السياسية:

غزو تايوان لم يعُد مجرد تهديد أجوف تردده القيادة الصينية كما كانت تفعل منذ 7 عقود، بل إن المصادر الغربية والصينية تقول الجيش الصيني يتدرب على هذا السيناريو، وأصبح لديه سلاح سري لتنفيذ هذه المهمة وهو المروحيات وبالأخص المروحية ميل مي 17.

ولكن هناك مشكلة المروحية ميل مي 17، ليست صينية الصنع بل روسية، ويتم استيرادها من موسكو أو إنتاجها في الصين بترخيص.

ورغم ذلك تحتل هذه المروحية مكانة مركزية في تدريبات الجيش الصيني على تنفيذ

هجمات جوية وبرمائية على جزيرة تايوان والمناطق المهمة استراتيجياً في بحر الصين الجنوبي، باستخدام تكتيكات جديدة لغارات الهجوم الجوي والمروحيات الهجومية عالية السرعة، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

وتضمنت التدريبات الصينية مروحيات زد-10 الهجومية الصينية ومروحيات النقل مي-171 التي شاركت في تدريبات نقل وهبوط فوق البحر في جنوب مقاطعة فوجيان شرقي الصين، بحسب ما أوردته صحيفة Global Times الصينية المدعومة من الحكومة نقلاً عن شبكة CCTV الصينية.

وجاء في التقرير الذي نشره موقع عربي بوست: “حلّقت مروحيات زد-10 الهجومية ومروحيات النقل مي-171 فوق البحر في تشكيلات مُصممة لتفكيك المواقع الدفاعية، قبل أن تُناور سريعاً لتختفي في جزيرةٍ مجهولة بأعالي البحار”.

المروحية ميل مي 17، نسخ وأسماء متعددة، وسجل حافل
ومروحيات ميل مي 171، هي إحدى نسخ مروحيات ميل مي 8 /17 الروسية الشهيرة التي تعد من أكثر مروحيات النقل إنتاجاً في العالم، كما أنها يمكن استخدامها كمروحيات هجومية.

ورغم إنتاج الصين لطائرة Changhe Z-18 الثقيلة – وهي تطوير للمروحية الفرنسية Aerospatiale Super Frelon – والمروحية Harbin Z-20 المتوسطة التي يبدو أنها هندسة عكسية لطائرة الهليكوبتر الأمريكية S-70 Black Hawk، فإن وحدات المروحيات لدى بكين ما زالت تطلب الطائرة الروسية Mi-171، وهو ما يشير إلى أن الصين تخطط لزيادة قدراتها في الهجوم الجوي بمعدل أسرع مما يمكن أن يتماشى مع الإنتاج المحلي، حسب موقع ADBR.

في مايو/أيار 2008، بدأ الإنتاج المرخص للطائرة Mi-17 في الصين، من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 80 طائرة هليكوبتر سنوياً في نهاية المطاف، والمتغيرات التي سيتم بناؤها من قبل الصينيين ستشمل Mi-171 و Mi-17V-5 و Mi-17V7.

في عام 2019، طلبت الصين 100 طائرة من طراز Mi-171 (بما في ذلك 18 طائرة هليكوبتر للنقل القتالي Mi-171Sh) و21 مروحية من طراز Kazan Ansat الروسي.

في عام 2020 أفادت تقارير بأن جيش التحرير الشعبي الصيني سيتلقى مجموعة جديدة من مروحيات النقل القتالية الروسية الصنع Mi-171Sh Hip، لكن وظيفتها- لا تزال غير معروفة.

المروحية ميل مي 17

وظهرت صور طائرة هليكوبتر أو أكثر من طراز Mi-171Sh باللون الرمادي في علامات جيش التحرير الشعبي في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، تم التقاط الصور من تقرير إخباري تلفزيوني صيني يظهر زيارة لمصنع أولان أودي للطيران في الشرق الأقصى الروسي.

تشير علامات الرؤية المنخفضة ونظام الألوان “التكتيكي” باللون الرمادي الفاتح إلى أنه قد تم الحصول على مجموعة جديدة من طائرات الهليكوبتر للقيام بدور ما في دعم قوات العمليات الخاصة لجيش التحرير الشعبي أو عمليات البحث والإنقاذ القتالية (CSAR)، حسبما ورد في تقرير لموقع the Drive.

وفي ذلك الوقت، كانت هناك تكهنات بأن المروحيات مخصصة لسلاح مشاة البحرية بجيش التحرير الشعبي الصيني، رغم أن التمويه الخاص بها مختلف عن تمويه البحرية الصينية.

ويرى مراقب الفضاء العسكري الصيني أندرياس روبريخت أن القدرة القتالية للطائرة Mi-171Sh، يجعل من المرجح أن الهدف من شرائها هو تجهيز نوع من “الوحدات الخاصة”.

إذا كانت المروحيات الجديدة ستدعم نوعاً من قوات العمليات الخاصة أو تطير بمهام عمليات بحث وإنقاذ، فقد تكون Mi-171Sh هي الخيار الأفضل، لأن هذه المهام الحاسمة تتطلب هيكل هذه الطائرة الأكثر قدرة ونضجاً من نظيراتها الصينيات.

قد تكون قيادة جيش التحرير الشعبي تعتبر أن المعدات الروسية لا تزال متفوقة في هذا النوع من العمل، على الأقل في بعض النواحي، مقارنةً بأحدث التصميمات المحلية.

في أفغانستان تفوَّقت على المروحيات الأمريكية باعتراف الأمريكيين أنفسهم
تجدر الإشارة إلى أن مروحيات ميل مي 17، قد أثبتت كفاءتها في بيئة أفغانستان القاسية، مقارنة بمروحيات بلاك هوك الأمريكية الشهيرة.

وتعرضت وزارة الدفاع الأمريكية لانتقادات شديدة من المحللين الأمريكيين بسبب قرارها استبدال مروحيات ميل مي 17 التي كانت العمود الفقري لسلاح الجو الأفغاني الموالي لأمريكا بمروحيات بلاك هوك، نظراً لأن المروحية ميل مي 17، وهي طائرة عرفها الميكانيكيون الأفغان منذ الحقبة السوفييتية ويمكنها التعامل مع أكثر من 80% من صيانتها، كما أن تكلفة صيانتها أقل تكلفة مقابل تعقد بلاك هوك الأمريكية وتكلفتها الباهظة واحتياج الفنيين الأفغان لسنوات للتدرب عليها، إضافة إلى أن المروحيات الروسية أفضل خلال التحليق في الارتفاعات الشاهقة لجبال أفغانستان وفي أجوائها الترابية.

في الاستخدام العسكري الروسي، يطلق على هذه الطائرة Mi-8AMTSh، وهي مشابهة إلى حد كبير لطائرة Mi-8MTV-5 التي بنتها شركة Kazan Helicopters في غرب روسيا.

تشترك هذه الطرازات أن بها مقصورة بها مقاعد تتسع لما يصل إلى 36 جندياً وأبواباً منزلقة على كل جانب، وأنفاً انسيابياً يستوعب راداراً للطقس بدلاً من الأنف القديم المستدير.

ماذا ستفعل الصين بهذه المروحيات؟
ويعتقد أن الصين لديها نحو حوالي 340 طائرة من المتغيرات المختلفة للمروحية الروسية ميل مي 17.

ويبدو أن الصين لم تعد تخفي نواياها بشأن استخدام هذا الأسطول المتنامي من المروحيات، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، دخلت طائرات الهليكوبتر العسكرية الصينية لأول مرة منطقة تحديد الدفاع الجوي بجنوب غرب تايوان، وفقاً للبيانات التي قدمتها وزارة الدفاع الوطني في تايوان التي تعتبرها بكين إقليماً منشقاً.

فلقد أعلنت وزارة الدفاع الوطني في 26 أكتوبر/تشرين الأول أن طائرة هليكوبتر نقل من طراز Mil Mi-17 الروسية الصنع، وطائرة الهليكوبتر الهجومية الصينية الصنع (WZ-10) كانت من بين سبع طائرات تابعة لجيش التحرير الشعبي تم رصدها وهي تدخل منطقة الدفاع الجوي لتايوان في ذلك اليوم، والطائرة الأخرى من طراز Y -8T، وهي تقوم بأدوار القيادة والسيطرة والاتصالات (C3)، وطائرة استطلاع Y-8 (ربما Y-8H)، وطائرة حربية إلكترونية Y-8 (ربما Y-8G أو Y-8CB)، ومقاتلتان من طراز J-16.

سفن برمائية
وفي المناورات الأخيرة، بدا واضحاً أهداف خطط الصين التدريبية.

فلقد تمحور الحديث في مقال صحيفة Global Times الصينية حول استخدام سفن الهجوم البرمائية الصينية الجديدة تايب-75 كـ”حاملات للمروحيات”، من أجل إضافة أبعاد جديدة إلى الهجمات البرمائية من المحيط.

كما أثنى التقرير على وحدات المروحيات الصينية لاكتشافها طريقةً جريئة تسمح لقوات الغارات الهجومية الجوية باستخدام ثمانية حبال للنزول من مروحيات مي-171 بسرعةٍ أكبر، بدلاً من حبلين فقط.

والأهم من ذلك هو حقيقة أنّ التقرير أشار إلى تايوان وسلاسل جزر بحر الصين الجنوبي تحديداً باعتبارها مواقع ستكون عُرضةً بطبيعتها لهذا النوع من الهجمات أكثر من غيرها.

وقال تقرير Global Times: “عادةً ما تُجري سُفن الهجوم البرمائي عمليات إنزال القوات عمودياً ومهمات الهبوط على الجزر والشعاب البحرية الصغيرة مثل جزيرة تايوان والجزر الصغيرة الأخرى الموجودة في بحر الصين الجنوبي”.

ولا عجب في أنّ الأمر المثير للاهتمام أكثر هو أنّ التكتيكات، والتدريبات، والاستراتيجيات القتالية الصينية تبدو وكأنّها تقليدٌ كبير للأنشطة الأمريكية. فاستخدام سفن الهجوم البرمائية كحاملةٍ للمروحيات الصغيرة هي خطوةٌ قطعها الأمريكيون منذ وقتٍ طويل، ولا يزالون يستخدمونها.

كما أنّ الترقيات التي حصلت عليها مروحيات في-22 أوسبري الأمريكية ستجعل لها دوراً كبيراً في هذه المعادلة، حيث أُضيفت إلى المروحية عالية السرعة تقنيات مثل الشبكات الذكية للتشغيل المتوافق، وتقنية إعادة التزوّد بالوقود جواً، وإلكترونيات طيران مُحسّنة، وصواريخ موجهة بدقة وتُطلق من الجو. وتستطيع مروحيات أوسبري، وإم إتش-60 آر، وغيرها تنفيذ المناورات العمودية التي تحدث عنها تقرير الصحيفة الصينية باعتبارها من العمليات التي ظهرت في تدريبات المروحيات.