السياسية:

وسط الظلال القائمة للتفجيرات الأثمة التي جرت في بيروت وضاحيتها العزيزة، وفي قلب سكرات النشوة الزائفة والنصر الوهمي الذي يلعب الآن برؤوس قادة العدو الصهيوني، بعد أن نفذوا ما يعتقدون إنه إنجاز هائل، بأسلوب الغدر والغيلة الموسومين به، وبإمكانات وقدرات أكبر مما يمتلكونه عملياتيًا وتكتيكيًا، وارتقاء سماحة السيد حسن نصر الله، وكوكبة من الشهداء الأبرار من قادة حزب الله، نقف ونتساءل: هل تغيّرت موازين القوى إلى درجة الاختلال، وهل وجّه العدو ضربة قاصمة بالفعل إلى المقاومة اللبنانية بشكل خاص، وجبهة المقاومة بشكل عام؟ خصوصًا وأن السيد لم يكن مجرد قائد مسدد أو زعيم ملهم؛ بل كان المضاد الموضوعي الحاد والقاطع لكل للكيان الغاصب ومشاريعه الاحتلالية والتطبيعية.

خسارة الأمة كلها بغياب القائد لا تحيط بها الكلمات. فسماحة السيد لم يكن قائدًا عاديًا، ولم يكن استثناء من مسيرة هذه الأمة؛ بل كانت الصفة الأكثر نورانية وبهاء فيه إنه جاء من قلب هذه الأمة، معبرًا عنها، يتقدم مسيرتها كأب وقائد، نلوذ به ونحتمي خلفه إذ ما دهمتنا العواصف. السيد كان يمثل مقدسنا الغائب، الصدق، حين يجتمع مع الثقة في لحظة تجلي ولحظة اتصال، لحظة رؤية. مواقف كثيرة لسماحة السيد صدقنا فيها، وتجارب واختبارات أثبتت لنا أن الصدق هو طابعه الأول، وما نزال نصدق كلماته بأن مدرسة الفداء الحسيني قادرة على إنجاب القامات العظيمة الشامخة.

في مصر العربية غطت سحابة من الوجوم والحزن وجوه الناس، اليوم المشؤوم هو ذاته يوم رحيل زعيم الملايين جمال عبد الناصر، وشاءت الأقدار ارتقاء قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله في هذا التاريخ ذاته، لينال سيد المقاومة الوسام الإلهي الأسمى "القائد الشهيد"، كما نعاه مؤسس حزب "الكرامة" المصري حمدين صباحي في تغريدة على "توتير".

"الروبي": دعم المقاومة حتى النصر

وفي قلب قاهرة المعز، وبينما كان الحزب الناصري يقيم فعالية بمناسبة ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، وصل النبأ العظيم والمفجع باستشهاد سماحة السيد نصر الله، على الفور تغيّر البرنامج وصار السيد هو المحتفى به، مع التأكيد على استمرار نهجه المقاوم ودعم المقاومة هو عنوان الفعالية، وفق ما تؤكد أمين إعلام القاهرة بالحزب الناصري في مصر الإعلامية كريمة الروبي، مضيفة: "قررنا حينها إقامة صلاة الغائب على روحه الطاهرة في شارع طلعت حرب، في وسط البلد، وترديد الهتافات المؤيدة للمقاومة، . فنحن مذهبنا المقاومة ولا ندعمها؛ لأنها منتصرة بل ندعمها لكي تنتصر، وبقاء المقاومة في حد ذاته انتصار، وهو اختبار لا يعبره سوى المخلصون".

في رسالتها إلى جمهور المقاومة العزيزة في ساحة لبنان، شددت الروبي" "لا تسمحوا للحزن بأن يتحول ليأس أو إحباط، حتى لا نحقق للعدو هدفه، بل واجبنا ودورنا أن يتحول لطاقة غضب هادرة، وأن نظل على العهد قابضين على جمرة المقاومة مهما كانت الظروف، في انكسارها قبل انتصارها، وفي ضعفها قبل قوتها".

"شعبان": سنكسر العدو الصهيوني

باسم القوة الوطنية المصرية والشعب المصري؛ عبّر المناضل الكبير ورئيس الحزب الاشتراكي المصري المهندس أحمد بهاء الدين شعبان عن تعازيه لأبناء الشعب اللبناني البطل والشعب المصري والقوى التقدمية والوطنية بارتقاء القائد الهمام سيد المقاومة وقائدها السيد حسن نصر الله، واصفًا الخسارة بأنها "كبيرة وأليمة".

توجه شعبان، في حديث لموقع "العهد" الاخباري، إلى الرفاق والإخوان في المقاومة اللبنانية الصامدة بكل مشاعر التضامن والمسؤولية، مشددًا على ثقته بأنّ المقاومة لن تتراجع، ولطالما تعرضت كل حركات المقاومة في العالم إلى ضربات موجعة، والشعب اللبناني الذي منحنا دروس البطولة والفداء، لن يكون إلا رمزًا جديدًا للصمود والتضحية، وهو عوّدنا دائمًا على أنه لا ينكسر ولا يقبل بالهزيمة، وقريبًا ستحتفل بيروت بكسر العدو الصهيوني، في حربنا الوجودية ضده.

دعا شعبان الى تنفيذ وصية الشهيد الكبير باستمرار النضال حتى تحقيق الانتصار، قائلاً:"أمامنا عدو شرس، لا يؤمن بأي قيم إنسانية، وعلينا أن نواجهه وأن نهزمه، وأن نرده خائبًا". وأضاف رئيس "الاشتراكي المصري" أنه وحزبه على يقين بأن استشهاد القائد السيد حسن نصر الله وكل شهداء المقاومة الأبرار، في فلسطين ولبنان وسائر البلدان العربية، ودماؤهم الطاهرة ستُعَبِّد الطريق إلى النصر الكامل". وختم شعبان، بدعوة الجماهير العربية الى الصمود والاستبسال في معركة الوجود ضد العدو الصهيوني ورعاته، مطالبًا الشعب المصري النبيل وقواه الوطنية، بالاستمرار في بذل كل الجهد من أجل تجميد وإلغاء كل اتفاقيات الاستسلام المهينة مع الكيان الصهيوني الدموي، والاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني الغالي.

"النمر": لدعم كل بندقية عربية مصوبة على العدو

كما شعبان، لرئيس "الحزب العربي الناصري" المهندس محمد النمر ثقة بأن المقاومة في لبنان ستضمد جراحها وتنهض من جديد متكئة على سيف العناد والصبر وأن استشهاد القائد السيد نصر الله يمنح حزب الله وقودًا إضافيًا للمعركة، ولا يوهن عزمه كما يظن البعض.- برأيه - هذا هو الوقت المناسب لتوجيه الدعم لكل بندقية عربية مصوبة نحو الكيان الصهيوني، بلا مواربة أو خجل، أمام هول الجرائم الوحشية في غزة والضفة ولبنان. ومن هنا؛ يؤكد المهندس محمد النمر أن على الشعوب العربية الحرة، خاصة خارج محور المقاومة أن تتبنى الخيارات الواضحة ضد أعداء الأمة، ويشير إلى أن المقاطعة سلاح فعال سياسيًا واقتصاديًا، وملهم على الجانب المعنوي والتربوي، أنه يجب على الشعوب العربية أن ترفض أميركا والكيان جملة واحدة.

في رسالته للشعب اللبناني وجمهور المقاومة بشكل خاص، يؤكد رئيس "الحزب الناصري" وقوفه دائمًا وأبدًا خلف المقاومة العربية الباسلة وهي توجه سلاجها للكيان داعمًا أصيلاً لها بأشكالها وتكويناتها كافة، واصفًا إياها بأنها "المتحدث الرسمي الوحيد للأمة العربية".

في العام 1997 هجرنا "طائر أيلول".. وبعد 27 عامًا التقى الحبيبان في درب الشهادة، ارتقى الأب كما الابن، عبر القائد سماحة السيد حسن نصر الله مثل "هادي" هذه الدنيا من جلال وبهاء بوابات الشهادة، مضى السيد مثل الشهاب العلوي قصير العمر، عميق الأثر والنور، فائق السمو، بإيمانه الذي حوله لفعل جهادي من أول لحظة إلى آخر نفس. هذا النموذج وحده يكفي العرب شرفًا وفخرًا، أن يكون من بينهم حزبًا أو أفرادًا بهذه الروحية وهذه الشجاعة، وأن يقفوا -ولو وحدهم- أمام أعداء الأمة من الكيان إلى أميركا إلى حلف "الناتو"، أن يصمدوا بالأياد العارية النبيلة، وأن يشقوا طريق التحرير حفرًا بأظافرهم على جبين الزمن، وأن يغيروا المعادلات..

بالأمس خرج علينا نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ليبلسم القلوب ويداوي الأرواح الملتاعة بفقد الأب والقائد والسند والجبل الأشم، ويعيد التذكير بثوابت حزب الله، وبأن هذا الخط قادر على إنجاب الأبطال، بل هو الخط الوحيد للأبطال، وكرامة هؤلاء الأبطال تقتدي بكرامة أئمة الهدى "الشهادة"، وختم رسالته الموفقة والصادقة بعبارة يجب أن يلتفت الجميع إليها وينصت: "اذا اعتقدت "إسرائيل" إن يدها المفتوحة دوليًا وتصميمها على الوحشية والعدوان سيحقق أهدافها فهي واهمة، الخيارات مفتوحة أمامنا، وسنواجه أي احتمال".. وبذلك عدنا إلى نقطة البداية التي ردّدها سماحة الشهيد القائد.. وهي "الكلمة للميدان"..

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري ـ أحمد فؤاد