السياسية – تقرير :هناء السقاف

تودع السعودية  عام 2021 بانكسارات وهزائم وانهيارات وانتهاكات في كافة الأصعدة مقبلة علی عام جديد تخوض فيه ما يؤرقها ويزلزل سكينتها منساقة نحو الهاوية التي ستقع فيها قريبا بقياده ولي العهد محمد بن سلمان الذي يهدم ما بناه أجداده وابائه للسيطرة علی المملكة والبقاء علی قبضتها في أيديهم بسبب سياسته المتهورة.

جيش كرتوني

فقد كانت الهزائم العسكرية هي المتصدرة للانتكاسات لدى المملكة ، المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي للجيش اليمني  في كل حين يفضح  حقيقة الجيش السعودى الذي, أصبح أضحوكة العالم في حين أطلق عليه اسم ” الجيش الكرتوني” والذي أثبت أنهم جنود وضباط يفتقدون الشجاعة والإيمان بقضيتهم التي يسوق لها نظام آل سعود ويلقي بهم الی حتفهم في الحد الجنوبي للملكة.

وفي حين فشلت السعودية ميدانيا وفي الأرض فقد فشلت أيضا في الجو فلم تستطع حماية أجوائها من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستة اليمنية، وقد استنفذت دفاعاتها الجوية إطلاق صواريخ الباتريوت.. وفقا لما أكدته  صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة من أنّ السعوديّة “تعيش وضعًا خطيرًا” بسبب نفاذ مخزونها من الصّواريخ الاعتراضيّة، وطلبت من أمريكا ودول خليجيّة أُخرى من بينها دولة قطر تزويدها بشَكلٍ عاجل بمنظومات صواريخ “باتريوت” يعكس حالة الانهِيار هذه بعد تصاعد هجمات حركة  “أنصار الله” الحوثيّة على أهدافٍ عسكريّة واقتصاديّة إستراتيجية في العُمُق السعودي.

مسؤول سعودي اعترف للصّحيفة الأمريكيّة أن عدد الهجمات الحوثيّة على المملكة ازداد بشَكلٍ كبير سواءً بالصّواريخ أو الطائرات المُسيّرة، وأكّد ليندر كينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، أنّ حركة “أنصار الله” نفّذت نحو 375 هُجومًا على السعوديّة في عام 2021 الأمر الذي أدّى إلى إفراغ مخزونها من الصّواريخ.

من المُفارقة أنّ الصّواريخ الباليستيّة اليمنيّة التي صنعت في اليمن لا يُكلّف الواحد منها إلا بضعة آلاف الدولارات، أمّا المُسيّرات فبضعة مِئات، لكن صواريخ “الباتريوت” الأمريكيّة الاعتراضيّة يزيد سِعر الواحد منها عن ثلاثة ملايين دولار.

استخبارات مفبركة

أما علی الصعيد ألاستخباراتي السعودي فقد تعرضت المملكة لسخرية واسعة بعد أن ظلت أيام تروج انها ستنشر أدلة علی تورط حزب الله اللبناني في اليمن علی لسان ناطق تحالف العدوان تركي المالكي حيث بثت مقطع فيديو قيل عنه أنه أحد خبراء, حزب الله  والذي يظهر الصوت غير مطابق للصورة في الفيديو كاشفا الفبركة الواضحة وفقا لما ذكره العديد في هذا المجال .

وجاء في بيان للعلاقات الإعلامية في حزب الله معلقا علی, ذلك بقوله “ما ورد في المؤتمر الصحافي للناطق باسم قوات التحالف على اليمن حول ما أسماه أدلة على دور حزب الله في اليمن هي أمور تافهة وسخيفة لا تستحق التعليق والرد عليها”.

بدوره علق عضو المجلس السياسي الأعلى  محمد علي الحوثي، على ذلك في تغريدة له على “تويتر” : ” بعد اليوم ، المالكي بعد عسيري إلى الإقالة اقرب”، في إشارة منه إلى فشل وتخبط المالكي.

وبحسب الصحفي في الأخبار اللبنانية خليل كوثراني، فإن الفيديو يذكر باختراق جيش الاحتلال الإسرائيلي أيام حرب تموز  لبث دعايته الغبية بلكنة فلسطينية مكسرة..مؤكداأن اللهجة في الفيديو لهجة شامية وليست لبنانية، وعلى افتراض تمرير اللهجة يبدو المشهد مثل المسلسلات التركية المدبلجة..واضاف “العمل” السعودي اليوم يستأهل بجدارة تصدر قائمة “كلاسيكيات الحمرنة” للقرن الـ21.

ناشطون آخرون رأوا أن الفيديو مونتاج غبي، مؤكدين في الوقت ذاته أنه ليس من حق التحالف الذي تشاركه امريكا وفرنسا وبريطانيا، ويجند مقاتلين من مختلف أنحاء العالم للقتال في اليمن، أن يتحدث عن وجود خبير عسكري في اليمن سواء إيراني أو لبناني وان آخر من يتحدث عن العمليات الاستخبارتية هي السعودية والتي مره نفذت عملية (سرية) لاغتيال خاشقجي .. سمع بها جميع سكان الكرة الأرضية.

وبخلاف المتوقع، لم يحز الفيديو المروج من قبل بثه  مشاهدات كبيرة،بحيث لم تتجاوز 12700 في قناة “الحدث” على اليوتيوب و14 ألف بقناة “العربية” و18 ألف بقناة “سكاي نيوز” و 7 آلاف قناة “الغد المشرق” الإماراتيتين، وغيرهما.

كذلك الحال مع قناة “السعودية الإخبارية” لم تتجاوز مشاهدات فيديو المؤتمر الصحفي للمالكي على قناتها بمحرك “يوتيوب” 2000 مشاهدة، وبالمثل ناولات القنوات السعودية والإماراتية للمؤتمر في برامج تحليلية وبانورامية ظلت المشاهدات عند سقف 4000 و6000 في الحد الأقصى لعدد المشاهدات خلال 24 ساعة.

انتهاكات حقوقية

وفي ذات العام رفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة  تمديد تفويض الخبراء المكلفين التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، وقد اتهمت منظمات غير حكومية المملكة العربية السعودية ببذل قصارى جهدها للحصول على هذا الرفض.

وكانت الدول الأوروبية وكندا اقترحت مشروع قرار لـ”تمديد تفويض الخبراء الدوليين والإقليميين لفترة أخرى مدتها سنتان”.

واعتبرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار في تغريدة أنه “جرى التخلي عن الناس في اليمن. تعرضوا للخيانة. مرة أخرى فيما  اكتفى السفير الهولندي بول بيكرز بإعلان فشل المجلس في تجديد تفويض خبراء الأمم المتحدة..معربا عن اسفة  لأن المجلس بتصويته قطع حبل النجاة هذا عن الشعب اليمني”.

فيما قال ممثل مكتب جنيف لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان جيريمي سميث إن “التصويت يمثل فشلا ذريعا سيؤدي حتما إلى مزيد من العنف والمعاناة في اليمن. ولكي نكون واضحين اختارت الدول التي صوتت ضد التجديد أو امتنعت عن التصويت إرضاء المملكة العربية السعودية بدلا من حماية حياة الملايين من الناس”.

كذلك، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نتيجة التصويت..معتبرته”وصمة عار في سجل المجلس” وأشارت إلى أن “العديد من الدول (التي) أدارت ظهرها للضحايا، رضخت لضغوط التحالف الذي تقوده المملكة وجعلتها تضع السياسة قبل المبادئ”.

عاصمة المخدرات

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن ثلاث عمليات ضبط متتالية للمخدرات خلال الشهر الماضي كشفت عن حجم مشكلة المخدرات في السعودية. بداية، صادرت الحكومة السورية، في بادرة تعاون نادرة، أكثر من 500 كيلوغرام من الأمفيتامينات المسببة للإدمان المعروفة باسم الكبتاغون، والتي كانت مخبأة في شحنة معكرونة متجهة إلى  الرياض.

وأضافت المجلة أن عمليات ضبط الكبتاغون أضحت شأناً عادياً داخل السعودية. وتشير الأبحاث إلى أن هذه الحبوب المخدرة صغيرة الحجم وسهلة الصنع، يتم إنتاجها بكميات كبيرة في المنطقة لتلبية الطلب السعودي حيث أصبحت المملكة سوقاً مربحة لتجار المخدرات وظهرت كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، فإن أكثر من نصف جميع كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2019، كان في السعودية.

الصيت السيئ

أصبحت السعودية اليوم تتمتع بالسمعة السيئة علی المستوى العربي والإسلامي خاصة هذا العام  والتي واباحة ما حرم الله وفتح البارات والحانات والمراقص وصالات القمار والسينمات تحت مسمی الترفيه والتسلية وما اسمته موجات التغيير والتي حلت محل المقدسات والشعائر الإسلامية من حج وعمره ومحاضرات وندوات دينيه..

أعرب الكثير من الشعوب العربية والإسلامية عن صدمتهم الشديدة للتغيير الذي يقوده بن سلمان علی أراضي الحرمين الشريفين مبدين أسفهم وحسرتهم علی الحلة الجديدة التي البسها ولي العهد لأرض المملكة التي اختارا الله مكة المكرمة لبناء بيته الحرام ولولادة خاتم الأنبياء وخير خلقه. .

فقد كانت السعودية لها قدسيتها الخاصة من الشعائر الدينية وتحريم الغناء, والرقص المنتشرة في بقاع كثيرة من العالم .فكانت ملجأ للعديد من الناس لزيارة الكعبة المشرفة وقبر رسول الله أما اليوم فقد فرض النظام السعودى قوانين وتصاريح لأداء العمرة والحج وخلق الأعذار والعراقيل لمنع الحجاج والمعتمرين تأدية المناسك الإسلامية إرضاء لليهود التي بدأت للأفق التطبيع الواضح والغير معلن بينهم.

 

اقتصاد متدهور

 

الميزانية التي أعلن عنها ألسنه الجديدة توضح تماما أن هناك عجز إقتصادي في المملكة وان حربها علی اليمن جعل منه يتدهور وينهار تدريجيا و ما زالت الحرب تكلف الخزينة السعودية أموالا طائلة  دون أن تحقق أي نتائج ملموسة.

 

كما أن استهداف شركات أرامكو السعودية بالصواريخ والمسيرات اليمنية كان لها أثر كبير علی الخزينة وبجانب ذلك انخفاض سعر النفط عالميا.

 

ولم ينسی العالم قضية الصحفي جمال خاشقجي الذي أصبح مرجعا لتخوف العديد من المستثمرين لتلبية طلب بن سلمان للاستثمار داخل المملكة..

 

عوامل كثيرة تنبؤ بفشل سياسات ولي عهد السعودية مستقبليا بالرغم من محاولته كسب الشباب من بلده في كسر ما كان يقيدهم ممن سبقوه وإدخال متغيرات علی الحياة السعودية وفتح باب الترفيه علی مصراعيه لتبقی السياسة القمعية التي ينتهجها وملاء السجون بمخالفي الرأي سوا السياسي أو الديني  وفشل الإدارة العسكرية وإقحام البلاد في حرب لا فائدة منها تذكر كما تكشفت الايام لشعبه و إنما ضحايا لجنود تذهب دمهم هدرا وبلا مبرر معقول فى الحد الجنوبي للملكة.. كما فشل في تحسين دخل الفرد والمجتمع إنما فرض, عليهم ارتفاع في الضرائب والرسوم والمخالفات.