السياسية :


شهدت العاصمة صنعاء اليوم، طوفاناً بشريًا في المسيرة المليونية بيوم القدس العالمي، وتجديد التأكيد على قوة ارتباط وتمسك الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية.

وأكدت الحشود الهادرة، في المسيرة التي شاركت فيها الوفود العربية والدولية المشاركة في المؤتمر الدولي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية"، استمرار صمود وثبات شعب الإيمان والحكمة وصلابة موقفه المناصر والمساند لغزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدوان الأمريكي والصهيوني مهما بلغت التحديات والتضحيات.

واعتبرت إحياء يوم القدس العالمي، تجديدًا للعهد والوفاء للأقصى الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن القضية الفلسطينية، هي قضية الأمة الأولى والمركزية، حتى زوال الكيان الصهيوني المؤقت والمشروع الأمريكي من المنطقة.

ورفعت الحشود المليونية، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددة الهتافات المؤكدة على أن إسرائيل سرطان في خاصرة الأمة، وأمريكا الشيطان الأكبر في العالم، ولابد أن يتحرر القدس مهما بلغت غطرسة أمريكا وإسرائيل.

كما أكدت الجماهير المحتشدة، أن شعب اليمن سيظل حاضرا مع أحرار الأمة لنصرة فلسطين ومقدساتها، ومساندا لمعركة "طوفان الأقصى" التي تعتبر مؤشراً من مؤشرات اقتراب الفرج وتحقيق النصر المؤزر.

وأوضحت، أن إحياء هذه المناسبة يؤكد على التمسك بالحق وموقف مهم خلال المرحلة الراهنة، التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لمحاولة تصفية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وانتهاك المقدسات الإسلامية.. مؤكدة استمرار اليمن في نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة من دنس الصهاينة.

وعبرت الحشود عن الاعتزاز والفخر بالصمود والثبات الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة وفلسطين الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية والانتصارات التاريخية في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي.

وجددّت التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، انطلاقًا من المبادئ الإيمانية والقيم الدينية والإنسانية، باعتبار أن فلسطين ستبقى القضية التي يجتمع حولها أحرار الأمة العربية والإسلامية والعالم.

وألقيت في المسيرة كلمة للبرلماني في جنوب أفريقيا "زيولفين مانديلا" حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، عبر فيها عن سعادته بالحضور مع الشعب اليمني اليوم، لمساندة فلسطين، في وجه العدوان والإمبريالية، من أجل الحرية للعالم.

وقال "جئناكم من جنوب أفريقيا بدعم ومساندة من القرن الأفريقي أجمع، من أجل الحرية".

وخاطب مانديلا العالم من العاصمة صنعاء بالقول " اليوم نخاطب العالم من المدن اليمنية: ونشارك في هذا الوفد الدولي معكم ونحمل رسالة لملايين العالم، بأننا نساند الشعب الفلسطيني ونقف معًا من أجل تحرير فلسطين".

وأضاف "نؤكد لكم أننا نقف مع الشعب اليمني الذي يقف مع فلسطين في غزة، ولن نستسلم ولن نخضع، ومعكم العالم أجمع سندًا للمقاومة، معًا نقف بالنضال من أجل الحرية والأخوة والمساواة".

واختتم البرلماني في جنوب أفريقيا كلمته بالقول "إن ما يحصل في غزة إبادة جماعية، ويجب أن نساندهم ونقف إلى جانبهم".

بدوره عبر النائب الإيرلندي "ميك والاس وكلير"، عن الفخر بمشاركته اليمنيين في إحياء يوم القدس العالمي بالعاصمة صنعاء.

وقال "شرف كبير لنا أن نكون معكم هنا، بعد أن وقفتم لسنوات عديدة ضد العدوان الإمبريالي والغربي، وفي عام 2015م قررت القوى الاستعمارية أن تخوض عدواناً همجيًا على اليمن في محاولة للسيطرة عليه، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وهذا موقف عظيم لليمنيين".

وخاطب "والاس" قوى الاستكبار العالمي بالقول "لا تعبثوا مع الشعب اليمني، وللمرة الثانية أقول لكم لا تعبثوا مع الشعب اليمني".

كما خاطب أبناء الشعب اليمني "أنتم شعب موحد وستنتصرون بالتأكيد، والإمبراطورية الغربية ستزول والمستقبل هو لليمن".. مؤكدًا وقوفه مع اليمن للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في وجه الإبادة التي ترتكب ضدهم، والمدعومة من كثير من البلدان الغربية.. لافتا إلى أن الكثير من الشعوب الأوروبية تختلف عن حكوماتها.

