الناقد العربي الدكتور عبد الدائم السلامي لـ (السياسية نت): اكتسبتُ عادة القراءة من والدتي التي لا تُجيدها
حوار : محمد الطويل ——
يشكل شهر رمضان الفضيل محطة للتبتل والانقطاع ؛ لقراءة ومطالعة أمهات الكتب والمجلدات، وهي عادة يقوم بها من يعشق ويحب القراءة ؛ لذا نجده يضع لنفسه برنامجاً يستطيع من خلاله تقليب صفحات الكتب والدراسات التي عقد العزم على قراءتها والاختلاء بها . موقع “السياسية نت ” التقى الناقد العربي الدكتور عبد الدائم السلامي إلكترونيا وحاوره حول قراءاته في شهر رمضان ؛ فإليكم الحوار:
* ما هو الكتاب الذي تقرؤه الآن في شهر رمضان ؟ ولماذا اخترته؟
– اخترتُ “حالة ما بعد الحداثة” لديفيد هارفي كتابًا للقراءة في شهر رمضان ، وهو كتاب لاذ فيه صاحبه بسبيل الأدب والفنّ والمعمار والفلسفة والاقتصاد ليقدّم تجلّيات ما بعد الحداثة في معمارية المدن الغربية الكبرى وما تُخفيه طيَّها من تشتُّتٍ وهامشية وفردانية هي جميعُها سماتٌ لمعيش الفرد الما بعد حداثي: الفرد المفرَد.
* ما هو الوقت الذي تقوم فيه بالقراءة في رمضان؟
– زمن القراءة بالنسبة إليّ غير محدَّدٍ ، فهو بالجوهر ما يبقى لي من نهاري بعد زمن التزاماتي العائلية والعملية. ربّما تكون فترة الظهيرة هي التي أعوّل فيها على صفاء ذهني لفهم ما أقرأ.
* قراءتك هل هي ورقية أم الكترونية ؟
– تصلني كتب إلكترونية كثيرة من أصدقائي المبدعين ، ولكني أحبّذ نسخها على الورق قبل قراءتها ، القراءة مباشرة من الشاشة تُرهقني جسديا وذوقيًّا ، لأنّ لرائحة الورق وملمسه دخلاً في متعة التلقّي.
* من علمك عادة القراءة ، أو بمعنى آخر ممن اكتسبتها ؟
– اكتسبتُ عادة القراءة من والدتي (التي لا تُجيد القراءة)، فقد كانت تتبع طريقة بيداغوجية ماهرة في تشجيعي على القراءة، وصورةُ ذلك أنها حرصت، حرصَ العادةِ، على أن تطلب منّي كلّ مساءٍ أن أشرح لها معنى ما أقرأ أو ما قرأت في يومي ، ولذلك كنتُ أحشد كلّ جَهدي اللغوي لأفهم المقروء أولا ، ولأنقل لها معناه ثانيا. ومن ثمّة تأصّل لديّ الإقبال على قراءة الكتب باعتبار ذلك المتنفّس الثقافي الوحيد في محيطي الاجتماعي في ثمانينات القرن الماضي.
* هل تذكر أول كتاب قرأته كاملا من الجلدة إلى الجلدة ؟ وما أثره عليك؟
– لم تكن لنا مكتبة بالبيت (رغم أنّ حكايات والدتي مثّلت بالنسبة إليّ، وما تزال تمثّل، مكتبتي الأولى التي تعرّفتُ فيها الحكايةَ وفَتَنَنِي فنُّها)، ولذلك: كان الكتاب عزيزَ المطلَبِ، وهو أمرٌ جعلني اكتفي في سنوات تعليمي الأولى ببعض الكتب التي تمنح لي جوائزَ في آخر السنة الدراسية ، وأغلبها كان لمصطفى الكيلاني وجورجي زيدان وبعضها الآخر عبارة عن كُتب تتضمّن قصصا مختصرة من كليلة ودمنة. وبعد قراءة كلّ نصٍّ كنتُ دوما أقول : “أستطيع أن أكتب أفضل من هذا النصّ “، وهو ادّعاء زائف كذّبته الأيّام.
* ما أهم الكتب التي أثرت فيك خلال مسيرتك القرائية؟
– النص القرآني، كتب الجاحظ.