السياسية – خاص:

 

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 ديسمبر 2013 قرارها 239/68 ، الذي أقرت بموجبه تعيين يوم 31 أكتوبر من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمدن. ويراد من هذا اليوم تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم.

ويركز اليوم العالمي للمدن في العام الحالي 2019 على أن يتخذ  التوسع الحضري أشكالا جديدة من الإدماج الاجتماعي، بما في ذلك زيادة المساواة، والحصول على الخدمات والفرص الجديدة، والمشاركة والتعبئة التي تعكس تنوع المدن والبلدان والعالم. ولكن هذا ليس في كثير من الأحيان شكل التنمية الحضرية. ويزداد عدم المساواة والاستبعاد، وغالبا بمعدلات تفوق المعدلات الوطنية، على حساب التنمية المستدامة التي توفر للجميع.

من جهتها قامت الجريدة  السياسية وموقعها الإلكتروني  بإختيار مدينة صعدة  من أجل الاحتفاء بها في اليوم العالمي للمدن والذي يوافق 31 أكتوبر من كل عام ، وتتضمن الاحتتفائية عرض تاريخ المدينة ، وموقعها الجغرافي، والخصائص السكانية التي تتميز بها المدينة، كما يقوم الموقع  برصد الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها العدوان السعودي الامريكي على المدينة منذ شن عدوانه في مارس 2015.

تقع محافظة صعدة في شمال اليمن يحدها من الجنوب محافظة عمران ومن الجنوب الغربي محافظة حجة ومن الغرب جيزان وحرض ومن الشمال نجران وظهران الجنوب ، ومن الشرق امتداد الربع الخالي ومن الجنوب الشرقي محافظة الجوف.

وتبلغ مساحتها (29000كم) وتتكون من 15 مديرية في خمسة أقضية.

وتقع مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي تبعد عن العاصمة بـ 242كم شمالاً في قلب هذه المديريات التي تشكل طوقاً دائرياً على عاصمة المحافظة فمن الشرق والجنوب قضاء همدان بن زيد( كتاف البقع، الصفراء، الحشوة) ومن الشمال قضاء جماعة ( مجز، قطابر، باقم، منبه) ومن الجنوب الغربي قضاء سحار ( سحار ، صعدة) ومن الغرب قضاء خولان بن عامر ( ساقين، حيدان، الظاهر) وتضم مديريات المحافظة 123 عزلة ومركزاً و1390 قرية و4178 محلاً تابعاً تقطنها 97.901 اسرة في 100000مسكن حسب تعداد 1994.

ويبلغ تعداد سكانها أي المحافظة بالكامل 676714 نسمة حسب تعداد 2004م.

تسمية المدينة

يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان عن إسم  صعدة:” صعدة: مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخًا، وبينه وبين خيوان ستة عشر فرسخا”، ويذكر المؤرخون أن اسم هذه المدينة (صعدة) في النقوش

 

اليمنية القديمة بخط المسند ( صعدتم) وتؤكد نقوش قديمة أن صعدة موجودة كمدينة من فترة ما قبل الميلاد، ويوجد بها قصر مشيد يرجع بنائه لأحد ملوك حمير قصده رجل من الحجاز من بعض ملوك البحر فمر به وهو متعب فاستلقى على ظهره وتأمل إرتفاع القصر فلما أعجبه قال: ( لقد صعدة..لقد صعدة) فسميت صعدة.

تاريخ المدينة

شكلت صعدة منذ القدم لبنة هامة في تاريخ اليمن ولعبت قبائلها أدواراً مهمة عبر تاريخ اليمن الطويل حيث ظلت قاعدة حربية وعمق إستراتيجي للدولة الحميرية ومع بزوغ فجر الاسلام كانت قبائل خولان بن عامر وهمدان بن زيد في طليعة القبائل اليمنية التي أعلنت إسلامها في وقت مبكر ودفعت بالزكاة على مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وساندت قبائل صعدة وأزرت الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في حروبه ومعاركه مع الخارجين والناكثين للبيعة، ولعبت دور بارز في تشكيلات قواته وانصاره، وظل حب آل البيت و الولاء لهم السمة العامة لهذه القبائل على مر العصور والازمان.

وفي السادس من صفر 284هـ  وصل الامام الهادي يحيى بن الحسين  القاسم واختط مدينة صعدة كعاصمة لدولته وأسس فيها مسجده،  ومن هذا التاريخ دانت اليمن لحكم الأئمة الزيدية أكثر من ألف سنة تعاقب فيها قرابة (69) إماماً على حكم اليمن، كانت مدينة صعدة هي القاعدة الاولى التي مهدت لبناء مداميك هذا الحكم.

ومن 2004 م وحتى 2009م تعرضت مدينة صعدة لحروب عبثية شنها النظام القائم آنذاك، مستهدفاً سلم وكرامة المدينة، وتم فيها  تشريد وقتل الكثير من أبناء المحافظة وتدمير ممتلكاتهم ومنازلهم ومزارعهم وكل ما يملكون ، وبعزيمة المدينة ورجالها تم النهوض من هذه المآسي وتفجير ثورة 21 سبتمبر 2014م لتتحرر اليمن من التبعية والارتهان للخارج وتصدر للعالم صمود اسطوري في وجه عدوان قامت به أكثر من 17 دولة تستهدف الانسان اليمني بالموت والقتل، وقد شكلت مدينة صعدة رأس الحربة التي قاوم بها اليمانيون هذا العدوان الظالم.

 

تم استقاء المعلومات التاريخية والجغرافية من كتاب ( تاريخ صعدة) لخالد السفياني.