السياسية:

عند مساء يوم الجمعة 27-9-2024 نفذ تشكيل جوي "إسرائيلي" عملية اغتيال استهدفت أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ومجموعة من إخوانه في مجمع سكني بحارة حريك مما أدى إلى استشهاده وعدد من إخوانه وتدمير 6 مباني من المجمع السكني تدميراً كاملاً.

لا شك أن هذا الاغتيال يشكّل حدث مفصلي في تاريخ محور المقاومة ولبنان، لكن لن ينال الاغتيال من عزيمة المقاومة ولا روح الاستشهاد بين شبابها بل سيزيدها عزماً وإصراراً على التحدي. ولم يستطع الاغتيال من تحقيق أهداف الكيان الرئيسة كإعادة سكان الشمال إلى المستوطنات، أو تثبيط عزيمة المقاومة من الاستمرار في عملياتها العسكرية سواء في لبنان أو غزة أو الضفة.

في هذا السياق، يسأل الكاتب في صحيفة هآرتس في تقرير ترجمه موقع الخنادق عن وضع "إسرائيل" قبل وبعد الاغتيال، فبحسبه "الضفة الغربية على وشك الانفجار؛ و"إسرائيل" عالقة في غزة المدمرة بلا مخرج في الأفق، وكذلك الرهائن؛ وخفضت وكالة موديز تصنيف الاقتصاد إلى أدنى مستوياته". أما عن مكانة "إسرائيل" الدولية فقال الكاتب "كان يكفي أن ننظر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطاب نتنياهو يوم الجمعة". وعن احتمال اندلاع حرب إقليمية لفت إلى أن "الوضع الأمني أكثر اهتزازاً مما يبدو. انتظروا الحرب الإقليمية التي قد تندلع، لقد قطعنا خطوات كبيرة نحوها يوم الجمعة".

النص المترجم للمقال

هل كان وضع "إسرائيل" أفضل صباح الأحد مقارنة بصباح الجمعة؟ لقد تحسنت معنويات أغلب الصهاينة بعد عام كئيب؛ فقد عدنا إلى عبادة المؤسسة العسكرية (الجميع) وتبجيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (ولكن ليس الجميع)، ولكن ما الذي تغير؟ لقد كان حسن نصر الله محكوماً عليه بالموت لأنه كان عدواً لدوداً لـ"إسرائيل" (وللبنان). ولن ينقذ قتله إسرائيل.

في الأسبوع الأول الذي نمر به بدون نصر الله، من الأفضل لنا أن ننظر حولنا. فالضفة الغربية على وشك الانفجار؛ و"إسرائيل" عالقة في غزة المدمرة بلا مخرج في الأفق، وكذلك الرهائن؛ وخفضت وكالة موديز تصنيف الاقتصاد إلى أدنى مستوياته؛ والمذابح الجماعية التي بدأت في غزة تنتقل الآن إلى لبنان. وقد شرد نصف مليون إنسان من منازلهم، فضلاً عن مليونين من أقرانهم في القطاع الذين يتجولون هنا وهناك في عوز وفقر. ولكن مهلاً، لقد قتلنا هتلر.

من الأفضل ألا نذكر حتى مكانة "إسرائيل" الدولية، فقد كان يكفي أن ننظر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطاب نتنياهو يوم الجمعة. الوضع الأمني أيضاً أكثر اهتزازاً مما يبدو. انتظروا الحرب الإقليمية التي قد تندلع، لقد قطعنا خطوات كبيرة نحوها يوم الجمعة. في هذه الأثناء، تعيش البلاد في رعب، لم يجعل يوم الجمعة عشرات الآلاف من النازحين من منازلهم في الشمال أقرب خطوة واحدة من العودة، لكن إسرائيل تفرح بسقوط عدوها.

لقد تحدثت "إسرائيل" خلال العام الماضي بلغة واحدة فقط، وهي لغة الحرب الجامحة والقوة. ومن المحبط أن ندرك أن ملايين البشر قد فقدوا كل شيء بسبب هذا. ففي حين كانت الطائرات "الإسرائيلية" تقصف الضاحية، وسط تصفيق الصهاينة، كان الملايين في غزة والضفة الغربية ولبنان يبكون بمرارة على مصيرهم، وعلى موتاهم، وعلى المقعدين، وعلى ممتلكاتهم الضائعة، وعلى فقدان آخر ذرة من كرامتهم. لقد تركوا بلا شيء.

هذا هو الواقع الذي تعد به "إسرائيل". فسواء كان نصر الله حياً أو ميتاً، فإن البركان سوف ينفجر ذات يوم. وتعتقد "إسرائيل"، التي تعتمد على أميركا، الشريكة المستعبدة في المذابح في غزة والحرب في لبنان ــ والتي لم تفعل شيئاً لمنعها سوى الخدمة الشفهية من قِبَل الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اللذين لا حول لهما ولا قوة أمام نتنياهو ــ أنها تستطيع أن تستمر على هذا النحو إلى الأبد. ولا ترى أي خيار آخر.

* المادة نقلت حرفيا من موقع الخنادق الاخباري ـ جدعون ليفي