وجدد النائب الإيرلندي التأكيد على الوقوف مع الإنسانية ضد الإمبريالية الأمريكية.. وقال " إن الشعوب الأوروبية بالتأكيد مع الشعبين الفلسطيني واليمني، ونحن سنعمل جاهدين على نشر الحقيقة على طول وعرض المدن الأوروبية، وسنقف دائمًا مع فلسطين واليمن".

فيما وصف الصحفي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، "ديب سكوبا" أبناء اليمن بالأبطال.. وقال "أنتم الأبطال والأمريكان هم الجبناء والخاسرون".

وأضاف "الأهم في كل شيء أن العالم يقف معكم أيها اليمانيون، وأنتم مدعومون من جميع أنحاء العالم، والحرية لفلسطين ويحيا ويعيش اليمن، والمقاومة إلى الأبد".

إلى ذلك عبر المعارض والناشط الأمريكي "جاكسون هنيكل" عن الفخر بالمشاركة والتواجد بالعاصمة صنعاء في يوم القدس العالمي بالتزامن العدوان الأمريكي على اليمن.

وقال "لي الشرف الكبير أن أكون معكم اليوم، لم أقابل شجعانا مثلكم على الإطلاق، وأمريكا والصهاينة يخافونكم ويخافون من اليمن، لأن اليمنيين لا يخشون شيئًا إلا الله".

وأضاف هنيكل "في حين تقصفكم أمريكا وترمي عليكم القنابل والقذائف، نؤكد أن أمريكا والصهيونية إلى زوال، لأنهم يشنون حربًا ضد خاسرة ضد الحق، وسنلتقي يومًا ما في فلسطين".

وفي المسيرات تم عرض كلمة موجهة للشعب اليمني للناطق باسم سرايا القدس الشهيد أبو حمزة، سجلّها قبل استشهاده بساعات، واستلها بشعار الحرية والصرخة في وجه المستكبرين "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".

وأشار إلى أن فعاليات المؤتمر الثالث لدعم فلسطين أقيمت هذا العام في اليمن تحت عنوان "لستم وحدكم".. لافتا إلى أن شعار البراءة من الأعداء رفعه الإخوة الأحرار في يمن الحكمة والإيمان منذ الأزل وحتى اليوم.

وتابع "لم تكن هذه الصرخة المدوية إلا منهل كرامة وشموخ لكل الأحرار والمخلصين وكابوس رعب لدى أصحاب المشروع الغربي، وفكرة تأسيس الكيان الصهيوني اليهودي على أرض فلسطين جاءت كامتداد واضح للاستعمار الظالم ولمنع أي وحدة في عالمنا العربي والإسلامي".

وأفاد الشهيد أبو حمزة بأن المشروع الصهيوني أصبح واضحا في استهداف أحرار الأمة ومنهم المفكر فتح الشقاقي، والشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي والإمام الخميني.. مشيرًا إلى أن جبهة مضادة تشكلت للمشروع الغربي الصهيوني وهو محور المقاومة الممتد من فلسطين إلى لبنان وإلى اليمن وإيران والعراق.

وأكد على ضرورة أن يلتحق كل الأحرار في العالم بمحور المقاومة الصادق الواضح الشريف.. وقال "نحن أمام إنجاز كبير وصمود قل نظيره في معركة طوفان الأقصى التي ضربت البرنامج الصهيوني في مقتل".

ولفت إلى أن المسار العسكري والحربي في "طوفان الأقصى" سيؤسس حتمًا لزوال الكيان الصهيوني تحقيقا لوعد الله العظيم والفتح المبين.. معتبرًا معركة "طوفان الأقصى" تحولا استراتيجيا كبيرا ما يحتم على الجميع أخذ العبر والبناء على هذا الإنجاز لتحرير فلسطين.

ودعا إلى الوحدة الإسلامية ودعم فلسطين ومقاومته وتعزيز صموده على أرضه وقطع العلاقات بشكل تام مع العدو الصهيوني، ووقف التطبيع مع العدو الذي ينتهز الفرص للفتك بنا دولة - دولة.

وعد الناطق الرسمي لسرايا القدس، الحضور العربي الإسلامي اليمني علامة فارقة في طوفان الأقصى يعلن الحرب على الكيان ويفرض عليه حصارا بحريا.. مؤكدًا أن الخروج الجماهيري في ميدان السبعين شكل دافعا قويا للقوات المسلحة اليمنية بالاستمرار والمواصلة بكل عزيمة وإصرار.

ووجه التحية إلى "القائد الكبير العزيز السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والذي كنا في المقاومة الفلسطينية نستمع جيدًا إلى خطابه التفصيلي حول المعركة ومسارها وتداعياتها وكأنه حاضر معنا في جبهة الحرب وقلب المواجهة في غزة".

