قوة صنعاء تنهي مصطلح "الردع"!!
السياســـية – تقرير || صادق سريع*
وفق السردية الصهيونية، أصبح مصطلح "الردع" العسكري مصطلحا تقليديا لم يعد مناسباً في مواجهة قدرات القوات اليمنية وتهديداتها التي تجاوزت ذلك المفهوم الذي عفا عليه الزمن بعد تحقيقها قوة التوازن للمعادلات العسكرية في المنطقة.
يقول وزير خارجية "إسرائيل"، جدعون ساعر: "إن استخدام مصطلح الردع غير مناسب لمواجهة اليمنيين؛ كونهم يشكلون تحدياً للنظام العالمي والتجارة العالمية، وحرية الملاحة في البحر الأحمر".
يضيف: "اليمنيون (الحوثيون) جهاديون، وعلينا أن نكون حذرين في استخدام مصطلح الردع تجاههم، ولهذا السبب ندعو إلى تشكيل تحالف إقليمي - دولي لمواجهتهم وهزيمتهم".
وفق سردية الوزير الصهيوني ساعر، في لقائه وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي في يافا (تل أبيب)، نهاية فبراير الماضي، تعد إشكالية مواجهات القوات اليمنية إقليمية وعالمية، وليست فقط على "إسرائيل"، وتتطلب تعاون جميع حلفاء الكيان في المنطقة والعالم.
وفي منظور المسؤولين الصهاينة، فقد تجاوزت تهديدات القوات اليمنية على "إسرائيل" حدود مفهوم الردع التقليدي الذي لا يزال من الصعب تحقيقه، ويحتاج لترويج حملة إعلامية واسعة لمواجهة قدرات وأسلحة قوات صنعاء.
والمؤكد في عقيدتهم، أن الهدف الرئيس لهجمات لقوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء بالصواريخ والمسيَّرات إلى عُمق كيانهم ليس شعاراً، بل فكرة أيديولوجية ومبدأ ديني وعقائدي عقيدة جهادية لتدمير "إسرائيل".
وزادت مخاوف المجتمع الصهيوني بعد التهديد الأخير لليمن لـ الكيان على لسان السيد عبدالملك الحوثي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي خطة احتلال غزة وتهجير سكانه بمعاودة العدوان الصهيو - أمريكي على القطاع.
بدوره أشار موقع "جاينا أورغ" إلى تهديدات صنعاء باستئناف الهجمات إلى عُمق "إسرائيل" وفرض حظر بحري على سفنها في البحر الأحمر، إذا عاودت عدوانها على غزة، بدعم أمريكي - غربي للسيطرة على القطاع.
الموقع الصيني استشهد بتحذير السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه يوم 13 فبراير 2025، لـ"إسرائيل" وأمريكا من محاولات تنفيذ خطة التهجير لأهل غزة أو إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.. داعياً القوات المسلحة إلى التأهب والاستعداد للتدخل العسكري إسناداً لغزة في حال نفذ العدو الصهيو - أمريكي خطة احتلال القطاع.
وسائل إعلام عبربة؛ مثل مجلة "إيبوك تايمز"، تؤكد شعور كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" بالقلق من تكرار تهديدات قيادة صنعاء التي يتعاملون معها على محمل الجد بشأن تجدد الهجمات على "إسرائيل"، إذا أفشلت الأخيرة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
"لا علاقة لنا بـ"إسرائيل"
بدورها، أكدت الباحثة في شؤون الأمن البحري والطاقة بالشرق الأوسط، نعوم رايدان، أن السفن العابرة من البحر الاحمر لا تزال ترفع عبارة "عدم ارتباطها بـ"إسرائيل".
وقالت: "ما تزال السفن ترفع عبارة "لا علاقة لنا بـ"إسرائيل" وأمريكا وبريطانيا" في لوحة التعريف الآلي الخاصة بها، أثناء مرورها من مياه البحر الأحمر".
وفرَضت القوات اليمنية على مدى 14 شهراً حظراً بحرياً على سفن "إسرائيل" وحلفائها، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان؛ إسناداً لغزة.
وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي - البريطاني - "الإسرائيلي"، في معارك البحر الأحمر، 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"؛ دعماً للمقاومة الفلسطينية؛ ونصرة لغزة ضد العدوان الصهيو - غربي على القطاع.