السياسية || مصطفى عامر*

وانتصرت غزة.. ليس في وجه الكيان القذر، فحسب! ولكن في وجه العالم القذر، وفي وجه الأشقاء الذين يطعنون في الظهر، وفي الخاصرة.

في وجه العَفَن، وانتصرت غزة، وبرغم أنف مجاهديها في السّنن، والمخذلين عنها بإشعال الفتن، وبرغم من منعوا عن غزّة ما منحوه لأعدائها، فكانوا أعدى عليها من العدو، وأكثر من مسترخصات الضباعِ دناءة.

وانتصرت غزة، وأذلّت كلّ بن يهوديّةٍ فيها، وبن حرام، وبن حيضة، وبن كلّ مجرورٍ ومعتلّ الآخر!

وانتصرت غزة على كلّ السرديات المعتلة، والموازين المختلة، والدبابات إذ تخرج اليوم مدحورةً ترهقها ذلّة.. تخبرك كيف أن بمقدور العين أن تواجه المخرز، بكل عنفوانها، وكيف أنها بتأييد الله، ووهجة الحقّ، تكسره، وتكسر من خلفه كلّ يدٍ ملعونةٍ وزيف.

لغزة سيفٌ لا يُكسر، ولأبناء الضيف عاليات الهِمم! وانتصرت غزة رغم كلّ ما فيها من رِمم، وعلى عين حكّام العار إذ تجمعهم على العار.. قِمَم!

إن كنت تعبد الله عن شكٍّ فها قد أتاك اليقين، وفي مشاهد اليوم فإن آيات الرحمن تتجلّى! وغزة التي قالت للذل: كلا!
خرجت بعون الله واقفة، وهي المؤمنة إذ القلوب المهتزّة واجفة، وإذ ترجف بحكام الذلّ ساقٌ راجفة! وإذ الجيوش من حولها عِهنٌ منفوش، وجامعة الدول المركوبة.. تتخلى!

قالت غزة: كلا!
فانهدّ من صوت إيمانها كلّ شامخٍ وجبل!
وأقرب من جباليا إلى نتنياهو.. زُحَل!
ما دام الله معها!

في قلبي موّالٌ يا دُنيا، وعلى رأسي فخرٌ لا يزول! وأقولها بملء الكون، يا كوننا: هؤلاء إخوتنا الذين بهم نُفاخر! وهذه بإذن الله مقاومة؛ من غزة إلى بيروت، ومن بغداد إلى اليمن!

إنّ هذا يومٌ من أيّام الله.

غزة اليوم هي القاعدة،
وكل غثاء العالم يا أهل المعمورة إستثناء.

لأن الحق هو القاعدة،
وكل زهوقٍ فيها.. إستثناء.

ومن البوابة العليا إلى آخر المعبر؛
إنه انتصار اليوم من أبناء انتصار خيبر!

وقلعنا من كرامتكم يا أراذلها كلّ باب؛
فانظروا إلى الأعلى، إن استطعتم!
ويا أبناء القاع فإنّها غزة السّحاب،
والحمدلله فاتحة الكتاب، وهُزم الأحزاب، وانظروا إلى قطعان أراذلها من جباليا؛
ينحدرون!

وفي وجه غزة الشلال فما أضعف القشّة.
وفي وجه القشة فما أضعف باطلكم،

يا أيها المحتشدون عليها من كلّ مكمنٍ في عالمنا.. قذر!
غزة بحول الله تنتصر!

لأنّ الحقّ يعلو فلا يُعلى عليه!

@mustafamer20231
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب