هنا القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر..!
السياســـية - تقرير || صادق سريع*
"بحرية أمريكا عالقة في معركة عجزت عن حسمها عسكرياً مع القوات اليمنية في البحر الأحمر، قد تجبر واشنطن على تقديم تنازلات سياسية لصنعاء"، هكذا أكد موقع "Medium"..
وقال: "البحرية الأمريكية تواجه أزمة عميقة تهدد استدامة تفوقها العسكري في المنطقة، في ظل الاستنزاف غير المسبوق لأنظمتها الدفاعية من الذخائر والصواريخ في المواجهات البحرية المستمرة مع القوات اليمنية".
وأضاف، في تقرير الذي أعده الخبير العسكري آدم تبريز، بعنوان "قوة نيرانية غير مستدامة في البحر الأحمر": "البحرية الأمريكية تتعرض لعمليات استنزاف خطيرة مع قوات صنعاء، أدت إلى تآكل مخزونات الذخيرة والصواريخ، وأضعفت قدراتها الإستراتيجية قبل المواجهات مع الصين في المحيط الهادئ".
وتابع: "كما تعاني سفن البحرية الأمريكية من أزمة إعادة تحميل الصواريخ في البحر، ما يجبرها على العودة إلى التسليح من قواعدها، ويُضعف كفاءة عملياتها وجاهزيتها، والتواجد الأمريكي في المنطقة".
العِبء الهائل
من وجهة نظر الخبير العسكري تبريز، "تشكل نفقات البحرية الأمريكية عبئاً هائلاً على واشنطن، إذ تبلغ تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد نوع SM-3 أو SM-6 ملايين الدولارات، بينما تكلفة العمليات اليمنية منخفضة للغاية، لكنها فعَّالة للغاية، ما يجعل استمرار الولايات المتحدة في المواجهات لمدى أطول أمراً صعباً".
وأوضح: "تسبب الهجمات اليمنية ضغطاً متزايداً على القوات والقطع البحرية الأمريكية؛ أجبرتها على استخدام صواريخ باهظة الثمن، حيث تتطلب عمليات التصدي لاعتراض طائرة مسيَّرة يمنية قيمتها بضعة آلاف دولار إطلاق قرابة 50 صاروخاً، ما يسبب استنزاف مالي مستمر للخزينة الأمريكية".
تهديد وجودي لـ"أمريكا"
المؤكد، وفق الرؤية التحليلية للخبير أدم تبريز، أن استمرار المواجهات في البحر الاحمر دون حلول فعّالة قد تُجبر أمريكا على تقليص وجودها العسكري من المنطقة، بالانسحاب التدريجي أو البحث عن إستراتيجية دفاعية بتكلفة أقل.
الرأي المحسوم في نظره، هو نجاح القوات اليمنية في فرض معادلات عسكرية وسياسية بالمنطقة وإفشال الإستراتيجيات الدفاعية التقليدية غير الفعّالة للبحرية الأمريكية وإجبارها على إعادة حساباتها، بصمودها سنوات تحت القصف الجوي الأمريكي.
الحقائق المستخلصة وفق عقيدته كخبير عسكري إستراتيجي، تؤكد فرض صنعاء قواعد اشتباك ومعادلات جديدة في البحر الأحمر، أدخلت أمريكا في مأزق وجودي لم تحسب حسابه!، باستنزاف بحريتها بشكل لم تتوقعه واشنطن.
لاعب غيّر المعادلات
تحت عنوان "تهدئة مياه البحر الأحمر"، أكدت مجموعة الأزمات الدولية، فشل الحملة العسكرية في ردع هجمات القوات اليمنية على الرغم من تنفيذها 931 غارة جوية عام 2024، وأكثر من 60 غارة يوم 15 مارس 2025، إلا أنها لم تضعف قدرات الحوثيين، أو توقف هجماتهم.
ومُنذ إستئناف العدوان الأمريكي بالقصف الجوي في 15 مارس الجاري، على اليمن بأكثر من 300 غارة، اُستشهد أكثر من 54 شهيداً، وجرح أكثر من 120 مدنيا.
وقالت، في تقرير حديث: "إن نجاح اليمنيين في توزيع مواقعهم العسكرية، والاعتماد على أسلحة متنقلة، صعّب عمليات استهدافهم بشكل مباشر، مما أدى إلى فشل الضربات الجوية الأمريكية في تحقيق أي تأثير إستراتيجي".
وأضافت: "الضربات الأمريكية والبريطانية المتكررة لم تضعف اليمنيين، بل دفعتهم إلى تطوير أسلحتهم البحرية والدفاعية التي ساهمت في استمرار وتصاعد عملياتهم العسكرية في استهداف السفن الأمريكية و"الإسرائيلية" في البحر الأحمر وخليج عدن".
والمؤكد، في عقيدتها السياسية، أن قوات صنعاء لم تعد مجرد قوة محلية، بل أصبحت قوة إقليمية ولاعباً أساسياً في صناعة معادلات الأمن الإقليمي والدولي، وفرض نفسها كقوة عسكرية ذات نفوذ متزايد.
مفتاح الحلول
ووفق رؤيتها الإستراتيجية، فإن مفتاح استقرار البحر الأحمر على المدى الطويل هو إنهاء حرب غزة، وحل ملفات الصراع الداخلي في اليمن، وليس بالحلول السياسية المغرية لصنعاء، أو العسكرية الفاشلة لفرض واقع جديد، في ظل فرض قوة اليمن نفسها في المنطقة.
وفق أرقام تقرير الأزمات الدولية، استهدفت القوات المسلحة اليمنية أكثر من 472 سفينة لدول العدوان حتى يناير 2025، على الرغم من استمرار الحملة العسكرية الأمريكية - الغربية الواسعة بالضربات الجوية، ما يعكس فشل عمليات بحريات واشنطن ولندن مع قوات صنعاء في البحر الأحمر.
كما استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" ومدمراتها؛ مثل 'يو إس إس ستاوت'، 'يو إس إس دونهام'، 'يو إس إس سوليفان'، وطراد الصواريخ 'يو إس إس جيتيسبيرج"، عدة مرات في البحر الأحمر، مُنذ استئنافها الحظر البحري على سفن "إسرائيل"؛ إسناداً لغزة بعد منع الكيان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإستئناف العدوان على غزة.
ضربات فاشلة
بدورها، أكدت صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية فشل الغارات الجوية الأمريكية في إضعاف قدرات وهجمات الجيش اليمني المستمرة في استهداف "إسرائيل" والسفن الأمريكية في البحر الأحمر.
واعتبرت عمليات تعقب واستهداف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية اليمنية تحدياً كبيراً للقوات الأمريكية و"الإسرائيلية"، على الرغم من تطورها التكنولوجي، بسبب استخدام اليمنيين تقنيات متقدمة تخفي منصات الإطلاق ويصعب استهدافها.
يُشار إلى أن قوات صنعاء فرضت حظراً بحرياً على سفن "إسرائيل" وحلفائها، مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، وأطلقت 1170 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.
وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي - البريطاني - "الإسرائيلي"، في المواجهات البحرية، أكثر من 225 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، خلال 14 شهراً؛ دعما للمقاومة؛ ونصرة لغزة.