وجدد أبو حمزة التأكيد على الالتزام بمسار المقاومة والكفاح المسلح حتى التحرير من براثن الظلم والاحتلال.

وألقى الإعلامي اللبناني علي الرضا كلمة أكد فيها أن اليمن ولبنان دم واحد على طريق القدس.. مؤكدًا أن اليمن سينتصر ويرفع الراية في المسجد الأقصى.

وأشار إلى أنه بالتزامن يشن العدو الصهيوني عدوانا على لبنان، فيما تشن أمريكا عدوانا على اليمن.. مؤكدًا أن هذه الحشود في صنعاء، ستكون حاضرة يوم النصر والتحرير لرفع الراية في فلسطين.

وقال "من لبنان إلى اليمن ومن فلسطين إلى العراق، نقسم بأن القضية الفلسطينية لن تموت وأننا باقون حتى آخر رمق، حتى يوم القدس يوم النصر والتحرير".

بدوره ألقى الناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح عطية قصيدة أشاد فيها بموقف اليمن بقيادة السيد القائد المناهض والمتصدي للعدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وعلى اليمن.

وأكد بيان صادر عن المسيرة تلاه عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي، أن يوم القدس العالمي الذي أسسه ودعا لاحيائه الإمام الخميني يأتي من منطلق المسؤولية الدينية ليكون يوماً ليقظة جميع الشعوب الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية حتى تبقى حية في نفوس المسلمين.

ولفت إلى أن يوم القدس العالمي يتزامن هذا العام مع عودة التصعيد الاجرامي على غزة والحصار المميت لها من قبل العدو الصهيوني المجرم بمشاركة طاغوت العصر أمريكا على مرأى ومسمع العالم، في ظل تخاذل عربي وإسلامي مخز وغير مسبوق، وأيضا استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا في سعي حثيث وواضح لتنفيذ المشروع الصهيوني المسمى بـ "إسرائيل الكبرى" في كل المنطقة.

وأوضح البيان أنه واستجابة الله تعالى وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته في هذا الشهر الكريم، خرج اليمنيون اليوم في مسيرات مليونية حاشدة إحياء ليوم القدس العالمي استمراراً لموقفهم الإيماني الثابت والمبدئي ووفاء ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وتزامناً مع الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود.

واعتبر إحياء الشعب اليمني ليوم القدس العالمي حتى في أصعب الظروف خلال سنوات العدوان الطويلة عليه دون توقف أو تراجع دليلً على صدق انتماءه الإيماني، وتمسكه الفعلي بالمقدسات واستعداده العالي للتضحية في سبيل لتحريرها، وهو ما ترجمه قولاً وعملاً في معركته المقدسة للدفاع عن غزة وأهلها وعن القدس، ومازال في قلب المعركة يقدم الشاهد على عظمة الإسلام وقوته في مواجهة أعداء الله، ورسوله، ومقدساته، وكذا أعداء أمة الإسلام المتمثلين في أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.

وجدد بيان المسيرة التأكيد على "ثبات الموقف اليمني المبدئي الذي لا يقبل المساومة أو التراجع وهو التمسك بكتاب الله الكريم، والالتزام بتوجيهاته، والولاء لأوليائه والعداء لأعدائه، والاستمرار في خط الجهاد في سبيله، والوقوف مع المستضعفين من عباده ومن ذلك استمرارانا في وقوفنا ضد العدو الصهيوني والعدو الأمريكي في مواجهة عدوانهم على غزة وعلى بلدنا اليمن متوكلين على الله ومعتمدين عليه وواثقين بنصره دون تراجع أو تخاذل حتى يمّن بنصره علينا وهو ولي ذلك والقادر عليه".

وفي الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود توّجه بيان المسيرة بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى الذي ثبت اليمنيين ووفقهم وأعانهم على الصمود أمام تحالف العدوان الأمريكي، السعودي الإماراتي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني من قتل وحصار ونهب للثروات وتدمير للبنى التحتية، ورغم ذلك خرجنا مرفوعي الرأس.

وأكد أن من ثمار الصمود اليمني هذا الموقف المشرف المساند للشعب الفلسطيني.. مضيفًا "إننا كما صمدنا سابقاً أمام أبشع عدوان أمريكي سعودي إماراتي لسنوات بسبب موقفنا الرافض للخنوع لأمريكا وإسرائيل وأدواتهم المنافقة في المنطقة وتمسكنا بمبادئنا وقيمنا، فإننا على أتم الاستعداد لمواصلة صمودنا وجهادنا ضد أئمة الكفر وأرباب النفاق وصناعة الانتصارات".


سبأ