السياسية - رصد || رشيد الحداد*

بعد ساعات من تلميح صنعاء إلى إغلاق ملف المفاوضات مع الرياض، وتسليمه إلى القوات المسلحة، أجرى المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، في مسقط، لقاءات مُكثّفة، في مسعى منه لتثبيت الهدنة المستمرّة منذ ثلاث سنوات في اليمن، واحتواء التصعيد العسكري المتواصل منذ أيام على الحدود اليمنية - السعودية في جبهات محافظة الجوف شمالي البلاد.
وبحث غروندبرغ، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، مستجدّات مسار السلام في اليمن وسبل تحريك المفاوضات، كما عقد لقاء مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على هامش زيارة الأخير لمسقط، جرت فيه مناقشة الملف نفسه، فيما ناقش عراقجي والبوسعيدي، جهود مساعدة الأطراف اليمنية في التوصّل إلى سلام شامل.

وقال مصدر سياسي في العاصمة اليمنية صنعاء لـ«الأخبار»، إن «السعودية حاولت مرة أخرى أن تقدّم نفسها وسيط سلام في اليمن على الرغم من أنها قائدة للحرب على الشعب اليمني». ويعتبر أن «الرياض ترهن ملف السلام في اليمن بأمن إسرائيل وضمان عدم استهداف الملاحة الصهيونية من قبل القوات المسلحة اليمنية مستقبلاً»، مضيفاً أن «المماطلة في تنفيذ استحقاقات السلام ستدفع صنعاء إلى العودة إلى الخيار العسكري تحت الضغط الشعبي، في ظل سياسة التضييق الاقتصادي وتدهور الأوضاع الإنسانية».

وفي الاتجاه نفسه، دشّن «الإعلام الحربي اليمني» حملة تعبئة إعلامية ضد الرياض، أعاد خلالها نشر مشاهد من المعارك على الحدود السعودية والتوغّل اليمني في عمق مدن المملكة في جيزان ونجران وعسير خلال سنوات الحرب الأولى. وحمل المقطع شعار «إن عدتم عدنا»، في إشارة واضحة إلى أن البديل لخيار السلام هو الحرب التي صارت صنعاء مستعدّة لفرضها.

* المادة الصحفية تم نقلها بتصرف من الاخبار اللبنانية