غرق السفينة اليونانية «توتور»: حظر «المتوسط» يتعزّز
السياسية – متابعات || رشيد الحداد ||
مع غرق السفينة اليونانية «توتور» التي استهدفتها القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر في 12 حزيران الجاري، لخرقها حظراً فرضته صنعاء على السفن التي تتوجّه إلى موانئ الاحتلال في البحر المتوسط، تكون «أنصار الله» قد أوفت بتعهّدها بإغراق السفن التي تخترق ذلك الحظر.
وقالت «هيئة عمليات التجارة البحرية»، في بيان، إن «توتور» غرقت على بعد 66 ميلاً بحرياً جنوب غرب مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، مؤكدة أنها تلقّت بلاغاً «عن رؤية حطام بحري ونفط في آخر موقع ورد أن السفينة كانت موجودة فيه». وسبق أن تحدّثت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان الأحد الماضي، عن بدء غرق «توتور». ثم بعد ساعات من ذلك، أكّدت احتراق السفينة التجارية «فيربينا» التي تملكها أوكرانيا والتي أصيبت هي الأخرى بصواريخ يمنية، وفشلت طواقم الإغاثة في السيطرة على حريق نشب فيها.
وأشارت إلى أنه جرى إجلاء البحّارة منها ونقلهم إلى برّ الأمان، متهمةً الفرقاطة الإيرانية «جمران» بعدم الاستجابة لنداء استغاثة طاقم السفينة المنكوبة، على رغم أنها كانت على بعد ثمانية أميال بحرية منها، بحسب الادّعاء الأميركي.
وتحوّل البحر الأحمر وخليج عدن، خلال أيام عيد الأضحى، إلى مصيدة للسفن التجارية المخالفة لقرار حظر الدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة على البحر المتوسط، إذ كثّفت صنعاء استهدافها تلك السفن، بعد أن بعثت برسائل تحذيرية إلى كل الشركات الملاحية الدولية، حذّرت فيها من مغبة كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط. وأكّدت مصادر ملاحية، لـ«الأخبار»، أن الاشتباكات البحرية لم تتوقف طيلة أيام العيد، فيما استمرت العمليات المركّزة ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، حتى أمس.
وكان المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن مساء الأحد، تنفيذ عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر، استهدفت أولاهما مدمرة أميركية بعدد من الصواريخ الباليستية، والثانية سفينة «كابتن باريس» بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأشار سريع إلى أن سلاح الجوّ المُسيّر نفّذ عملية عسكرية ثالثة ضد سفينة «هابي كوندور» في البحر العربي، بعدد من الطائرات المُسيّرة. وأهدى تلك العمليات إلى المقاومة في قطاع غزة وكل أبناء الشعب الفلسطيني لمناسبة عيد الأضحى، متوعّداً كل الشركات الملاحية بإغراق سفنها في حال مخالفتها قرار الحظر اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في المتوسط.
ورداً على التصعيد البحري، شنّ الطيران الأميركي والبريطاني، أول من أمس، تسع غارات جوية استهدفت للمرة الأولى جزيرة كمران الواقعة في البحر الأحمر، وهي جزيرة مأهولة تقع على بعد أقل من 20 ميلاً بحرياً من مدينة الحديدة، وكذلك مطار الحديدة بخمس غارات جوية. وعلى خط مواز، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أول من أمس، أن واشنطن فرضت عقوبات على ثلاثة أفراد وستة كيانات تقف وراء دعم حركة «أنصار الله»، بمواد تمكّنها من تصنيع أسلحة متقدّمة داخل اليمن، تُستخدم ضد المصالح الأميركية في المنطقة. وأوضح أن العقوبات تشمل «جهات متمركزة في الصين مكّنت "الحوثيين" من الحصول على مجموعة من المواد اللازمة لتصنيع الأسلحة المتقدمة».
واعتبر مراقبون في صنعاء أن تصريحات الخارجية الأميركية تعكس تخبطاً في تحديد مصادر القدرات العسكرية اليمنية، لافتين إلى أنه بعد سنوات من اتهام إيران بتزويد «أنصار الله» بتلك القدرات، تأتي الاتهامات الأميركية الأحدث لشركات وكيانات في الصين بتسهيل مشتريات اليمن من القطع والمعدّات اللازمة لتصنيع وتطوير الأسلحة.
وأكّد مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، حق اليمن في أن يشتري ما يحتاج إليه لتطوير وبناء قدراته الدفاعية، معتبراً أن استخدام سلاح العقوبات ضد اليمن أو ضد شركات وكيانات بمزاعم التعامل مع صنعاء، لن ينجح في التأثير السلبي على القدرات اليمنية ولا على الموقف اليمني.
* المصدر : الاخبار اللبنانية
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع