حسن زين الدين*

بدءاً من اليوم، تحيي إيران ذكرى حلول “عشرة الفجر” بعودة الإمام الخميني الراحل من منفاه في فرنسا إلى إيران إيذاناً بإسقاط حكم الشاه وانتصار الثورة الإسلامية في إيران. كثيرة هي المعالم في إيران وعاصمتها طهران التي لا تزال تُعيد التذكير بأيام النصر قبل 42 عاماً وبينها مَعْلَم يفتخر به الشعب الإيراني ويُدلّ عليه اسمه، وهو ملعب “آزادي” أو الحرية في طهران.

ولعل الانتصار الأول الذي شهده هذا الملعب الشهير كان بعد انتصار الثورة الإيرانية، إذ كان الملعب الذي تأسّس عام 1971 يحمل لقب الشاه المخلوع، محمد رضا بهلوي، الذي كان يُطلقه على نفسه بكل تكبُّر وهو “اريامهر” أو “نور الآريين” ليتم تغييره ويصبح “الحرية”. تلك الحرية التي عرفها الشعب الإيراني عند قدوم الإمام الخميني وانتصار الثورة الإيرانية.

يمكن بوضوح أن يعيش المشجّع في الملعب أجواء ذاك الإنتصار برؤية الصورة الكبيرة للإمام الخميني أعلى الملعب وإلى جانبها صورة كبيرة أيضاً لمرشد الجمهورية الإسلامية الإمام علي الخامنئي.

تلك كانت أولى حكايات الانتصار في هذا الملعب وأهمها وأروعها، وبعد ذلك أصبح الملعب مسرحاً لانتصارات الكرة الإيرانية ونجومها.

نحن هنا نحكي عن واحد ليس من أشهر الملاعب في قارّة آسيا فحسب، بل في أنحاء العالم بسعة تصل إلى 100 ألف مشجّع.

هنا، على أرض هذا الملعب، حصد المنتخب الإيراني أهم انتصاراته في طريقه نحو البطولات الكبرى وتحديداً بطولة كأس العالم، ليصبح ملعب “آزادي” مصدر قوة لمنتخب إيران حيث يهابه المنافسون ويصعب عليهم الفوز عليه.

هنا، على أرض هذا الملعب، قدّمت إيران أبرز النجوم للكرة الآسيوية من علي دائي وخوداداد عزيزي وكريم باقري وحميد إستيلي ومهدي مهدافيكيا ورضا عبد زاده في التسعينيات ثم علي كريمي وجلال حسيني وإحسان حاج صافي وصولاً إلى مهدي تاريمي وسردار أزمون وعلي رضا بيرانفاند.

هنا، على أرض هذا الملعب، حيث يُلعب “ديربي طهران” بين الفريقَين الأشهر في إيران، بريسبوليس واستقلال، ويصل حضور المشجّعين في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 ألف متفرج في أجواء يندر وجودها في العالم.

بعد 42 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، لا يزال ملعب “آزادي” شامخاً ويذكّر بالانتصار. يكفي أن اسمه ملعب الحرية لمعرفة المعنى الحقيقي للانتصار.

* الميادين نت