السياسية – تقرير :

أظهرت وثائق سرّية نشرتها صحيفة “إل باس” الإسبانية، ردود الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على مطالب أمنية تقدمت بها روسيا في وقت سابق، لنزع فتيل الأزمة مع أوكرانيا، والتي أثارت قلقاً لدى واشنطن وحلفائها.

وكالة رويترز نقلت عن الصحيفة الإسبانية، أن الردود الواردة في الوثائق بيّنت أن أمريكا مستعدة لمناقشة التعهد بعدم نشر صواريخ يتم إطلاقها من الأرض، أو قوات قتالية في أوكرانيا، إذا وافقت روسيا على فعل الشيء نفسه.

تقول الوثيقة الأمريكية إن “الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة إجراءات متبادلة لدعم الشفافية والتزامات متبادلة من جانب الولايات المتحدة وروسيا، بالامتناع عن نشر أنظمة صواريخ هجومية يتم إطلاقها من الأرض، وقوات دائمة بمهام قتالية في أراضي أوكرانيا”.

أيضاً تضمنت الوثيقة أن أمريكا وباقي أعضاء حلف شمال الأطلسي، على استعداد لمناقشة إجراءات متبادلة لتجنب الحوادث الخطرة في الجو أو البحر، وطمأنة موسكو بأنه لا توجد صواريخ توماهوك كروز متمركزة في رومانيا أو بولندا.

كذلك عرضت أمريكا في الرد المكتوب، تحقيق الشفافية بشأن مواقع صواريخها في رومانيا وبولندا، إذا فعلت موسكو الشيء نفسه بشأن موقعين في روسيا.

بحسب وكالة رويترز لم تذكر الصحيفة الإسبانية كيف حصلت على المستندات المسربة، كذلك امتنع حلف شمال الأطلسي والكرملين عن التعليق على ما نشرته الصحيفة الإسبانية.

لكن المواقف الواردة في الوثائق، التي سُلمت رسمياً لموسكو، في 26 يناير/كانون الثاني 2022، تتوافق مع التصريحات العلنية لواشنطن وشركائها في الماضي، خاصة فيما يتعلق بالشفافية العسكرية.

الولايات المتحدة سبق أن قالت إن الدرع الصاروخية الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، وموقعاً مزمعاً في بولندا، لن تستخدم لمواجهة الصواريخ الروسية في المستقبل، وإنما للتصدي لتهديدات من إيران والشرق الأوسط بوجه عام.

مطالب أمنية من روسيا

كانت روسيا قد طالبت حلف شمال الأطلسي وأمريكا وبريطانيا بسحب جميع القواعد العسكرية والقوات من دول وسط وشرق أوروبا، بما في ذلك تلك الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل تخفيف التوتر مع أوكرانيا حليفة الغرب.

أيضاً طالبت روسيا “الناتو” وأمريكا بوقف أي توسع للحلف شرقاً، و”عدم نشر أسلحة وقوات، حيث قد يُنظَر إليها من الطرف الآخر على أنها تهديد للأمن القومي”، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.

كما شملت المطالب أيضاً دعوة لجميع عمليات نشر القوات في أوروبا الشرقية للعودة إلى المستويات التي كانت عليها قبل عام 1997، وإزالة حماية “الناتو” من جميع البلدان التي انضمت منذ ذلك الحين.

إضافة إلى ذلك، طالبت روسيا بالتزام الولايات المتحدة “بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفييتي السابق”، أو “تطوير التعاون العسكري” مع دول تشمل أعضاء الاتحاد الأوروبي لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

يُشار إلى أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.

 

عربي بوست