السياسية – وكالات:

أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي، المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية، مساء أمس الأربعاء، تعليق الملاحة الجوية “حتى إشعار آخر”، عقب تهديد قوات المشير خليفة حفتر بإسقاط أي طائرة تحلّق في سماء طرابلس سواء أكانت مدنية أم عسكرية، في تصعيد جديد يأتي عشية مؤتمر وزاري في الجزائر لـ”دول الجوار الليبي”.

ووفقا لوكالة “فرانس برس” قالت إدارة المطار في بيان: تم “تعليق حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي لحين إشعار آخر ونقل الرحلات لمطار مصراتة الدولي” الواقع على بعد 200 كلم شرق العاصمة.

وجاء قرار المطار عقب إعلان قوات المشير حفتر فرض “حظر جوي” فوق طرابلس وضواحيها.

 

وقال الناطق باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري خلال مؤتمر صحافي “نعلن تفعيل منطقة الحظر الجوي” فوق العاصمة الليبية وضواحيها.

وأضاف أنّ “قاعدة معيتيقة الجوية ومطار معيتيقة هي مناطق عسكرية ممنوع منعاً باتا استخدامها للطيران المدني أو العسكري، إنّ تحليق أيّ طائرة، مدنية أو عسكرية، أياً كانت تبعية هذه الطائرة وتبعية الشركة المالكة لها، سيشكّل خرقاً لإطلاق النار وبالتالي سيتم تدميرها بشكل مباشر”.

وبرّر المسماري هذا القرار بأنّ مطار معيتيقة يستخدم لغايات عسكرية من أجل استقدام مقاتلين من تركيا التي تدعم حكومة الوفاق الوطني المناوئة لحفتر والمعترف بها من الأمم المتحدة.

وكانت القوات الموالية لحكومة الوفاق، أعلنت في وقت سابق الأربعاء أنّ المطار تعرّض لقصف “بستة صواريخ غراد” أطلقتها قوات حفتر في “خرق جديد لوقف إطلاق النار” الذي تمّ التوصل إليه في 12 يناير بين الأطراف المتحاربين في ليبيا.

ولم تعلّق قوات حفتر مباشرة على الاتهامات، لكنّها أكدت أنها اسقطت “طائرة مسيرة تركية” بعد إقلاعها من مطار معيتيقة، متهمة حكومة الوفاق باستخدامها لأغراض عسكرية.

وتكثف الجزائر مشاوراتها في الأسابيع الأخيرة للإسهام في إيجاد حل للنزاع في ليبيا، وأعلنت أنها ستستضيف اليوم الخميس اجتماعاً لوزراء خارجية “دول الجوار الليبي”، في إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.

وأكدت الخارجية الجزائرية في بيان أنه “بمبادرة من الجزائر، سينعقد يوم الخميس 23 يناير 2020، بالجزائر العاصمة اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، بمشاركة كل من تونس، مصر، السودان، تشاد والنيجر”.

وتحرص الجزائر على الحفاظ على مسافة واحدة من طرفي النزاع الليبي وعلى رفض التدخلات الخارجية في هذا البلد الذي تتشارك معه حدوداً بطول ألف كلم تقريباً.

ولم توضح الجزائر ما إذا كانت دعت وفودا ليبية إلى الاجتماع، لكن وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد طاهر سيالة أعلن في بيان “رفضه” المشاركة احتجاجا على “وجود” نظيره في الحكومة الليبية الموازية المرتبطة بحفتر، على قوله.