السياسية - كتب: المحرر السياسي :


بحشودهم المليونية خرج اليمنيون في مسيرات في العاصمة صنعاء والمحافظات حاملين في أيديهم المصحف الشريف، وأشهروا أسلحتهم في وجه العدو الصهيوني الأمريكي، محذرين من عواقب إساءته المتكررة لأقدس المقدسات الإسلامية "القرآن الكريم".

إن النفير والاستنفار اليمني نصرة للقرآن وفلسطين، هو دعوة لليقظة والاضطلاع بالمسئولية الدينية في مواجهة الحرب الصهيونية الأمريكية على الإسلام والمسلمين.

الشيء المثير للاستغراب هو ذلك الموقف السلبي للدول العربية والإسلامية من قضية تمس دينهم بشكل عام والقرآن الكريم بشكل خاص، خاصة من المملكة العربية السعودية التي شاءت الأقدار أن تكون مركز الإسلام، حيث مكة المكرمة والكعبة المشرفة والمدينة المنورة ومسجد رسول الله، وما يترتب على ذلك من التزامات دينية وأخلاقية استثنائية يجب اتخادها لحماية الإسلام والمقدسات الإسلامية.

بين الفينة والأخرى تنقل وسائل الإعلام إساءات متعمدة للإسلام والرموز الإسلامية في عواصم أوروبية ومدن أمريكية، بالإضافة إلى الاستهداف المتعمد من قبل الحركة الصهيونية، وهذه المسألة تأخذ طابع صراع حضاري وديني بين دول استعمارية فقدت مستعمراتها التي كانت تنهب خيراتها، وتحاول الآن العودة إليها بطرق أخرى لاستمرار النهب الامبريالي المنظم لمقدرات وثروات الدول وتطويع أنظمتها السياسية للسير في ركب النهج الغربي القائم على إصدار الاملاءات فيما يجب أن يكون ولا يكون.

كان آخر تلك التقليعات ما حصل في أمريكا من تدنيس للقرآن الكريم ولهذا السبب خرج اليمنيون يعبرون عن غضبهم إزاء ذلك العمل القبيح.

الإساءات المستمرة للرموز والمقدسات الإسلامية لا يمكن أن تحط من مكانة القرآن الكريم في نفوس المؤمنين بقدر ما تكشف عن مستوى الحقد والعداء الصهيوني الأمريكي والأوروبي الغربي على الإسلام والمسلمين.

إن الصمت المريع من قبل نظام آل سعود عن هذه القضية الإسلامية الحساسة يدخل في إطار التواطؤ مع الدول الاستعمارية وما تقوم به من إساءات متعمدة ومتكررة للإسلام والمقدسات الإسلامية، والمساءلة تمتد لتشمل بقية دول الخليج التي فقدت بوصلتها وضلت طريقها وابتعدت كثيرا عن الدين الإسلامي الحنيف وتعيش حالة مزرية من الانهيار القيمي والأخلاقي.

سبأ