السياسية || محمد محسن الجوهري*

يرى اليهود في الرقم 21 مؤشراً ينذر بزوال دولتهم ووجودهم في الحياة، كما ارتبط في الماضي بعقائد مشؤومة تخص اليهود وواقعهم، إضافة إلى أنه يمثل العصيان والحرب وفترة الذل في حياة بني إسرائيل، كما أنه ناتجٌ لجمع الرقمين (21+8)، ولكل منهما دلالاته النحسة في فكر اليهود وعقائدهم المحرفة.

والرقم نفسه هو رقم المقطع في العهد القديم، والذي تحدثت عن تعرض الكنعانيين في مدينة "عراد" لجموع من بني إسرائيل، وقتلوا رجالهم وسبوا نسائهم، وفيه أيضاً الحديث عن الأفاعي التي فتكت ببني إسرائيل بعد أن تذمروا عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: («لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الصَّحْرَاءِ، حَيْثُ لَا خُبْزَ وَلا مَاءَ؟ وَقَدْ عَافَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ التَّافِهَ». 6 فَأَطْلَقَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ السَّامَّةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرُونَ.)

كل هذا من عقائد اليهود وكتبهم المحرفة، ولكنها رسخت عقيدة لديهم بأن الرقم "21" إذا تكرر فهو نذير النحس والشؤم، وسبق أن عرضت قناة العربية السعودية تقريراً في فبراير 2015، حول الرقم نفسه، وقالت بأن الكتب اليهودية ذكرت بأن الرقم ورد في الإنجيل، وأن له علاقة بما تسمى معركة "هرمجدون" ونهاية آخر الزمان.

والحقيقة أن نهاية الزمان التي يقصدها اليهود دائماً هي نهايتهم هم وحسب، فالإفساد اليهودي سينتهي عند التاريخ معيِّن، وستقتصر النهاية عليهم دون غيرهم، لكنهم دائماً ما يربطون الناس بعقائدهم لأهداف كثيرة، وليجدوا من يدفع عنهم عدوهم نيابة عنهم، كما هو حادث اليوم، بعد أن تسابقت الأنظمة العربية في الدفاع عن الكيان الصهيوني، ليتسنى له إبادة المسلمين في غزة بأكبر عددٍ ممكن.

وللأسباب نفسها، أقدمت الأنظمة العميلة في الرياض وأبوظبي إلى إعلان عدوانها الغاشم على اليمن، بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر المباركة عام 2014، وكل ذلك لوأد أي حدث من شأنه أن يؤدي إلى هلاك "إسرائيل"، فكانت النتيجة أن تعززت مخاوفهم جميعاً، وبات الرقم 21 نذير شؤم على معسكري اليهود والمطبعين بشكلٍ عام، بعد أن ربط آل سعود وآل نهيان مصيرهم بمصير بني إسرائيل.

ومما يؤكد على صحة ذلك، هي المكانة المتقدمة لليمن بعد الثورة، ومناصرتها العلني للقضية الفلسطينية في الجو والبحر، وقريباً على الأرض، وعندها يتحقق لليهود الرعب والموت الذي يعرفونه جيداً، وارتبط بالرسول وآل بيته وأهل اليمن، وكلها عناوين مزعجة، ومرادفة للموت عند اليهود، وكذلك عند أوليائهم من العملاء والخونة، كما هو حال المرتزقة المحليين، خاصة حزب الإصلاح، وريث الإفساد اليهودي في اليمن.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب