هذا ما يحدث للجسم بعد الموت لينتهي به المطاف إلى كومة عظام
السياسية ـ وكالات:
رغم اختلاف الأسباب المؤدية إلى الموت، إلا أننا جميعا سنمر بهذه العملية الطبيعية، والتي تعني نقطة النهاية للحياة في هذا العالم.
وعندما نصل إلى هذه المرحلة، فإن الجسد يدخل في مرحلة طويلة من التحلل، تمر بعدة خطوات، والتي قد يرغب الكثيرون في معرفة تفاصيلها.
ورغم أن كل جسم يختلف عن الآخر، وسوف يتحلل كل شخص بشكل مختلف قليلا عن غيره، إلا أن هناك خطوات مشتركة تحدث، والتي تتمثل في ما يلي:
في غضون ثوان من الموت، يرتفع نشاط دماغك، ثم يتوقف
وجد العلماء الذين سجلوا الموجات الدماغية للمرضى المحتضرين أن نشاط الدماغ يزداد بعد لحظات من إعلان الوفاة.
وقد يوفر هذا بعض التفسير لماذا يبلغ الأشخاص الذين عادوا من “تجارب الاقتراب من الموت” أن ذكريات حياتهم تمر أمام أعينهم.
تنخفض درجة حرارة الجسم
يتحكم الدماغ في درجة حرارة الجسم. وعندما يتوقف هذا العضو عن العمل، ستبدأ درجة حرارة الجسم في الانخفاض حتى تصل إلى درجة حرارة الغرفة.
وتعتمد سرعة حدوث ذلك على العديد من العوامل مثل درجة الحرارة الخارجية وملابس الجسم ومحتوى الدهون في الجسم. ولكن المعيار هو أن الجسم يفقد نحو 1 إلى 2 درجة مئوية في الساعة.
وهذه المرحلة، التي تسمى برودة الموت (algor mortis)، هي الأولى من التغييرات المبكرة بعد الوفاة، وهي معروفة جيدا من قبل خبراء الطب الشرعي الذين يستخدمونها لتحديد وقت الوفاة.
في غضون دقائق، تبدأ خلايا الجسم في الانهيار
تحتاج الخلايا إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة. ومن دون ضخ الدم في الجسم لإخراج ثاني أكسيد الكربون، يصبح داخل الخلية حمضيا جدا.
وهذا يجعل الحجيرات داخل الخلايا تتفكك، مطلقةً مواد كيميائية سامة كانت محتواة سابقا. وهذا ما يأكل الخلية من الداخل إلى الخارج، في عملية تسمى التحلل الذاتي.
وإذا كان الجو باردا جدا، يمكن أن يتوقف التحلل الذاتي، ما قد يحمي الأعضاء من التلف المميت.
وهذا هو السبب في إمكانية إنعاش الناس بعد 40 دقيقة أو أكثر من الغرق في الماء البارد، أو لماذا يمكن أن يكون تبريد الجسم أثناء العمليات الجراحية أو بعد النوبات القلبية منقذا للحياة.
تسترخي كل عضلة في جسمك، لذا قد تتبرز أو تتبول
في غضون لحظات الموت، تسترخي عضلات الجسم، بما في ذلك العضلة العاصرة التي تمنع تسرب ما بداخل الجسم. وهذا يعني أنه من الطبيعي جدا أن تتغوط أو تتبول.
في غضون ساعات، يتم سحب الدم إلى أسفل، ما يتسبب في ظهور بقع على الجلد
نظرا لأن القلب لم يعد يضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، فإنه يبدأ في الانجراف إلى أسفل بفعل الجاذبية.
ومع تجمع الدم، تظهر بقع على الجلد في غضون 30 دقيقة من الوفاة. وبعد نحو ساعتين إلى أربع ساعات من الوفاة، تنضم هذه البقع، ما يخلق مناطق أرجوانية داكنة كبيرة باتجاه الجزء السفلي من الجسم. وهذه العملية تسمى ازرقاق الجثة (livor mortis).
التخشب الموتي (Rigor mortis)
بعد الموت بفترة وجيزة، يكون الجسم رخوا ومرنا. ولكن عندما ينهار الجسم، تتراكم مواد كيميائية مثل حمض اللاكتيك – المادة التي تسبب تقلصات التمارين الرياضية – والكالسيوم في العضلات.
ويربط هذا خلايا العضلات ببعضها البعض ويجعل العضلات متيبسة ويغلقها في موضعها. وتبدأ هذه العملية في اليدين في غضون ثلاث إلى أربع ساعات من الوفاة، وتنتشر في مكان آخر في غضون 12 ساعة.
وفي غضون 36 ساعة، تبدأ خلايا العضلات عموما في الانهيار ويصبح الجسم مرنا مرة أخرى.
يبدو أن الأظافر تنمو بسبب تقلص الجلد
قد يبدو الشعر والأظافر وكأنهما ينموان بعد الموت، لكن هذه خرافة. فما يحدث حقا هو أن الجلد يصبح أكثر جفافا وهشاشة بعد فترة وجيزة من الموت. وعندما يتقلص، فإنه يجعل الأظافر والشعر يبدوان أطول.
رائحة كريهة
يبدأ الجسم في الانهيار بعد فترة وجيزة من الموت، لكن علامات التحلل الجسدية لا تظهر إلا في وقت لاحق.
وفي تلك المرحلة، يصنع الجسم مواد كيميائية تسمى بوتريسين وكادافيرين – وكلاهما له روائح كريهة.
تعمل الميكروبات على تسريع عملية التحلل
المواد الكيميائية التي تطلقها الخلايا أثناء تحللها الذاتي ترسل الميكروبات الموجودة بشكل طبيعي في جسمك في حالة هيجان التغذية. وعادة ما يكون الجسم جيدا في إبقاء الميكروبات في مكانها، سواء كان ذلك الجلد أو الأمعاء أو أي مكان آخر مفتوح للهواء.
ولكن مع موت الجسد، تهرب البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى من سجونها وتبدأ في النمو.
تمنح الميكروبات بشرتك لونا أخضر
هذا يعطي الجلد لونا أخضر، يبدأ حول البطن بعد نحو 18 ساعة من الوفاة.
وتبدأ بعض أجزاء الجسم أيضا في التورم لأن الميكروبات تطلق الغازات والسوائل التي تتجمع في الجسم.
يبدأ الشعر في التساقط
بعد الانتفاخ، يبدأ الجلد في الترهل قليلا. وتظهر بقع سوداء على السطح ويبدأ تساقط الشعر في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد الوفاة.
تأتي الحشرات لإنهاء المهمة
رائحة الجسم جذابة للغاية للحشرات مثل الذباب الأزرق الكبير، والتي تأتي لوضع البيض في البقايا إذا تركت في الهواء الطلق.
وعندما تفقس اليرقات، فإنها تقضم أي نسيج متبقي وتنظف العظام. ويمكن أن ينجو الشعر والغضاريف في هذه المرحلة من عملية التعفن.
في النهاية كل ما سيتبقى هو كومة من العظام
في كثير من الحالات، يستمر الجسم في التحلل حتى يصبح كل ما يتبقى منه هو العظام. وتسمى هذه المرحلة بالهيكل العظمي.
ولا تتحول جميع الجثث إلى مرحلة الهيكل العظمي، وذلك اعتمادا على الظروف، فعادة في الظروف شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، قد يتم تحنيط بعض المومياوات جزئيا أو كليا، ما يعني أن الجلد وربما بعض الأنسجة الداخلية ستبقى محفوظة.