السياسية || محمد محسن الجوهري*


من خطورة اليهود أنهم يتحركون والخطر عليهم لا يزال بعيداً عنهم، ويستخدمون في تحركهم المبدئي المنافقين من المحسوبين على الأمة، وسلاحهم في ذلك الشيطنة والتكفير، من جهة، وسائر وسائل التضليل والخداع الإعلامي من جهة أخرى.

ومن هنا كان التحرك النفاقي ضد مناسبة "يوم القدس العالمي" والتحذير منها، ولولا أهميتها لما كان لها كل هذا الثقل في حسابات العدو الصهيوني وعملائه من التكفيريين وغيرهم، ويكفي أن تسمع ناطق الجيش الإسرائيلي وهو يتحدث بلسان الوهابية محذراً بأن يوم القدس العالمي بدعة، قبل أن ينطلق شيووخ الضلال في نجد وغيرها لاستنساخ ما يقول وترديده على منابرهم المختلفة.

وإذا تأملنا المناسبة لوجدنا أنها فرصة جهادية تعبوية ضد العدو الصهيوني، ومن شأنها -أيضاً- أن توحد المسلمين في الاتجاه الصحيح، نحو أمة إسلامية مجاهدة ترفض الخنوع وتسعى لتحرير فلسطين من اليهود، وكل تحرك عملي في هذا الاتجاه هو من الإعداد المنصوص عليه في كتاب الله، كما أنه موطء يغيظ الكفار وينال منهم، وفي ذلك أجر كبير عند الله تعالى.

وفي اليمن كان للمناسبة صداها الواسع جداً في إعادة تفعيل الجهاد في سبيل الله، وتثقيف الشعب بالثقافة الجهادية القرآنية التي تسهم في مقارعة العدو الصهيوني ومشاريعه التدميرية في المنطقة، كما أنها الثقافة التي حمت الشعب والبلاد من العدوان السعودي ومن هجمات التكريريين التي يُراد لها أن تبيد اليمنيين على غرار ما يحدث اليوم في سورية، وكما حدث من قبل في العراق، حيث لا تتحرك العناصر التكفيرية إلا ضد أبناء الأمة الإسلامية، ولحماية الكيان الصهيوني، بدعمٍ خليجي واضح، سواءً عبر المحور السعودي -الإماراتي، أو الفئة الأخرى من النفاق برعاية قطر.

وأمام كل تلك الهجمات الشرسة، لابد من موقف إسلامي صحيح لحماية الشعوب الإسلامية وتحرير المسجد الأقصى وأرض فلسطين كافة، وليس هناك سوى هذا التوجه الذي ينتهجه الشعب اليمني وإخوانه في محور الجهاد والمقاومة، وما دون ذلك فهو امتداد للمؤامرة الصهيونية على الأمة الإسلامية، ولا بديل عن طيرقنا هذا مهما كانت التضحيات، وقد رأينا كيف أن الصبر اليمني -خلال سنوات العدوان- أثمر اليوم عزة وكرامة ومنعة في مواجهة المشروع الصهيوني، وأنى لبلاد أخرى أن تقدم ما يقدمه اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق.

والمسار مستمر ومتواصل حتى تحرير البيت المقدس، حسب ما جاء في الوعد الإلهي بسورة الإسراء، وهو وعد لا يمكن أن يتخلف، وإن كنا لا نزال في مرحلة الاستضعاف، إلا أن الأمور تتجه نحو الأفضل دائماً، حيث لا خسارة في الدرب الجهادي على الإطلاق، ومن يعرف الجهاد في سبيل الله يعلم علم اليقين أن كل خطوة معادية لليهود، كالصرخة وكل أشكال البراءة من اليهود، لها قيمتها العملية على الأرض، فكيف وفي اليمن قيادة وأمة تتحرك بالقرآن الكريم وتعد كل مستطاع لنصرة القدس والمسلمين في العالم، وما هي إلا مسـألة وقت حتى نرى وعود الله تتحقق في الميدان، ونرى الكيان يخسر معركته ووجوده إلى الأبد بإذن الله تعالى.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب