السياسية – رصد || رشيد الحداد*

مع استمرار الغارات الجوية الأميركية وتركّزها على صنعاء ومدينة صعدة ومحافظتي الحديدة والبيضاء الساحليتين غرب البلاد، سعت قوات صنعاء إلى تثبيت معادلة عسكرية بحرية جديدة في البحر الأحمر، من خلال تكثيف هجماتها الاستباقية ضد حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والبوارج والمدمّرات الأميركية في شمال البحر الأحمر، مؤكّدة اعتزامها تعطيل مفعول حاملة الطائرات وإفشال أي هجمات جوية تنطلق منها.

وفي هذا الإطار، أكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، دفعت بنحو 42 حاملة طائرات وبارجة ومدمّرة وسفينة حربية أميركية وأوروبية، العام الماضي، محاولةً إرهاب صنعاء ووقف عملياتها العسكرية ضد السفن الإسرائيلية وتلك المرتبطة بالكيان، مضيفاً أن «ما تعرّضت له القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر في عهد بايدن، سيكون مضاعفاً في عهد الرئيس دونالد ترمب».

وكانت قوات صنعاء، التي توعّدت بالتصدي لأي عدوان أميركي - إسرائيلي مهما كان سقفه، أكّدت على لسان متحدثها العسكري، العميد يحيى سريع، تنفيذ رابع عملية هجومية على «هاري ترومان» وعدد من القطع الحربية المعادية، منذ مطلع الأسبوع الجاري.

وأشار سريع إلى أن قوات بلاده «رصدت تحرّكات أميركية واسعة في البحر الأحمر استعداداً لتنفيذ عدوان جوي واسع على اليمن، فنفّذت القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المُسيّر عملية عسكرية مشتركة بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المُسيّرة، ما أدّى إلى إفشال الهجوم الأميركي»، وتوعّد الولايات المتحدة بالمزيد من التصعيد خلال الساعات والأيام القادمة.

في المقابل، تمّ رصد عدد محدود من الغارات التي طاولت مبنى ناد رياضي في مدينة الحديدة غرب اليمن، ومنطقة ساحلية في الكثيب في المدينة نفسها بصواريخ شديدة الانفجار، وذلك بالتوازي مع هجمات محدودة طاولت منطقة بحيص في مديرية ميدي، وهي منطقة ساحلية واقعة على البحر الأحمر سبق للطيران الأميركي استهدافها في عهد بايدن عدّة مرّات.

وأفادت مصادر محلية، مساء أمس، بتعرّض صنعاء ومحيط مدينة صعدة لعدوان جوي أميركي، قبل أن تشير لاحقاً إلى ضربات طاولت مديرية السوادية في محافظة البيضاء.

وذكرت أن الضربة على العاصمة استهدفت صالة للمناسبات قيد الإنشاء في مديرية الثورة، ما أدى إلى تضرّر عدد من المنازل المجاورة وجرح تسعة أطفال ونساء، لافتة إلى أن الدفاع المدني عمل على إخماد الحرائق الناجمة عن العدوان.

ونشرت «القيادة المركزية الأميركية» مقاطع فيديو جديدة لعملية إطلاق صواريخ من بوارج حربية، وذلك بعد ساعات من إعلان صنعاء استهداف «ترومان» للمرة الرابعة. وأظهرت المقاطع المتداولة رفع البحرية الأميركية علم المعركة، لأول مرة منذ بدء المواجهات قبل عام، على متن المدمّرة الأميركية «ستاوت».

وعلى خط مواز، علمت «الأخبار» من مصدر ملاحي يمني أن عملية رصد السفن الإسرائيلية وتتبّع مسارها مستمرة منذ أكثر من أسبوع، وأن عدم إعلان صنعاء عن استهداف أي سفينة تجارية إسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، يعود إلى امتناع تلك السفن عن المرور في منطقة عمليات قوات صنعاء البحرية.

وتوقّع المصدر توسيع نطاق ترصّد الناقلات الإسرائيلية، ورفع مستوى التصعيد البحري ضد الملاحة الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف تشديد مستوى الضغط على الكيان.

*المادة الصحفية تم نقلها من الاخبار اللبنانية وبتصرف