اليمن يستنفر رسميًا وشعبيًا غضبًا للإساءات الأمريكية الصهيونية للقرآن الكريم
السياسية - تقرير :
ردًا على الإساءات الأمريكية، الصهيونية المتكررة للقرآن الكريم ومقدسات الأمة، استنفر الشعب اليمني رسميًا وشعبيًا، غضبًا للتصرفات الإجرامية التي استهدفت أقدس المقدسات "المصحف الشريف".
وفي حين احتشد ملايين اليمنيين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات مختلف المحافظات والمديريات، للتنديد بجريمة الإساءة، اجتمع علماء اليمن انتصارًا للقرآن الكريم وسخطًا لما يُمارس بحقه من إساءات متكررة ورفضًا لما قام به مجرم أمريكي مرشح لمجلس الشيوخ من إساءة ممنهجة ومتعمدة لكتاب الله.
وإقامة للحجة على العلماء الصامتين، إزاء الجريمة، أكد علماء اليمن في اجتماعهم الاستثنائي السبت، أن من أساء لكتاب الله عز وجل، مهدور الدم شرعًا، معتبرين الإساءة حجة إضافية على القاعدين والمتفرجين الذين لم يحركوا ساكنًا وجريمة ووصمة عار على جبينهم، وفي المقدمة علماء الأمة، والمؤسسات والمنظمات الدينية.
وأكد مفتي الديار اليمنية - رئيس رابطة العلماء العلامة شمس الدين شرف الدين، أن علماء الأمة وفي المقدمة علماء الأزهر والحرمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي معنيون بتبيان مختلف المسائل الشرعية وفي المقدمة من يسيء للقرآن الكريم ومقدسات الأمة.
وأشار إلى أن المصحف الشريف يتعرض لإساءات متكررة، بينما شعوب الأمة العربية والإسلامية غارقة في وحل الفساد والإضلال ومنشغلة بالترفيه وألعاب المباريات ومواسم مبتدعة، وكأن الأمر لا يعني الأنظمة العربية والإسلامية، وكأن الأنظمة مكلفة بإلهاء الشعوب وإبعادها عن دينها وفصلها عن كتاب ربها وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال "نحمد الله أن اليمن قيادة وحكومة وشعبًا وعلماء ونُخب ومثقفين ومفكرين وأكاديميين وطلاب الجامعات والمدارس والنساء، لديهم غيرة وحميّة على الدين والقرآن غير شعوب الأمة التائهة والخانعة، والخاضعة للحكام العملاء والخونة".
ودعا العلامة شرف الدين، علماء الأمة إلى الاضطلاع بواجبهم في حماية الدين والعقيدة والانتصار لكتاب الله والمقدسات الإسلامية ولجم الأعداء وردع كل من يسيء أو يمارس أعمالًا استفزازية وتصرفات عنصرية بحق الأمة ومقدساتها.
بدوره عبر عضو رابطة علماء اليمن العلامة محمد علاو، عن الفخر والاعتزاز بمواقف الشعب اليمني الذي استنفر كل طاقاته من أجل الانتصار للقرآن الكريم ورفض كل الإساءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية.
وقال "نحمد الله على شعبنا بقيادته وعلمائه وقبائله والتحامهم ضد الأعداء الذين أساؤوا لله وكتابه الكريم، أقدس المقدسات الإسلامية"، مؤكدًا أن القرآن الكريم يتعرّض اليوم لإساءات، تتطلب من الأمة وعلمائها تبيان الحق وحماية الدين والكتاب المبين.
وأضاف: "نعلم علم اليقين أن عز الأمة وشرفها وكرامتها يكمن في كتاب الله الذي تحدّى الله به الإنس والجن كما جاء في قوله تعالى "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا".
وحث العلماء على استمرار دورهم التنويري والتثقيفي والتوعوي في أوساط المجتمع، خاصة في ظل المرحلة الراهنة التي تتعرض فيها الأمة لحرب فكرية وثقافية ومحاولة طمس الهوية الإيمانية، مشيرًا إلى أن اليمن مستهدف من قبل الأعداء بصورة أكبر نظرًا لموقفه المشرف في نصرة القضية الفلسطينية وإسناد غزة.
بدوره أكد عضو رابطة العلماء العلامة إبراهيم الجلال، واجب العلماء في مواجهة حملات الإساءة التي يتعرض لها الإسلام، وفي المقدمة كتاب الله عز وجل.
وقال "واجب العلماء أكبر من غيرهم، في تبيان حقد الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، والدول الغربية للمسلمين وكراهيتهم للإسلام والقرآن"، مؤكدًا أن المسخ الأمريكي الذي وضع كتاب الله في فم خنزير، هو من أحفاد القردة والخنازير وعبدة الطاغوت.
وتساءل "ماذا يتوقع أبناء الأمة من الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، سوى حملات الإساءة للدين والقرآن والإسلام؟، على العلماء أن يوضحوا للناس من منطلق القرآن الكريم الذي ذكر بأن اليهود هم أشد عداوة للمؤمنين".
وطالب العلامة الجلال، علماء اليمن والأمة بمواصلة الوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرًا إلى أن عقودّا من الزمن مضت ولم يعرف أبناء الأمة منهم أشد عداوة لهم.
وشددّ على ضرورة عودة الناس إلى القرآن الكريم الذي به سينتصرون على الأعداء، ومهما كانت إمكانيات العدو وعتاده سيُهزم أمام أمة الإسلام والقرآن.
في حين، لخص عضو رابطة العلماء الشيخ جبري إبراهيم، أسس الدين وثوابته في الإيمان بالمولى تبارك وتعالى والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم واتباعه، والكتاب الكريم الذي هو منهج الحياة للأمة في الدنيا والآخرة.
وقال: "إذا تساهلت الأمة في واحدة من الأسس والثوابت، لا دين لها، لأن الدين يترتب على تلك الثوابت، والقرآن الكريم بنصه يمثل شرف الأمة وإذا ضيّعناه أضعنا شرفنا، كما قال تعالى "ولقد نزّلنا إليكم فيه ذُكركم" أي شرفكم، وقال تعالى مخاطبًا النبي الكريم "وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون".
وبين الشيخ جبري، أن الأمة بدون القرآن الكريم، هي بلا شرف، مضيفًا "إذا اُنتهكت الأمة في عرضها وشرفها في القرآن الكريم فماذا بقي بعد ذلك، والأمة وجب عليها حماية كتاب الله لكنها ضاعت بين قسمين: قسم ضاع ضميره وإحساسه ولم يُعد يحس، والقسم الآخر خدرّه عدوه، ولم يبق إلا فئة مؤمنة قليلة هي من تدافع عن الدين والقرآن الكريم".
ولفت إلى أن الفئة المؤمنة لن تسكت إزاء الممارسات العنصرية بحق الدين والقرآن الكريم، خاصة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، متسائلًا "لماذا يسكت العلماء؟ وقد أخذ الله الميثاق منهم كما جاء في قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ".
ودعا الشيخ جبري إبراهيم، العلماء ومشايخ الدين والمثقفين والأكاديميين إلى نصرة القرآن الكريم بالموقف والقلم والكلمة وتبيان الحق من قبل العلماء.
من جهته، أشاد عضو رابطة العلماء الشيخ علي المطري، بموقف اليمن رسميًا وشعبيًا في مواجهة الأعداء الذين يستهزؤون بالقرآن والنبي الكريم، ويقف ضد الأعمال الشنيعة التي يرتكبها الصهاينة بإساءاتهم المستمرة للأمة وفي المقدمة القرآن الكريم.
وأكد أن الأمريكي الذي وضع كتاب الله في فم خنزير، كدعاية انتخابية يُعبر عن العداوة والحقد المستمر للإسلام والمسلمين من قبل اليهود الذين هم أشد عداوة للذين آمنوا، مبينًا أن اليهود قديمًا وحديثًا هم أعداء الله والإسلام وهم قتلة الأنبياء ولا يفهمون لا عقد اتفاقات ولا إبرام تفاهمات وإنما يفهمون لغة القتل والتنكيل بهم كما قال تعالى "قاتلوهم يُعذّبهم الله بأيديكم ويخزهم".
وأشار الشيخ المطري، إلى أن الحقد وصل باليهود وأحفاد القردة والخنازير إلى الاستهزاء بكتاب الله وكلامه العظيم الذي هو محفوظ بحفظ الله، مبينًا أن القرآن روح الأمة وبدونها تعيش ميتة في صورة أحياء.
وقال: "مع الأسف الأمة العربية والإسلامية رغم كثرة أعدادها وإمكانياتها لم نسمع لها صوتًا ولا كلمة ولا تنديدَا ولا شجبًا كالعادة إزاء الإساءة الأمريكية لكتاب الله عز وجل، بينما أهل اليمن يقفون الموقف الذي يرضي الله، لأنهم نفس الرحمن ويعيشون في رحاب القرآن".
وشددَ على ضرورة أن تعي الأمة بأن عزتها وكرامتها وانتصارها هو بالقرآن الكريم وحمايته وحفظه وترجمته واقعًا وعملًا، لافتًا إلى أن الأعداء إنما تجرؤوا في إساءتهم المتكررة لكتاب الله، إنما علموا بأن الأمة متفرقة وممزقة ومنشغلة عن القرآن ونور الهداية والعزة والكرامة.
ومهما سعى الأعداء لتشويه صورة الإسلام، والإساءة لمقدسات الأمة، سيبقى القرآن الكريم محفوظًا من التحريف والتبديل والتشويه، وهو وعد إلهي إلى يوم القيامة، مصداقاً لقوله تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
سبأ

