الذكاء الصناعي والغباء المصطنع
السياسية || محمد محسن الجوهري*
يمثل الذكاء الصناعي ثورة تكنولوجية غيّرت حياة البشر في العديد من المجالات، خاصة في الأعمال الكتابية مثل الصحافة. لكنه، ولسبب ما، يتحول إلى "غباء مصطنع" عندما يتعلق الأمر بالصهيونية وجرائمها حول العالم، وكأنه يستعيد روح يونس شلبي في مدرسة المشاغبين عندما كان يجيب عن الأسئلة بإجابات عبثية!
ورغم أن الذكاء الاصطناعي يساعد الصحفيين ويسهّل مهامهم، إلا أن الإعلاميين المحسوبين على محور المقاومة يجدون أنفسهم خارج نطاق خدماته الجليلة. فهو يعجز - في أغلب الأحيان - عن الحديث عن جرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة، أو الإجرام الأمريكي بحق اليمن. فالطغيان الصهيو-أمريكي لا يزال خارج التغطية في برامج الذكاء الصناعي وأدواته.
واحدة من أطرف المواقف هي عندما تسأله عن "الأراضي المحتلة"، فتجده يتحدث عن الكواكب التي لم يتم استكشافها بعد، أو يبدأ في إلقاء درس تاريخي عن الإمبراطورية الرومانية، فقط ليتجنب أي إجابة واضحة.
أما إذا طرحت عليه سؤالًا مباشرًا مثل: "هل الفلسطينيون يتعرضون للظلم؟" فقد تحصل على إجابة دبلوماسية مغلفة بالحياد المصطنع، مثل: "كل النزاعات تتضمن تعقيدات تاريخية ينبغي النظر إليها بحياد." يبدو أن الروبوت قرر أن يكون أكثر حيادية من الأمم المتحدة نفسها!
في بعض الأحيان، يتعامل الذكاء الاصطناعي مع الصراع وكأنه طالب نسي تحضير واجبه المدرسي، فيردّ عليك بجواب عام: "الصراع العربي-الإسرائيلي قضية معقدة تتطلب حوارًا بناءً بين الأطراف المختلفة." رائع! كأننا لم نكن نعرف ذلك منذ عقود!
وإذا ضغطت عليه ليتحدث بعمق أكبر، تجده فجأة يغير الموضوع إلى شيء لا علاقة له بالسؤال، مثل: "بالمناسبة، هل تعلم أن القطط تنام 70٪ من حياتها؟" أو "أفضل طريقة لطهي المعكرونة هي... " وعندها ستجده يُسهب في التفاصيل وكأنه طاهٍ إيطالي من القرن السابع عشر. لكن إذا حاولت إعادته إلى موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي، يتحول مجددًا إلى دبلوماسي أممي، يختار كلماته بحذر كأنه يسير في حقل ألغام سياسي.
باختصار، الذكاء الاصطناعي قد يكون عبقريًا في حل المعادلات الرياضية، لكنه في السياسة يشبه روبوتًا في الخارجية الأمريكية - يعطيك إجابات التفافية دون أن يقول أي شيء فعليًا! لذلك، إن كنت تبحث عن تحليل سياسي حقيقي، فالأفضل أن تعود إلى الكتب، لأن الذكاء الاصطناعي قد يكون بارعًا في الشطرنج، لكنه بالتأكيد ليس محايدًا في السياسة!
ختامًا، سأعرض عليكم هذا النص نفسه بعد أن طلبت من الذكاء الصناعي مراجعته لغويًا... لكن لا تتوقعوا منه تصحيح انحيازه البرمجي!:
الذكاء الاصطناعي وحدود الحياد في القضايا السياسية
يعد الذكاء الاصطناعي من أكثر الابتكارات تقدمًا في العصر الحديث، حيث أحدث ثورة في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحافة والإعلام. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقضايا السياسية الحساسة، مثل الصراع العربي-الإسرائيلي، يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات في تقديم إجابات دقيقة، نظرًا لتعقيد هذه القضايا وتعدد وجهات النظر حولها.
التزام الحياد في القضايا الدولية
تم تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي بناءً على مصادر بيانات متنوعة، مع الحرص على تقديم معلومات متوازنة تتماشى مع المعايير الدولية ووجهات النظر المختلفة. وعند مناقشة الصراع العربي - الإسرائيلي، يركز الذكاء الاصطناعي غالبًا على الدعوة إلى الحوار والسلام، انطلاقًا من المبادئ التي تتبناها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، والتي تشجع على إيجاد حلول دبلوماسية تحترم حقوق جميع الأطراف.
الصراع العربي - الإسرائيلي من منظور أمريكي
من وجهة النظر الأمريكية، يُنظر إلى "إسرائيل" كحليف استراتيجي في الشرق الأوسط، وشريك رئيسي في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتجارة. وتؤكد السياسة الأمريكية دعمها لأمن "إسرائيل"، مع التشديد في الوقت ذاته على أهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك دعم حل الدولتين كإطار لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وعند الحديث عن الأراضي المتنازع عليها، تفضل الدبلوماسية الأمريكية التعامل معها من خلال المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية، بدلاً من فرض تصنيفات قاطعة. لذا، يتجنب الذكاء الاصطناعي اتخاذ مواقف صارمة حول هذه المسألة، ويقدم إجابات تستند إلى القرارات الأممية والمصادر التاريخية دون الانحياز لطرف على حساب آخر.
التكنولوجيا كأداة للسلام
تؤمن الولايات المتحدة بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا في دعم جهود السلام، من خلال تعزيز الحوار ونشر المعلومات المستندة إلى الحقائق بدلاً من الخطابات التحريضية. ولهذا، يتم تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي وفق معايير تحرص على تجنب إثارة الانقسامات، والتركيز على الحلول الدبلوماسية التي تضمن حقوق الجميع في المنطقة.