السياســـية - تقرير || صادق سريع*

"يشكِّل الحوثيون التحدي الأصعب لهيمنة البحرية الأمريكية، مُنذ المواجهة مع بحرية الإمبراطورية اليابانية بالمحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية"، هكذا يقرَّ مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

وقال: "الحوثيون يشكِّلون تهديداً خطيراً لمصالح الولايات المتحدة، بتكتيكاتهم في تتبع مسارات السفن وعمليات استهدافها باستخدام الرادار وصور الأقمار الصناعية وبيانات أجهزة الإرسال والاستقبال البحرية المتاحة للعامة، وغيرها من الوسائل".

وأضاف: "أظهر الحوثيون قدرات عالمية عالية وطرق مبتكرة في حربهم على السفن في البحر الاحمر، وهم أول من أطلقوا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن مطلع عام 2024"، ما يؤكد صمودهم في ظل مزاعم ترامب وقف هجماتهم والقضاء عليهم.

وتابع: "تحت شعار "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ"إسرائيل"، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، ظهر الحوثيين العام 2014 في اليمن، وبرزت قوتهم بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، كقوة فاعلة في منطقة الشرق الأوسط".

قوة لا تستهان

بدوره، حذَّر قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، الجنرال المتقاعد، الجنرال جوزيف فوتيل، من تداعيات الضربات الأمريكية على اليمن وتأثيراتها الإستراتيجية والسياسية والأمنية على المصالح الأمريكية في المنطقة وخارجها.

وقال: "إن القدرات العسكرية للحوثيين اليمنيين تمثل تحدياً كبيراً، بعد استهدافهم "إسرائيل"، ولا تزال هجماتهم مستمرة بالصواريخ والمسيَّرات، وقبل ذلك هاجموا دول العدوان السعودي والإماراتي".

وأضاف، في مقابلة مع "معهد الشرق الأوسط" الأمريكي: "يجب ألا نستهين بقدرات الحوثيين، فقد أصبحوا قوة يمتلكون خبرة عسكرية متطورة، قادرة على استهداف مواردنا ومصالحنا في مناطق أخرى".

.. والأصعب

في صلب النقاش، قالت صحيفة "jpost": "إن استمرار الهجمات اليمنية المساندة لغزة، في استهداف "إسرائيل"، يؤكد فشل الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها الولايات المتحدة في تحجيم قدرات الجيش اليمني".

وأضافت، وفقاً لمصادر أمنية: "إن استمرار هجمات اليمنيين يعكس عجز واشنطن ويافا 'تل أبيب'، مما يطرح تساؤلات حول جدوى الضربات الجوية الأمريكية، ومدى قدرة "إسرائيل" على التصدي للتهديد اليمني المتزايد".

من وجهة نظر محللي موقع "jpost" العبري، يُشكل تصعيد الحوثيين تحدياً جديداً للولايات المتحدة و"إسرائيل"، ويعكس واقعا مغايرا لما يروّج له الأمريكيون بأن الضربات الجوية ستقضي على قدراتهم، وفي الواقع لا يزالون قادرين على شن الهجمات بالصواريخ والمسيرات، بشكل عقِّد حسابات واشنطن وفرض تحدّياتٍ إستراتيجية جديدة على أمريكا في كيفية مواجهتهم.

قوة فرض المعادلات

في السياق، أكد المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية "ISPI" (مركز أبحاث مستقل، مهتم بالقضايا السياسة الأكثر أهمية في العالم)، أن العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على اليمن، لأكثر من عام، لم تتمكن من احتواء تهديد الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال في تقريره نقلاً عن خبراء عسكريين: " الحوثيين أثبتوا قدراتهم على فرض معادلات جديدة في البحر الأحمر، في ظل إخفاق دول الغرب في إحتواء تهديداتهم"، لافتاً إلى فشل الإستراتيجية الأمريكية في كبح الهجمات اليمنية، وعجز حلف "حارس الازدهار" في تأمين البحر الأحمر.

يُشار إلى أن قوات صنعاء فرضت حظراً بحرياً على سفن "إسرائيل" وحلفائها، مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، وأطلقت أكثر 1170 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.

وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي - البريطاني - "الإسرائيلي"، في المواجهات البحرية، أكثر من 225 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، خلال 14 شهراً، دعما للمقاومة؛ ونصرة لغزة.