السياسية || محمد محسن الجوهري*

لا يؤمن اليهود بأن لغيرهم الحق في الحياة والعيش بسلام، خاصةً العرب حيث يؤمنون بوجوب إبادتهم ونهب ممتلكاتهم، وهذا ليس رأي فئة متطرفة بعينها من اليهود، بل هي الثقافة العامة لكل اليهود، بل والمعتمدة لتدريس النشء في المدارس اليهودية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.

وما نشاهده من قتل الجنود الإسرائيليين لأطفال رُضَّع في حجور أمهاتهم ليس إلا بعضاً من نتائج التعليم اليهودي الممنهج، فالدين اليهودي لا يرى على أتباعه سبيلاً تجاه ذبح المسلمين، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، ويتجلى جانباً من دمويتهم في بعض المشاهد المصورة وبعض الاعترافات التي خرجت للعلن عن مدى بشاعة جنود الاحتلال ودمويتهم غزة، وما خفي منها فهو أعظم.

ويبرر اليهود إجرامهم بحق العرب، بأنه يأتي في تنفيذ التعاليم التوراتية، وأن اليهود مطالبون بتحقيق شريعة الرب التي تتبنى العنف، وعلى ذلك يستقي الكيان الصهيوني قوانينه ومناهجه التعليمية والتي تتضمن قصصاً تٌدرَّس للنشء عن إحراق اليهود للعرب في مرحلة الأربعينيات باعتبارها فتوحات مقدسة.

كما تتضمن الأنشطة الدراسية الإلزامية في "إسرائيل" تدريب الطلاب على استخدام السلاح «الواقع الافتراضي» VR، وكيفية تصويبه بصدور العرب، ويهيؤون بيئات إلكترونية مناسبة، كأنظمة المحاكاة والتدريب، لاستلهام أفضل الممارسات، وحتى يعتاد الطفل الإسرائيلي على قتل أطفال المسلمين في المستقبل.

وخلال الأشهر الأخيرة ظهرت بشاعة اليهود على حقيقتها، وظهر رجال دين يهود يطلقون الفتاوي المقدسة بوجوب قتل العرب في غزة حتى الأطفال، ورأينا بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي، كالحاخام "إلياهو مالي" ومقطعه الشهير على يوتيوب، والذي دعا إلى قتل نساء وأطفال غزة، معتبرًا أن ذلك يأتي استجابة لتعاليم "الشريعة اليهودية". فيما دعا آخر إلى قتل الأطفال في غزة بدون تردد كونهم إرهابيين بالفطرة، سيصبحون مجرمين مع الوقت، حسب وصفه.

وليبرر اليهود جرائمهم على المسلمين بطرق مختلفة إلا أن الأخطر هي لجوء اليهود إلى تشكيل تنظيمات محسوبة على المسلمين بالتنسيق مع الأنظمة العربية المطبعة، ترتكب جرائم مروعة بحق المدنيين العزل، لصرف النظر عن جرائم اليهود، ولإظهار المسلمين أكثر دموية وإجراماً من اليهود، كداعش والنصرة التي ذبحت الآلاف من الأبرياء في العراق وسورية وكل ذلك لخدمة الأهداف اليهودية.

في مقابل تلك الهمجية لا بد من مشروعٍ إسلامي ينهي فساد اليهود، ويقضي على دمويتهم وإجرامهم، وفي سبيل ذلك فرض الله الجهاد ضد اليهود، حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، لأن في استقلالهم وقوتهم خطرٌ على البشرية كافة، ولا رهان على غير الجهاد الإسلامي لضمان سلامة الإنسانية جمعاء، فلإسلام الصحيح بفريضة الجهاد، هو الحل الوحيد للحيلولة دون هلاك بقية العرب، مالم فإن سكين داعش ينتظر المتخاذلين اليوم عن نصرة غزة ولبنان، وسيكونون ضحية وكبش فداء لتلميع صورة الإجرام اليهودي.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب