالضرورة إلى انتصارات في ساحة المعركة لممارسة الضغط على كييف، لاسيما إذا طال أمد الحرب. قدَّرَ البنك الدولي خسائر الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في عام 2022 بنسبة 45%، والخراب الاقتصادي لأوكرانيا هو أحد النتائج الخطيرة للهجوم الروسي، ولكنه أقل وضوحاً.

قد تساعد حرب الاستنزاف بوتين في ممارسة الضغط على التحالف عبر الأطلسي، خاصة إذا بدأ الدعم لأوكرانيا في التضاؤل ​​بالغرب. يرى بوتين أن الديمقراطيات الغربية غير مستقرة وغير فعالة، وربما تراهن على التحولات السياسية في أوروبا أو الولايات المتحدة مع تزايد ضغوط الحرب بمرور الوقت.

إذا أُعيد انتخاب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، فقد يحاول مرةً أخرى إبرام صفقة مع روسيا، على الأرجح على حساب الناتو. وبالمثل، سيفتح فوز مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 24 أبريل/نيسان، الأبواب أمام بوتين. إنه ديكتاتور، وهو مقتنعٌ بأن قبضته على السلطة أبدية، ويمكن للديكتاتوريين في كثير من الأحيان، تحمُّل مشقة لعبة طويلة كهذه، أو على الأقل يعتقدون أنهم يستطيعون ذلك.

صمود أوكرانيا
لدى أوكرانيا أيضاً العديد من الأسباب لعدم إنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق النار قبل الأوان وفقاً للشروط الروسية. لقد كان أداء جيشها جيداً.

في مواجهة هجوم غير مبرر من قبل إحدى القوى العسكرية الكبرى في العالم، صدت القوات الأوكرانية روسيا في شمال وشمال شرقي البلاد. خسرت روسيا معركة كييف، ولم تتمكن من تجاوز مدينة ميكولايف الجنوبية باتجاه أوديسا. أظهرت أوكرانيا أن المثابرة والروح المعنوية، مُعزَّزةً بالطائرات المسيَّرة والأسلحة الحديثة المضادة للدبابات، يمكن أن تجعل دولة متوسطة تصمد أمام قوى عظمى.

هذه النتيجة قد تجعل كييف تتطلع إلى حلم خسارة روسيا للحرب، ولذلك فإن أوكرانيا قد ترى أن لديها فرصة جيدة لتسوية الحرب بشروط أفضل من التنازلات الكبيرة غير المقبولة التي تريدها موسكو حالياً من كييف.

خلق الأداء الجيد للقوات الأوكرانية حاجزاً أمام أي تنازلات محتملة يمكن أن تقدمها كييف.

سيكون من الصعب على الحكومة في كييف عدم السعي للحصول على شروط أفضل، من خلال مزيد من التقدم في ساحة المعركة وصد الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا.

نهاية الحرب الأوكرانية

أدت مواصلة روسيا هجومها على أوكرانيا إلى تعقيد المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار محتمل في المستقبل. استهدفت روسيا المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء أوكرانيا، وهي متهمة من قبل كييف والغرب بأنها ارتكبت جرائم حرب وفظائع، من ضمنها العنف الجنسي إضافة إلى ترحيل المواطنين الأوكرانيين إلى روسيا.

وعلينا أن نفترض أن أي أرضٍ تحتفظ بها روسيا ستكون عرضة لاحتلالٍ شرس. لا يمكن للحكومة الأوكرانية قبول مثل هذه الفظائع ضد سكانها داخل أراضيها. إنّ وقف إطلاق النار قبل الأوان وفقاً للشروط الروسية سوف يؤدي إلى تسليم أوكرانيا بعض الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء الهجوم في 24 فبراير/شباط. وسيشمل ذلك استيلاء روسيا على جزء أكبر من دونباس الذي انفصل منه جزء بالفعل في عام 2014.

ربما تشمل الأراضي التي ستحتلها روسيا أيضاً مدن خاركيف وماريوبول. وسيسعى بوتين أيضاً إلى الحصول على تنازلات أكبر بشأن الوضع العسكري لأوكرانيا. وافق زيلينسكي بالفعل على عدم الانضمام إلى الناتو. لكن نزع سلاح القوات الأوكرانية من شأنه أن يقيد السيادة الأوكرانية من الناحية النظرية وعلى الأرض، ويتيح لموسكو تجديد الهجوم وقتما تشاء.

وإذا تلقَّت روسيا هذه التنازلات، يمكنها فيما بعد أن تستأنف الهجوم ضد الجيش الأوكراني “منزوع السلاح” لإنهاء ما بدأته.

وأي تنازلات تقدمها كييف يجب أن يوافق عليها المواطنون الأوكرانيون. أوكرانيا تنزف دماً في هذا الهجوم الرهيب. نجح زيلينسكي في توحيد الشعب الأوكراني وحشد الدعم لأوكرانيا دولياً؛ تنتشر الأعلام الأوكرانية الآن في كل مكان خارج أوكرانيا. واقتربت الحكومة والسكان من بعضهما البعض، وأصبحت البلاد أكثر تماسكاً مما كانت عليه قبل الحرب. إذا كان هناك أي شخص يمكنه إقناع الأوكرانيين بتسوية تفاوضية، فهو زيلينسكي ذو الشخصية الجذابة والشعبية.

لكنه سيحتاج إلى تقديم صفقة بشروط مقبولة لعامة الناس. هذه الشروط- السماح لأوكرانيا بحماية أكبر قدر ممكن من سيادتها وسلامتها وأمنها- تعتمد على الأرجح على مزيد من التقدم الأوكراني في ساحة المعركة. قد تكون تكاليف الإنهاء السريع لهذه الحرب أعلى بكثير بالنسبة لأوكرانيا مما تتحمَّله روسيا.

بالنسبة لموسكو، فإن إنهاء الحرب بشروط أوكرانيا يهدِّد بالإضرار بهيبة بوتين. ولكن بالنسبة لأوكرانيا، فإن التسرُّع في قبول الشروط الروسية يهدِّد رفاهية مواطنيها ووجودها كدولة مستقلة.

ستواجه كييف العديد من الانتكاسات في حرب ستكون لها عواقب إستراتيجية وسياسية وإنسانية بعيدة المدى، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لدعم أوكرانيا على المدى الطويل، كما أنه يجب عليهم ألا يمنعوا أوكرانيا من الوصول لتسوية معقولة.

تداعيات الحرب على أوروبا ستكون كبيرة
إذا لم تكن نهاية الحرب الأوكرانية قريبة، فستكون لذلك تداعيات على بقية العالم وليس أوكرانيا وروسيا فقط.

سيكون للحرب المطولة في أوكرانيا عواقب وخيمة على القارة الأوروبية. لن تكون أوروبا كاملة وحرَّة وفي سلام. وستحتوي في داخلها على منطقة حرب مشحونة بالتهديد والتصعيد.

الجيوش الروسية لا تتقدم التخوم الشرقية للاتحاد الأوروبي والناتو مثل بولندا أو جمهوريات البلطيق، لكن الحرب ستجعل حدود الناتو مشحونة، وستكون أقل استقراراً بكثير من الستار الحديدي الذي كان يفصل بين أوروبا الشرقية والغربية خلال حقبة الحرب الباردة، مما يتطلب أساليب دفاعية جديدة من قبل الناتو.

ستستمر الهجرة الجماعية للاجئين الأوكرانيين، ومع مرور الوقت قد يقرر المهاجرون الاستقرار في أوروبا بشكل دائم.

كما أن سنوات الرخاء الاقتصادي الذي تمتعت به أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ستنتهي، ولن يكون على أوروبا فقط مجابهة أسعار الطاقة والفائدة العالية من جرّاء الحرب، ولكن أيضاً زيادة ميزانيتها العسكرية، وتمويل الجهد الحربي الأوكراني.

مع استمرار الحرب، ستتراكم العقوبات وستستمر أسعار السلع مثل النفط في الارتفاع. ستظهر الآثار الاقتصادية في جميع أنحاء أوروبا، وسيتولى الأوروبيون دفعها في المقام الأول.

لذلك قد يتضاءل الدعم المقدم لأوكرانيا كلما استمرت الحرب، وقد ترتفع الأصوات التي تطالب كييف بقبول وقف إطلاق النار بأي ثمن.

تُظهر صراعات أخرى، مثل الحرب في سوريا التي تلاشت طويلاً عن الاهتمام، أن الحرب التي لا تنتهي يمكن أن تصبح مصدر إزعاج للمجتمعات المريحة والمشتتة، ولا تتلقى أكثر من الإهمال بمرور الوقت.

تقول المجلة الأمريكية: “يجب على السياسيين الغربيين أن يتعاملوا مع هذا التحدي بشكل استباقي، وأن يشرحوا لماذا يعد دعم أوكرانيا ليس مجرد إيثار من قِبل الغرب، بل هو في الواقع أساسي للأمن الأوروبي ولمستقبل المجتمعات الحرة، لأنه إذا فاز بوتين في أوكرانيا، فسوف يتشجع على توسيع محيط العدوان الروسي”.

وستوسّع الجوع في العالم الثالث
إن حرباً طويلة الأمد في أوكرانيا ستكون لها أيضاً عواقب على نطاق عالمي، فقد تؤدي إلى تفاقم الجوع العالمي خاصة في العالم الثالث، بالنظر إلى أن أوكرانيا وروسيا منتِجان رئيسيان للمواد الغذائية مثل القمح، والجوع العالمي رافعة لعدم الاستقرار العالمي.

في إفريقيا والشرق الأوسط، قد يجد السكان الذين يبدو أنهم بعيدون عن أوكرانيا أنفسهم في أزمات سياسية ناتجة عن الآثار غير المباشرة للحرب في أوكرانيا.

بدأت التناقضات في الاستجابة الدولية للصراع بالظهور بالفعل. ترى العديد من الدول معايير مزدوجة في استقبال الغرب الحماسي للاجئين الأوكرانيين وفي معاقبة روسيا على عدوانها، بينما خاضت الولايات المتحدة العديد من هذه الحروب العدوانية في السنوات الأخيرة.

وفرضت 37 دولة فقط عقوبات على روسيا، بينما أدانت 141 دولةً الغزو في الأمم المتحدة، وهو تناقض يُظهر أنه ليس كل أعضاء المجتمع الدولي يتعاملون مع الحرب في أوكرانيا بالطريقة نفسها.

ولكن إطالة أمد الحرب الأوكرانية قد تكون لها بعض النتائج الإيجابية لبعض الدول القليلة، مثل الدول المنتجة للنفط والغاز، وليس غريباً أن الحرب دفعت الإدارة الأمريكية إلى فتح حوار مع نظام فنزويلا الذي عزلته واشنطن؛ أملاً في أن يضخ كميات من النفط بالأسواق، كما قيل إن واشنطن راغبة في الإسراع بإحياء الاتفاق النووي الإيراني؛ لكي تعود طهران إلى سوق الغاز والنفط، لتعوّض الإنتاج الروسي.

ولكن حتى على المدى البعيد، قد تؤدي الأزمات الاقتصادية التي قد تُسببها الحرب إلى تقليل استهلاك الطاقة وانخفاض أسعارها ودفع عملية التحول إلى الطاقات الجديدة، مما قد يكون له آثار سلبية بعيدة الأمد على الدول المنتجة للنفط والغاز.

* المصدر: عربي بوست