عام دراسي جديد.. نفق مظلم يدخله الإباء في ظل استمرار الحصار والعدوان
السياسية / استطلاع : ميادة العواضي
عند بدء عام دراسي جديد، تتلخص أحاديث الإباء في المشكلات والصعوبات التي تواجههم قبيل كل عام دراسي، وكيفية توفير الاحتياجات الكثيرة التي ترافق شهور الدراسة، ويعيش معظم اليمنيين ظروف معيشية صعبة اوجدها تحالف العدوان والحصار التي تجبر العديد منهم على إعطاء الأولوية لتوفير متطلبات الحياة المعيشية.
وفي استطلاع أجرته “السياسية” شمل العديد من الإباء والامهات عن استعدادهم لاستقبال عام دراسي جديد، وعن الاعباء التي تواجههم كل عام والتي أجمع أغلبهم على الأعباء المادية التي تثقل كاهلهم خاصة مع انقطاع الرواتب لأعوام بسبب العدوان الجائر على البلاد، والذي كان له أثار امتدت منذ أعوام لتؤثر على عدة قطاعات هامة في البلاد منها قطاع التعليم.
تركي محمد سنان، عامل في أحد محلات الأدوات المنزلية، لديه ولد وبنت يدرسون في مدارس خاصة لعدم توفر مدرسة حكومية قريبة من منزله، -على حد قوله- ويرى في رسوم المدارس الخاصة مبالغ فيها، ولا مبرر لها إلا طمع أصحاب تلك المدارس وتحويل التعليم إلى سلعة.
فيما يرى نصر القريطي، ولديه ثلاثة بنات في مدارس حكومية، أن أكثر ما يواجه الإباء من صعوبات تتلخص في الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها معظم فئات الشعب من حيث انقطاع الرواتب وغيره جراء هذا العدوان.
وتتفق هناء المريسي مع القريطي في مسألة الصعوبات المادية، وتقول”انقطاع الرواتب والحصار الذي تفرضه دول العدوان كان له الأثر السلبي الكبير على مستويات اولادي في المدارس، نتيجة ما يتحمله الاسر من تكاليف باهظة، ولو كانت في مدارس حكومية، فشراء الكتب وغيره من المستلزمات يعتبر في هذه الأيام عبء كبير علينا لان دخلنا المادي قليل”.
أم علي المحبشي، والتي يدرس اثنان من أبنائها في مدارس خاصة، تقول إنها تضطر لتقليص ميزانية المنزل أحياناً، وتقترض أحيانا اخرى حتى تستطيع ألحاق أبنائها بالمدرسة الخاصة نظراً تدهور التعليم في المدارس الحكومية.
وفي المقابل، تقول أم الزهراء انها اضطرت لنقل أبنائها من المدارس الخاصة التي كانوا يتلقون تعليمهم فيها لمدة خمس سنوات الى مدارس حكومية لعدم قدرتها على مواكبة مصاريف المدارس الخاصة.
استعدادات وزارة التربية لاستقبال العام الدراسي الجديد
بتفاؤل كبير حدثنا الأستاذ زياد الرفيق وكيل وزارة التربية والتعليم -رئيس المكتب الفني- عن استمرار التعليم، رغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي تعيشها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار عبر رغبة الإباء للدفع بأبنائهم نحو المدارس من خلال الاقبال على تسجيل الطلاب خلال الأسابيع المنصرمة والتي شهدتها معظم المدارس بحضور الكادر الإداري وذلك لإتمام عملية التسجيل.
وأضاف الرفيق “رغم محاولة العدوان عرقلة المسيرة التعليمية لا اننا نشهد اقبال كبيراً من قبل الإباء الحريصون على تعليم أبنائهم”.
مشيرا إلى تقدم قرابة ألف وأربعمائة طالب للالتحاق بمدرسة المتفوقين (جمال عبد الناصر) في امانة العاصمة مما يدل على حرص الاباء بالدفع بأبنائهم إلى المدارس للتعليم”.
لافتا إلى حرص القيادة السياسية واهتمامها بقطاع التعليم والعمل على تخطي جميع الإشكاليات التي تعيق مسيرة التعليم.. منوها باستعدادات وزارة التربية والتعليم باستقبال العام الدراسي الجديد.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فان أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة يعانون من انهيار النظام التعليمي في اليمن، جراء الحرب على البلاد منذ مارس 2015م.
وشهد القطاع التعليمي في اليمن انتكاسات عديدة صاحبت استمرار العدوان والحصار الجائران على البلاد منذ أعوام، فالعديد من الطلاب تركوا مقاعدهم في المدارس اما لمساعدة ابائهم في البحث عن لقمة العيش.
وبحسب منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل فأن هناك مليونين و400 ألف طفل خارج المدرسة، من أصل ما يقدر ب 10.6 ملايين طفل في سن الدراسة (من 6 إلى 17 عامًا).
وجانب المشاكل المادية تضررت العديد من المنشئات التعليمية بسبب هذا العدوان، وكان للمعلمين الحصة الكبرى من المعاناة في هذا الملف حيث يستقبلون العام الدراسي الجديد بدون رواتب، حيث يعاني ما يقدر بنحو 171 ألفاً و600 معلم ومعلمة ـ أو ثلثي العاملين في مجال التدريس من انقطاع رواتبهم منذ عام 2016م.