السياســـية: صادق سريع *

قال المحلل والباحث السياسي الأردني، شادي مدانات: "اليمن، وجيش اليمن، وصواريخ اليمن، وأبطال اليمن، وشرفاء اليمن هم القوة الوحيدة في الوطن العربي التي تؤلم "إسرائيل"، وتعدل ميزان قوة الردع في المنطقة لصالح المقاومة".

وأضاف: "الجبهة اليمنية، اليوم، ليست جبهة مساندة لغزة فحسب، بل جبهة أساسية ورئيسة في المواجهة العسكرية ضد أمريكا و"إسرائيل"، وباتت علامة فارقة في قلب الصراع ضد المشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة".

وتابع في حوار صحفي لـ موقع "عرب جورنال" -حول دور جبهة اليمن في نصرة غزة، والمستجدات في المنطقة: "في ظل الإحباط العربي، واستمرار الكيان ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وحرب التجويع بحق أهل غزة، تظل جبهة اليمن شوكة في حلق المشروع الاستعماري الغربي".

ومضى يقول: "الأمل اليوم على جبهة اليمن، وصواريخ اليمن، وقد جاء صاروخ من اليمن، فجأة يُغيّر المعادلة، ويقلب الطاولة على رأس الصهاينة، ومن خلفهم الأمريكيون، ويهُدّ كل مخططاتهم، ويعيدهم إلى نقطة الصفر".

وعن تأثير عمليات الجبهة اليمنية في البحر الأحمر؟ أجاب: "أزعجت الكيان، وأرعبت الإسرائيليين والأمريكيين والغرب، وفرضت معادلة يمنية في المعركة البحرية".

وماذا عن العدوان الصهيو - أمريكي - بريطاني - غربي على اليمن؟ يؤكد مدانات ، أنه دليل على أن الأخير قلب المعادلات في المنطقة، وبات غصة وشوكة في حلوق دول العدوان، بإعتراف مسؤوليهم، الذين ظنوا أن الهدوء استتبّ في جبهات الدعم والإسناد.

يواصل الكلام: "في ذلك الوقت، أتت صواريخ اليمن فجأة تكسر الصمت وتشعل المعركة، وتربك العدو وتضعه أمام واقع جديد يؤكد إن استفراده بفلسطين وشعبها لن يمر، إلا بوقف عدوانه على غزة، إن أراد وقف الهجمات من اليمن".

وقال: "نفرح كثيراً عندما نسمع بيانات الناطق العسكري اليمني ومشاهد الصواريخ اليمنية في قلب الكيان الصهيوني، ونفرح أيضاً عندما نسمع خطابات قائد المقاومة في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، وكذلك عندما كنا نسمع خطابات السيد حسن نصر؛ مثل هذه الخطابات تنعش آمال الأمة".

وأضاف: "بصاروخ يمني تستنهض الأمة، وتنتعش بالأمل وروح المقاومة، ويرسخ الوعي وثقافة القوة للشعوب العربية والهزيمة للكيان، وهذا ما يزعجه".

برأي السياسي الأردني، فإن ما يحدث في الوطن العربي يأتي ضمن المشروع الأمريكي الأكبر لتفكيك المنطقة العربية، وإعادة تشكيلها لكيانات طائفية وعرقية، ضعيفة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ليكون الكيان الصهيوني المهيمن على المنطقة اقتصادياً وعسكرياً.

والمؤكد - في نظره - أن ما يقوم به اليمن اليوم نيابةً عن الأمة التي تخلت بأنظمتها وجيوشها، وجزء من شعوبها عن قضيتها الرئيسية فلسطين، هو إنجاز عظيم..
"إجمالاً لا يوجد أحرار إلا هؤلاء المقاومون في فلسطين ولبنان واليمن والعراق".

خلاصة الكلام في منظوره: "واهم من يعتقد أنه من الممكن التعامل مع "إسرائيل" ككيان طبيعي بتطبيع العلاقات، لأنه كيان وظيفي ومشروع استيطاني توسعي سرطاني، خدمةً للمشروع الإمبريالي الأمريكي على مستوى العالم".