السياسية – متابعات :

يوم الإثنين 23 أيلول سبتمبر 2024 قرر الاحتلال الإسرائيلي شنّ مئات الغارات الحربية، المتسارعة والعنيفة على جنوب لبنان والبقاع، فأوقع مئات الشهداء والجرحى، وهدم مئات الأبنية، في محاولة جديدة لفرض ضغوط قاسية على حزب الله، بهدف فكّ ارتباطه عن غزة وإعادة مهجّري الشمال من المستوطنين إلى مناطق الشمال الفلسطيني.

شهد ذلك اليوم نزوحاً كثيفاً من كل قرى الجنوب، حيث علق الناس بداخل سياراتهم لمدةٍ جاوزت العشر ساعات، وبدأت المدارس بفتح أبوابها أمام آلاف العائلات، التي غادرت قراها باتجاه المناطق الأكثر أمناً. ولكن، أمام همجية الغارات واتساع المدى الجغرافي لها وكثرة المجازر، لم يعد هناك مناطق أكثر أمناً بمعنى الكلمة.

وصلت الغارات الحربية إلى البترون وجبيل والمعيصرة، سقط مئات الشهداء بين البقاع والجنوب والمعيصرة، إنها الحرب الإسرائيلية المفتوحة، كما يريدها نتنياهو، للمقاومة ومجتمعها وبيئاتها الحاضنة والداعمة.

في هذا الإطار، نطرح الأسئلة التالية: كيف كان الأداء الإعلامي للإعلام السعودي والإماراتي خلال هذه الحرب؟ وكيف كانت التغطية؟ في ظل المواقف الرسمية التي تُظهر شيئاً وتضمر أشياء أخرى.

العربية / العربية الحدث

تستهل العربية والعربية الحدث نشراتهما الإخبارية، بالإشارة غالباً إلى خسائر المقاومة الناتجة عن ضربات العدو الإسرائيلي، سواء في الضاحية أو في الجنوب والبقاع، بالمقارنة مع فضائيات أخرى تبدأ دائماً من أخبار الصليات الصاروخية النازلة على المستعمرات، وحالات الرعب في المجتمع الصهيوني.

في رصد متتابع للتغطية المباشرة طيلة الأيام الماضية يمكن استنتاج المعطيات التالية:

- نوع من التزامن في بث الأخبار. فمن المعلوم أن القناتين موجودتان في المبنى نفسه في دبي، وغالباً ما يعمل الموظفون بين الشاشتين، لذلك فإن الخبر العاجل (والأخبار بشكل عام) يعرض في الوقت نفسه تقريبا.

- تكرّر القناتان (العربية والعربية الحدث) جملة "الحزب لم يحقق أي انتصارات" ضمن تقاريرها وأسئلتها الموجّهة للضيوف، وهذا أسلوب موجّه لمحاولة تعميم الفكرة وترسيخها في الوعي الجمعي لدى المستمع والمشاهد الذي ستترسّخ لديه هذه المقولة.

- تركّز العربية على أن المفاوضات اليوم هي بين إيران وأميركا وليس بين الحزب وطرف آخر، وهذه مسألة غير دقيقة، لكن الهدف منها إظهار أن المقاومة في لبنان هي أداة تحرّكها إيران وفق مصالحها.

- بعد الاستهداف الأخيرة، روّجت القناة مقولة "إيران تخلّت عن حزب الله ولبنان" بدليل عدم دعمها الفعلي والمباشر. الأكثر من ذلك أن هذه النقطة طُرحت للنقاش بقوة مع الضيوف. استضافت القناة عدة شخصيات كارهة للمقاومة كي تروّج وتدعم هذه المقول. قالت العربية "مصادرنا تنقل أجواء الشعور بالخذلان والتخلّي من جانب إيران، وسأل أحد الضيوف: أين كل تصريحاتها ووعودها؟ وعدت إيران بفتح أبواب جهنم على إسرائيل فأين هي هذه الأبواب؟

- في معظم الأسئلة الموجّهة للضيوف وضمن النصوص التحريرية، تكرر القناتان جملة "الحزب تلقى ضربات قوية وقاسية" للإيحاء بأن قوة المقاومة محدودة أمام التفوّق العسكري الإسرائيلي، بالإضافة إلى تراجع هذه القدرات.

- جرى التركيز كثيرا على المسائل التالية: ضرورة فسخ الارتباط مع غزة / ضرورة انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وتفكيك بنيته المسلّحة / الموافقة على الشروط الإسرائيلية كأساس لأي اتفاق.

- عرض دائم لمواقف الإسرائيليين وتصريحاتهم وتهديداتهم.

- ترويج كلامي واستهلاكي أن أميركا تعمل لحلول ديبلوماسية وأن هناك تعاوناً أميركياً وأوروبياً وعربياً مشتركاً لوقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان.

- تركّز العناوين العريضة على إظهار ثمن المقاومة الفادح والباهظ، من قبيل: مجزر في بلدة كذا/ عشرات القتلى في غارة كذا/ مآسٍ إنسانية في كذا وكذا وكذا.

- ذكّرت العربية وضيوفها دائماَ بأن "إسرائيل" تعمل لتؤمّن عودة سكان الشمال لديها بحيث اجتهد التحرير الإخباري لإظهار ما يحصل وكأن المقاومة اعتدت على حقوق العدو الإسرائيلي، وأن الكيان يحاول استرجاع حقوق المستوطنين بالمناطق التي نزحوا عنها. كذلك، تمرّر القناة أخبارها بطريقة التهديد المبطّن، مثال: نتنياهو يقول لا تهدئة في الشمال بل مواصلة القتال بقوة.

- هناك تركيز كبير على التهويل بشأن نقص المساعدات، وأن هناك أزمات إنسانية كبيرة، بخصوص النازحين في المدارس، وفقدان المأوى، وتهجير الآلاف، وأن هذه المآسي الاجتماعية تعجز عنها الحكومة والمنظّمات الإنسانية وحزب الله.

- قدّم الإعلام السعودي نموذجاً أخلاقياً سيّئاً من خلال التبخيس المذلّ للواقع المقاوم. استضافت القناة أشخاصاً مختارين بعناية، تحدّث أحدهم (جورج العاقوري) حرفياً فقال: "المشكلة أن حزب الله وأمل زرعا العنجهية وفائض القوة في جمهورهما. لذلك علينا أن ندق ناقوس الخطر. السيد حسن قال للناس ارتاحوا أنا الله كلفني، ونحن اليوم بين نصر الله ونتنياهو، والسلطة اللبنانية منساقة وراء حزب الله من خلال الربط مع غزة، وهذه جريمة بحق لبنان..."

- ثمة تساؤلات متعدّدة تطرحها متابعة الإعلام السعودي، من أهمها: مصادره. فمن أين يحصل على معلوماته؟ المجال خصب ورحب هنا. على سبيل المثال، بعد مسارعتها لعرض مشاهد التفجيرات في الضاحية، وبعد عرض أسماء المستهدفين، ذكرت العربية الحدث، أن الشهيد أبو صالح سرور هو مدرب للحوثيين في اليمن، وأنه مسؤول المسيّرات اليمنية، وأنه عاد إلى لبنان منذ 3 أيام فقط!

- الكلام حول مسارعة هذه القنوات لعرض التفاصيل المتعلّقة بكل ضربة، بات مستهلكاً ومكرّرا، فهي تبدأ النقل المباشر بعد وقوع الحدث مباشرة، تنقل ما تداولته مجموعات الواتساب الخاصة، وتستثمر في أي مشهد أو تسجيل صوتي، كما في تكرارها لرسالة الشاب الذي يصرخ بكل قوته "ضربونا ضربونا، هون حدّ القائم". هذا بالإضافة طبعاً إلى أن العربية والحدث هما أول من يصرّح باسم الشخص المستهدف وموقعيته ومسؤولياته. مثال: "الجيش الإسرائيلي نفذ غارة دقيقة في الضاحية / هدف الغارة هو قائد الوحدة الجوية ومسؤول المسيّرات في الحزب/ طائرة إف 35 نفذت الغارة" مع عرض المشاهد الخاصة بالدقائق الأولى التي تلي الاستهداف.

- بالنسبة لضيوف قناة العربية فهم غالباً مختارون بعناية، الأغلبية العظمى منهم غير مؤيدة لخيار المقاومة، ضد حزب الله، ومن الشامتين بما يحصل في الجنوب والبقاع وبيروت. استضافت القناة مثلا محمد علي الحسيني بعمامته السوداء، كضيفٍ محوري في الاستديو، حيث قال (مما قال) إن إسرائيل ستستهدف بيروت خلال ساعات رداً على قصف تل أبيب، بالإضافة إلى تهديد واضح ومباشر لسماحة السيد نصرالله من دون تسميته.

- هناك ملاحظة مهمة أيضاً لا يتوقّف عندها كثيرون بسبب دقّتها المخفية، هذه الملاحظة هي توجيه بعض الأسئلة للضيوف والشخصيات ذات طابع أمني واستخباري محض، ليست تحليلات سياسية ولا أراء، وإلاّ فما معنى أن تسأل المذيعة: "هل يّعقل أن الحزب مازال يعقد الاجتماعات في الشقق؟ وأن قياداته تعيش في المباني العادية؟ ألا يوجد بنية أنفاق على غرار غزة؟ كيف يستطيع الحزب أن يوجّه صواريخه بعد؟ هل ستبقى بيئة المقاومة ساكتة على كل ما يحدث؟ بالإضافة إلى أسئلة دائمة عن قدرات الحوثيين في اليمن، وطرح الأسئلة المتعلّقة على خبراء عسكريين من مصر مثلاً.

- قامت قناة العربية الحدث، بتصوير مباشر على الهواء لمراسلتها في صور، وفي الخلفية انفجارات متتالية في حي المساكن. أثناء وجود أصوات تتردد من مكان الضربة. لاحقاً استثمرت القناة هذا التصوير المسجّل لتقول عن هذا يدل على وجود صواريخ مخبّأة في المباني، وهذا ما قاله موظف القناة الخبير الاستراتيجي بشؤون التسلّح رياض قهوجي، الذي أكّد أن أصوات التفجيرات اللاحقة على الغارة مؤشر لوجود مخزن صواريخ في المباني المستهدفة.

- تروّج القناة دائماً أن أحد أسباب المشكلة هو عدم تطبيق القرار 1701 منذ ما بعد 2006. ولو أن الحزب سمح بتطبيقه كما ينبغي لما حصل ما حصل. فالمطلوب من وجهة النظر الإسرائيلية هو ابتعاد أي قوة عسكرية لما بعد شمال الليطاني. مع كلام جديدٍ حول الوضع الميداني للحزب، ووصفه بال "هش" الذي "لم يكن يتوقع هذه الضربات" وبالتالي، لا خيارات متاحة كثيرة أمام الحزب. خياراته الوحيدة هي القبول بتطبيق 1701 والتراجع، ووقف الإسناد.

- لوحظ عرض "التقارير الموجّهة" عن أوضاع المستشفيات والصيدليات، مثل محاولة معرفة المنسوب المتبقّي من مقومات الصمود الصحي والاستشفائي والدوائي في المناطق (تحديداً في الجنوب والبقاع) وكيف ستقدّم المساعدات للجرحى والمصابين وذوي الأمراض المستعصية. (ربما يدلّ هذا التوجيه على محاولات جسّ النبض ومعرفة خفايا بعض الأمور الاجتماعية والإنسانية التي قد تستعمل كورقة ضغط لاحقة).

- جرى التركيز على أن السعودية أطلقت "التحالف الدولي لبناء الدولة الفلسطينية" وهي جهود سياسية "لا علاقة لها بالتصعيد الحاصل بل ببناء المؤسسات والخروج من الإطار المتعلّق بالتفاوض" كما قال رئيس وزير الخارجية السعودي، "قررنا نحن والاتحاد الأوروبي عدم الانتظار والمضي في البحث عن الحلول".

سكاي نيوز عربية

فيما يتعلّق بقناة سكاي نيوز عربية، لم يختلف الأداء الإعلامي كثيراً عما قدمته قناتا العربية، لم تختلف المضامين والتغطيات كثيراً، لكن يمكن ملاحظة النقاط التالية، التي يُبنى عليها لاحقاً:

- تسويق لكلام "المصادر المطلعة" التي تحدّثت للقناة عن أجواء "هدنة 21 يوماً مقدّمة من الأميركيين تشمل غزة ولبنان" وعن "جهود أميركية وأوروبية وعربية، قد لا تنجح في ظلّ تصعيد الصراع". بحيث يبدو هذا الكلام تبرئة تامة للجانب الأميركي والحرص على تبييض صفحته، بل إظهاره بمظهر الحريص والغيور على المصلحة اللبنانية.

- تحديث دائم لأي عنوان يصبّ في مصلحة العدو، ويساهم في الحرب النفسية التي قد تزعزع الثقة بالمقاومة، مثال: "الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف بنية تحتية لنقل السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان/ مقتل كذا وكذا في غارات إسرائيلية/ مع الصور والتسجيلات والمشاهد التي تبرز التفوق العسكري للعدو.

- أبدت القناة اهتماماً ملحوظاً بأخبار عودة بعض السوريين إلى سوريا، أوقفت مراسلها لساعات على الحدود ليرصد المغادرين وأوضاعهم وأحوالهم.

- ذكّرت القناة متابعيها ومشاهديها في عز الضربات على كل المناطق الجنوبية والبقاعية أن "مكتب نتنياهو نفى الأنباء عن وقف النار، وأنه لم يعطِ ردّاً على مقترح التهدئة بل على العكس، أوعز للجيش بالاستمرار في القتال بكل قوة وفقاً للمخطط الموضوع" كنوع آخر من المساهمة في التأثيرات السلبية للحرب النفسية.

- بعد ورود الأنباء عن محاولات الإسناد العراقية، عملت القناة على نوع من التهويل الإعلامي الذي استهدف الجمهور العراقي من خلال القول إن هناك "مجازفة بأمن العراق وتداعيات على الأمن العراقي والاقتصاد العراقي" وأجرت مقابلات مع شخصيات عراقية تحدّثت عن هذه المخاطر السلبية على العراق بسبب إسناد محور المقاومة.

- حرصت هذه القناة (كعادتها) على التوهين بالأداء المقاوم، من خلال مراسليها وضيوفها، الذين تحدّثوا عن "الانكفاء الصاروخي الحوثي والعراقي" الذي يطلق صاروخاً واحداً كل عدة أيام من باب التذكير فقط، وكأننا لسنا في حرب مصيرية، فأين محور الممانعة ووحدة الساحات وشعارات زوال إسرائيل وغيرها؟ فها هو الحزب متروك من قبل الكل.

- أفردت سكاي نيوز عربية مساحة لمراسليها في فلسطين المحتلة، ولشخصيات إسرائيلية ركّزت على ضرورة الضغط على لبنان بهدف الانصياع للشروط الإسرائيلية، وقال أحدهم مثلا (إلحنان ميلر) إن الكلام عن اتفاق لمدة 3 أسابيع غير مقبول أبداً، لأن المطلوب حلّ دائم وليس لأسابيع، وأن المشكلة هي أن السيد نصر الله ربط مصير لبنان بالسنوار وقراراته.

- تنادي القناة دائماً بضرورة تنفيذ القرارات الأممية، وخصوصاً 1701 وضرورة انسحاب حزب الله لما وراء الليطاني، ولكن عند السؤال عمّا إن كانت هناك توقّعات بدخول إسرائيلي بريّ، كانت معظم الإجابات تقول إن "إسرائيل" تتمتع بتفوّق جوّي ملحوظ ولكن ليس برّياً وليس من مصلحتها الدخول البرّي. (هذا كلام يحتاج للنقاش في ظل الاستعدادات الإسرائيلية البرّية، خصوصا بعد اغتيالات قادة الصف الأول).

- كان ملفتاً ما قدّمته سكاي نيوز من مقارنةٍ مكثّفة بشأن الأوضاع الحالية (23 و24 و25 أيلول 2024) مع حرب ال 33 يوماً خلال تموز 2006. فروّجت أن خسائر 2006 رقم بسيط جداً بالمقارنة مع الوضع الحالي، وهذا يصبّ في مصلحة الضغط على لبنان وإيران، مع استخدام نموذج النازحين من الجنوب الذين سكنوا عند أقاربهم في بيروت والضاحية وهم سيشكّلون ورقة ضغط كبيرة.

- لجأت القناة (والإعلام الخليجي عموماً) إلى استخدام الفتنة من خلال الإشارة إلى شرخٍ حاصل مع إيران، وأنها لم تقم بالدور المرتجى منها ولم تقدم المساعدات المباشرة والفعلية. (وهذه ورقة سيلعب عليها هذا الإعلام بقوة كبيرة جداً وسينتج عنها آثار نفسية سلبية ما لم يركن الكثيرون للثقة والإيمان بالقيادة الإيرانية).

خلاصات وتوصيات

أبرز سمات الأداء الإعلامي لقنوات العربية، العربية الحدث، وسكاي نيوز عربية:

- أداء إعلامي مهتم بالمصلحة الإسرائيلية أولاً، وللخبر من وجهة النظر الإسرائيلية وليس العكس.

- تهميش واضح لما يحصل في غزة بعد 11 شهراً على الحرب.

- أداء تحريضي على المقاومة بسبب خيارها بإسناد غزة وربط المصير اللبناني بالمصير الفلسطيني.

- محاولات النبش عن معلومات معينة، من خلال طرح بعض الأسئلة (قدرات الصمود وأماكن الاجتماعات).

- توهين كبير بقدرات المقاومة وداعميها وخطّها، توهين يصل حدّ السخرية من هذه القدرات (الاستخفاف بالدور اليمني مثلاً).

- الغمز من الدور الإيراني ومحاولة إيجاد شرخ بالعلاقة مع إيران، وترويج مفردات الخذلان والتخلّي من قبل إيران.

- التشفّي المبطّن بما حصل من نزوح كبير يوم الاثنين 23 أيلول واستخدامه كورقة للضغط الاجتماعي والإنساني.

- التذكير بانعدام أي مساعدة خارجية أو دولية لكل المجتمع اللبناني طالما المقاومة متمسكة بخياراتها.

- تسويق وتعميم فكرة: أن خلاص لبنان يبدأ من فكّ الارتباط مع غزة، وفكرة وحدة الساحات.

- هناك بعض الضيوف المؤيدين والداعمين للخط المقاوم يظهرون كضيوف على هذه الشاشات، لكن الأسئلة لهم تكون موجّهة، أو ذات قيمة منخفضة، ويُقاطع كلامهم فلا يسمح لهم بالوقت الكافي لتقديم وجهات نظرهم.

* المادة نقلت حرفيا من موقع الخنادق اللبناني