السياســـية: تقرير || صادق سريع


تحوّل انتصار القوات اليمنية على العدو الأمريكي والبريطاني و'الإسرائيلي' والأوروبي في معركة البحر الأحمر إلى محور اهتمام المحللين الساسة والعسكر، والمعاهد والمراكز الحربية على مستوى العالم.

موقع "فورين أفيرز" الأمريكي نشر تحليلاً عميقاً للزميلة الأولى بمعهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، السياسية، إبريل لونغلي آلي، تناول التطور الملفت في قدرات قوات صنعاء، ومخاطر الصراع الإقليمي الذي ينذر باندلاع حرب جديدة في جنوب اليمن بين مليشيا الاحتلال السعودي والإماراتي.

برأي المحللة لونغلي، التي شغلت منصب المستشار السياسي السابق للمبعوث الأممي إلى اليمن، تمثّل معركة إسناد غزة نقطة تحوّل نوعية لقوات صنعاء، التي تمكنت من اختراق أنظمة الدفاع 'الإسرائيلية' والأمريكية المتقدمة بالصواريخ والمسيّرات، وضرب أهداف إستراتيجية في مطارات اللد ورامون وميناء أمّ الرشراش المحتلة.

واعتبرت أن التطور في القدرات العسكرية لقوات صنعاء لم يكن مجرّد قفزة تقنية عابرة، بل نتيجة تجارب قتالية وعملياتية ميدانية، ساهمت في اختبار مختلف الأسلحة وتحسين مستوى دقة الاستهداف.

ورأت أن قوات صنعاء تمكنت من استغلال سنوات الهدنة الهشة بينها وقوى العدوان السعودي - الإماراتي في تطوير قدراتها العسكرية، عبر التصنيع المحلي، حتى باتت قادرة على تجهيز صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة متطورة.

ومن وجهة نظرها، يُعدّ احتلال مليشيا ما يُسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم المحتل الإماراتي، لمحافظتي حضرموت والمهرة جنوب شرق اليمن في 3 ديسمبر الجاري، انقلابًا فعليًا على ما تسمى حكومة الشرعية، في تحوّل دراماتيكي بين مليشيا أبوظبي والرياض.

وحسب رؤية لونغلي، تُعدّ التطورات في محافظتي حضرموت والمهرة ذريعة مثالية لصنعاء لتحريك قواتها لتحرير المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة بمليشيا أنظمة الاحتلال السعودي والإماراتي، لاستكمال السيطرة على كامل اليمن.

وقالت: "إن تهديدات قوات صنعاء العلنية للرياض، وإعادة نشر مقاطع لهجمات سابقة على منشآت أرامكو السعودية، تعكس الاستعداد لجولة جديدة من المواجهة العسكرية".

وأضافت: "إن اهتمام نظام الرياض بأولوياته الداخلية، وتراجع ثقته بالمظلة الأمنية الأمريكية، قد يدفعه إلى تقديم تنازلات لتجنب أي مواجهة جديدة، ما يمنح صنعاء مكاسب جديدة على حساب خصومها، المليشيا الموالية لدول العدوان السعودي - الإماراتي".

خلاصة "فورين أفيرز" تحذّر من تحوّل القوة في اليمن إلى مركز ثقل عسكري يعيد رسم موازين القوى الإقليمية في مرحلة ما بعد غزة، بطريقة تفاجئ واشنطن وحلفاءها، وفي ظل فشل الرهان على احتواء قوات صنعاء، وغياب إستراتيجية أمريكية طويلة الأمد في المنطقة.

ثائر تونسي يعتبر إسناد اليمن لغزة استثنائياً



في الصلة ذاتها، قال القيادي التونسي في حركة الشعب، السياسي الشادلي معرفي: "إن اليمن قدّم نموذجًا استثنائيًا بموقفه الصلب في دعم غزة عسكريًا وسياسيًا، وأكد قدرة الشعوب على فرض المعادلات وقلب موازين الردع ومواجهة الهيمنة الأمريكية - الصهيونية".

وأضاف لموقع "عرب جورنال": "اليمن جسّد شرف الأمة وعزّتها، وقدم ما يأمله كل عربي ومسلم وكل أحرار العالم، وقد أثبت أبطال اليمن تجاوز حسابات الربح والخسارة، ليجعلوا من مبادئهم معيار النصر الحقيقي".

وتابع: "لقد رفع الموقف الصلب لليمن معنويات الأمة، وأعاد ثقة شعوبها بقدرتها على مواجهة أي عدوان خارجي، كما أربك حسابات العدو الذي ظنّ أن فلسطين ستبقى وحيدة، بعد أن أصبح اليمن ركيزة وزنٍ وأمانٍ في محور المقاومة".

وأكد السياسي الشادلي أن اليمن أصبح قوة ردع استراتيجية أجبرت قوى العدوان الأمريكي والصهيوني على إعادة حساباتها ألف مرة قبل التفكير في أي مخطط يستهدف الأمة.

واستهدفت القوات اليمنية، في معركة إسناد غزة، 228 سفينة تجارية وحربية عدوانية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرقت أربع سفن، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية طراز F-18، و26 طائرة أمريكية من نوع MQ-9 فوق أجواء اليمن؛ 22 منها في معركة الإسناد، وأربع في العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي.