السياسية:

كشف تحقيق استقصائي وثائقي بثته قناة المسيرة، الكثير من الخفايا والحقائق الصادمة حول تآمر نظام علي عفاش على القضية الفلسطينية، وزيف ما كان يدعيه أمام وسائل الإعلام من حرص على القضية المركزية للأمة.

التحقيق الذي عرضته القناة مدعما بالأدلة والوثائق والتسجيلات الصوتية، بعنوان "صفقة على حساب القضية"، كشف عن حجم تواطؤ عفاش مع السعوديين والأمريكيين على حساب القضية الفلسطينية خدمة للعدو الصهيوني.

أزاحت التسجيلات الصوتية والوثائق الرسمية التي تم عرضها لأول مرة، الستار عن حقبة ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، وكيف تحول نظام الخائن عفاش إلى أداة لكسر عزلة الكيان الصهيوني، ومن بين تلك التسجيلات مكالمات هاتفية للخائن علي عفاش، كشفت عن الوجه الحقيقي للرئيس الذي ظل يلمع نفسه على حساب القضية الفلسطينية.

يلخص التحقيق مواقف صالح من القضية الفلسطينية خلال الفترة 2005 – 2009، والتي شهدت عدوانا صهيونيا إجراميا على قطاع غزة، وارتكب العدو خلالها أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين، والذي كان الهدف منه الضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وفي سياق المواقف العربية الهزيلة تجاه القضية الفلسطينية، أعلنت قطر في تلك الفترة عن انعقاد قمة عربية لتدارس الموقف في 19 يناير 2009م، وكان علي عفاش من ضمن الداعين للقمة، ما دفع حركة المقاومة الإسلامية حماس للتواصل مع صالح لعرض بعض مطالبها قبيل انعقاد القمة.

وخلال اتصال هاتفي أجراه حينها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الرئيس عفاش، طلب مشعل من الرئيس بأن يطرح مطالب المقاومة خلال القمة وفي مقدمتها وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار، لكنه فوجئ برد صادم من عفاش الذي أكد بكل وقاحة أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني لا تخدم الشعب الفلسطيني بقدر ما تلحق به الضرر، ولا تحقق أي أهداف، أو تُحدث أي تأثير على الصهاينة.

لم يكتف الخائن عفاش بذلك، بل وجه اتهاما مباشرا لحماس بأنها تطلق الصواريخ لكي تخلق مبررات للعدو لقصف غزة، مطالبًا بإيقاف إطلاق الصواريخ، الأمر الذي خيب آمال مشعل وحركة حماس، التي كانت تنظر إلى عفاش من خلال تصريحاته العنترية على أنه سيكون له موقف مشرف.

ورغم محاولة مشعل الحثيثة لإقناع الرئيس عفاش بصوابية موقف حركة حماس إلا أن الرئيس ظل متوترًا وموجهًا اللوم والعتاب لمشعل، وأصر على ضرورة تخلي حماس عن سلاحها، كاشفا من خلال ذلك الموقف مدى تماهيه مع الموقف الأمريكي المطالب بنزع سلاح المقاومة والتوقف عن إطلاق الصواريخ كشرط لوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مما شجع العدو الصهيوني وهو على الاستمرار في ارتكاب المجازر بحق المدنيين.

مثل الاتصال الهاتفي بين مشعل والخائن عفاش صدمة كبيرة لحركة حماس نتيجة رفضه تبني مطالبها الداعية لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وتلتها صدمة أخرى نتيجة عدم حضور الرئيس عفاش لقمة الدوحة، بالرغم من أنه كان من أوائل الرؤساء المطالبين بسرعة انعقادها.

وعلى الرغم من المبررات التي ساقها عفاش لعدم حضوره القمة، وتحميل قطر المسؤولية، إلا أن الحقيقة تمثلت في أن عدم حضوره جاء نتيجة ضغوط سعودية وحصوله على أموال من المملكة مقابل عدم الحضور، إضافة إلى ضغوط مارسها الأمريكيون عليه.

وفي مكالمة هاتفية للخائن عفاش مع مستشاره السياسي عبد الكريم الإرياني حول عدم مشاركته في قمة دمشق أثبت عفاش مدى ارتهانه للقرار والمال السعودي حيث أقر بأن السبب الجوهري لعدم مشاركته في القمة هو استلامه من النظام السعودي مبلغ 300 مليون ريال سعودي.

أظهرت هذه المكالمة التي أجراها عفاش مع مستشاره عقب عودته من زيارة الرياض، كيف كان ينظر النظام السعودي إلى قمة دمشق والتي كان يعتبرها إيرانية وليس عربية، في موقف خياني واضح كانت الرياض تفرضه على الأنظمة العربية الموالية لها وعلى رأسها نظام عفاش.

كما أظهرت تلك المكالمة مدى استخفاف الملك السعودي "عبدالله" بالملوك والأمراء الخليجيين، وكذا مستوى التدخلات السعودية في الشأن والقرار اليمني.

تضمن التحقيق الوثائقي المزيد من فضائح علي عفاش، من بين تلك الفضائح وثيقة أرسلت من السفارة الأمريكية في صنعاء بتاريخ 4 نوفمبر 2007م إلى الخارجية اليمنية، تضمنت توجيهًا عاجلًا وخطيًا يحث على عدم الحضور في مؤتمر المقاطعة العربية الذي عقد في نوفمبر 2007م، والتوجيه بعدم إرسال حتى ممثلين عن صنعاء، في شاهد واضح على التدخل الأمريكي الفاضح في الشأن اليمني ورضوخ حكومة الخائن عفاش لذلك.

في حين كشفت وثيقة أخرى عن محضر لقاء جمع وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي مع السفير الأمريكي توماس كرادجسكي في الأول من شهر يونيو 2005م، طالب فيه السفير الأمريكي صنعاء برفع نظام المقاطعة العربية ضد كيان العدو الإسرائيلي لعدم جدواه.

الوثائق والتسجيلات أظهرت بجلاء طريقة تعاطي الخائن عفاش مع قضايا الأمة الجوهرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأنه كان يستخدمها للتكسب والمتاجرة، ويستغل القضية الفلسطينية لترميم صورته، وأنه لم يكن سوى عميل للسعودي والأمريكي، وينفذ ما يملى عليها من أوامر.
سبأ