السياسية || مبارك حزام العسالي*

نقول ونحن نحتفي بالذكرى العاشرة لعيد ثورة 21 سبتمبر المجيدة، أن هذه الثورة كانت نابعة من وعي شعبي، ومن واقع معاناة حقيقية، ولم تكن تحركاً بدفع خارجي، أو ترفاً شعبي، هذا التحرك كان حكيماً ومميزاً بخطواته الفاعلة والقوية، انطلق من خلاله الشعب للخروج من الماضي المظلم، لبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم والهوية الإيمانية التي ينتمي إليها هذا الشعب "شعب الإيمان والحكمة".

نعم نحتفل بهذه الثورة لأنها نقلت اليمن من موقع الإستباحة واستلاب القرار إلى موقع التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة والعالم، وأسست جيش مؤمن بعقيدته موالٍ لوطنه، ملتزم بمبادئ الحق والقانون، استطاع أن يصنع ويطور أسلحة وقدرات صاروخية مبهرة من إمكانيات متواضعة، ليدافع بها عن حرية وكرامة ومقدسات شعبه وشعوب أمته وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف.

ولا ننسى أن نقول بهذه المناسبة أن ‏قادة ثورة 21 سبتمبر بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لم يكونوا إنقلابيين كما يصفهم أعداء الوطن والشعب، لأن هذه الثورة اعترفت بها كل القوى والمكونات السياسية بالتوقيع على اتفاق السلم والشراكة، ولأن هؤلاء القادة هم من قادوا أكثر من 80٪ من سكان الجمهورية اليمنية في مواجهة عدوان 9 سنوات حين فر العملاء وخونة الوطن إلى أحضان الأعداء، ثم اتخذوا قرار إسناد اليمن للشعب الفلسطيني في غزة حتى اليوم، ولم يقوموا بانقلاب لأنهم لم يكونوا قادة عسكريين، بل أتوا من وسط السواد الأعظم من الشعب اليمني، وكانوا يعانون ما يعانيه أبناء الشعب، أما الإنقلابيين فهم من خالفوا اتفاق السلم والشراكة، وذهبوا إلى أحضان أعداء الوطن والشعب وثوراته ابتداءاً بثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر والحادي والعشرين من سبتمبر التي نحتفي بذكراها العاشرة اليوم، ونحن نواجه أعتى طغاة العالم وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي.

وختاماً أهنئ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وفخامة الرئيس مهدي محمد المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وكل المكونات السياسية الوطنية، وكافة أبناء شعبنا اليمني الأحرار وفي مقدمتهم أبطال قواتنا المسلحة والأمن بهذه الذكرى المجيدة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن بالنصر العاجل والتمكين لشعبنا وأمتنا وفي المقدمة الشعب الفلسطيني في غزة، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه