ما وراء قصف تحالف العدوان لوسائل الإعلام اليمنية؟
السياسية:
الحقيقة ولا شيء غيرها .. هي المستهدف الأول من قبل تحالف العدوان الذي عمل بكل الوسائل على تغييبها عن الرأي العالمي، من خلال الاستهداف المباشر لوسائل الإعلام اليمنية والإعلاميين.
حيث تعرضت غالبية وسائل الإعلام والإعلاميين اليمنيين، على مدى أكثر من أربع سنوات، لحرب شرسة بدءاً بقصف المنشآت ومحطات الإرسال وصولاً إلى استهداف الإعلاميين أثناء تأدية مهامهم الميدانية وفي منازلهم، في انتهاك سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وسعى تحالف العدوان، إلى لجم كل الأصوات الحرة المناهضة له، من خلال قصف القنوات الوطنية وحجب بثها للتعتيم على جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب اليمني على مدى خمس سنوات.
وبالرغم من أن القوانين الدولية تجرم استهداف وسائل الإعلام والصحفيين، إلا أن العدوان السعودي الأمريكي، جعل من وسائل الإعلام اليمنية أهدافاً عسكرية مشروعة لغاراته التي أسفرت عن استشهاد عدد من الإعلاميين وإلحاق دمار كبير بالمؤسسات والقنوات الإعلامية.
طيران العدوان استهدف مباني تلفزيون الجمهورية اليمنية ومحطات الإرسال الإذاعية والتلفزيونية وقناتي اليمن اليوم والمسيرة وعدد من الإذاعات المحلية بالتزامن مع ممارسة الضغوطات على الأقمار الاصطناعية لحجب بث القنوات الحرة والعمل على إستنساخها عبر إطلاق قنوات مزيفة تحمل نفس أسمائها وشعاراتها.
وأدت الضغوطات التي مارسها العدوان، إلى إيقاف بث قنوات اليمن الفضائية – سبأ – الإيمان – عدن – اليمن اليوم – المسيرة وقناة الساحات على القمرين “عربسات ونايلسات” لعدة مرات.
وبعد مضي أكثر من أربع سنوات على بدء العدوان على اليمن، لا تزال جرائمه مستمرة في حصد أرواح المدنيين واستهداف المؤسسات والأصوات الحرة، وكان آخرها إقدام طيرانه على قصف وزارة الإعلام بالعاصمة صنعاء ومنزل رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبد الله صبري وعدد من منازل المواطنين، مخلفاً 77 شهيدا وجريحا من المدنيين.
ورغم ما تعرض له قطاع الإعلام بكل مكوناته ومفرداته، إلا أنه استمر في أداء الدور الإعلامي والصحفي المناط به، في كشف جرائم العدوان وإيصالها إلى العالم.
ونجحت وسائل الإعلام اليمنية المرئية والمسموعة والمقروءة، في تعزيز الصمود الشعبي في مواجهة العدوان، وإبراز بطولات الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين العزة والكرامة والتي أصبحت مضرب المثل في الشجاعة والإقدام.
وفيما يتعرض الصحفيون باليمن للقصف والقتل منذ أكثر من أربع سنوات ويعيشون أوضاعاً مأساوية جراء العدوان والحصار، يحتفل العالم ومنظماته المعنية بحرية الصحافة والرأي والتعبير ويتغنون بها، دون أن يحركوا ساكناً، إزاء الانتهاكات المستمرة بحق الإعلام اليمني منشآت وأفراد.
وتشير تقارير صادرة عن اتحاد الإعلاميين اليمنيين، إلى استشهاد نحو 243 إعلامياً وإصابة 22 آخرين جراء استهدافهم بشكل مباشر من قبل تحالف العدوان.
وأوضحت التقارير أن طيران العدوان استهدف بغاراته 30 مركزاً للإرسال والبث الإذاعي والتلفزيوني، وتعرضت نحو 21 منشأة ومؤسسة إعلامية للتدمير الكلي والجزئي مخلفا خسائر بالمليارات.
اتحاد الإعلاميين اليمنيين رصد ست حالات استنساخ لقنوات فضائية ومواقع إلكترونية، وثمان حالات إيقاف بث على القمرين الاصطناعيين “عرب سات ونايلسات” بالإضافة إلى سبع حالات حجب وتشويش على هذه القنوات.
ولم يقتصر الأمر على استهداف العدوان لوسائل الإعلام في الداخل بل تعدى ذلك لتقييد حرية الإعلاميين الدوليين ومنع دخولهم إلى اليمن، حيث أوضحت وزارة الإعلام أن تحالف العدوان منع خلال الفترة الماضية 143 صحفياً دولياً مبتعثين من عدة وسائل إعلامية من دخول اليمن.
وأدى حظر السفر وإغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان إلى الحيلولة دون سفر عشرات الصحفيين من وإلى اليمن، وذلك في إطار الحد من تأثير الرسالة الإعلامية الإنسانية على الرأي العام الدولي والتعتيم على جرائم وانتهاكات العدوان الذي تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم بحسب تقارير المنظمات الدولية.
وفي هذا الصدد أوضح رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبد الله صبري، أن تحالف العدوان لم يقتصر على الحرب العسكرية، فقد شن على اليمن حربا إعلامية موازية، حشد لها كل الإمكانات والخبرات الضليعة في التضليل وأساليب الحرب النفسية.
وأكد أن التحالف السعودي الأمريكي عمد على استهداف الإعلام الوطني اليمني حتى يخلو له فضاء التأثير على جمهور المتلقي، فقام بحجب الكثير من الفضائيات والوسائل الإعلامية والتشويش عليها واستنساخ بعضها، وإغلاق العديد منها.
وأشار رئيس اتحاد الإعلاميين إلى أن الجبهة الإعلامية المواجهة للعدوان تمكنت من استعادة زمام المبادرة، وقدم الإعلام الوطني ملحمة كبرى في إطار المسؤوليات الملق
سبأ