السياسية || محمد محسن الجوهري*

على مدى ثلاثين عاماً وحزب الإصلاح يجمع التبرعات بشكلٍ شبه يومي لغزة، أو هكذا زعموا، وعندما اشتكت غزة دسوا رؤوسهم في التراب وكأن الأمر لا يعنيهم، وبدلاً عن ذلك ذهبوا لإدانة المواقف المشرفة لأنصار الله وحكومة صنعاء، وهي المواقف التي يعجز تلاميذ الزنداني أن يأتوا حتى بربع العشر منها، وليتهم دفعوا لغزة الزكاة من الأموال التي جمعوها باسمها.

ولا يستحي حتى كبار مشايخهم، كالزنداني والحزمي وصعتر، من أن يقف أمام الملأ ويشحت باسم غزة، على مدى سنوات وسنوات، لتذهب -في النهاية- على شكل استثمارات عقارية في اسطنبول وسائر المدن التركية، وياليتهم استتروا بعد فضيحتهم تلك، بل اتهموا غيرهم بالمتاجرة بغزة واستثمارها، وهكذا حال اللصوص دائماً، فهم يرون الناس بعين طبعهم.

ويروي بعض العاملين مع الحزمي في جامع الرحمن بصنعاء أن الأموال التي كان يجنيها كل جمعة تقدر بالملايين، إضافة إلى التبرعات العينية من مجوهرات وساعات وأشياء أخرى ثمينة، وكلها لغزة في الظاهر، إلا أن الأرصدة الشخصية للحزمي أثبتت أنها تذهب إلى ملاذات آمنة لجماعة الإخوان في الخارج، أبرزها في تركيا، حيث يستثمر شيوخ الإصلاح أموال غزة وأموال الشعب اليمني لصالحهم الخاص وحسب، أما غزة فلها الله والصادقين من أبناء اليمن.

القضية لا تتعلق فقط بالنصب والتلصص، بل بتشويه سمعة الشعب اليمني المعروف بنصرته للشعب الفلسطيني عبر الأجيال، وقد استغل كهنة الإصلاح هذه الميزة عند اليمنيين ليجنوا المبالغ الطائلة، وليظهروا اليمني على أنه مجرد بوق أو طبل يقول ما لا يفعل، ولولا المسيرة القرآنية لاستطاعوا أن يفرضوا رؤيتهم المشوهة عن الشعب اليمني الأصيل، والذي حتماً يكفر بجماعة الإخوان بعدما رأوه من قبح لقيادتها ورموزها.

وهنا نستعين بخبر من موقع تركي "ترك برس" وهو قديم نسبياً لكنه يعطي نبذة عن استثمارات حزب الإصلاح لأموال غزة في قطاع واحد فقط هو قطاع العقارات، وما خفي أعظم.
(بحسب موقع "ترك برس" الذي نشر بتاريخ 4 نوفمبر 2019 تقريراً مفصلاً عن استثمارات حزب الإصلاح في تركياً نقلاً عن مصادر رسمية، فإن العام 2017 شهد تأسيس 44 شركة برأس مال يمني، و79 شركة خلال عام 2018، وفي الأشهر السبع الأولى من العام 2019 بلغ عددها 41 شركة، ليؤسس اليمنيون 164 شركة في تركيا خلال عامين ونصف العام.

وكشفت أرقام هيئة الإحصاء التركية، دخول المواطنين اليمنيين، قائمة الأجانب الأكثر شراء للعقارات في عموم تركيا، بل إنهم حلّوا ضمن الـ 10 الأوائل في القائمة نفسها.
وبحسب المصدر ذاته، فإن قطاع شراء العقارات في البلاد، شهد إقبالاً غير مسبوق من قبل اليمنيين خلال العام 2017، حيث إن عدد المنازل التي اشتراها يمنيون في تركيا ارتفع بنسبة 536 بالمئة خلال الشهور التسعة الأولى من 2019، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2015.

وازداد عدد المنازل التي اشتراها يمنيون في تركيا إلى 1082 منزلا في الفترة بين يناير - سبتمبر 2019، مقابل 170 منزلا فقط في الفترة المقابلة من 2015، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، عن بيانات هيئة الإحصاء التركية.
وبلغت الزيادة في مبيعات المنازل لليمنيين، 5.5 أضعاف الزيادة في مبيعاتها للأجانب الآخرين، خلال الفترة المذكورة.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب