السياسية:


واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه بالمدفعية والطيران على مناطق متفرقة من غزة، ووسع اليوم الأحد توغله في مخيم وبلدة جباليا شمالي القطاع، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين، فيما تواجهه فصائل المقاومة الفلسطينية باشتباكات عنيفة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الأحد، ارتفاع حصيلة الحرب الصهيونية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 35034 شهيداً. وقالت الوزارة في بيان إنه جرى إحصاء "63 شهيداً و114 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية". ولفتت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفاً و755 منذ بدء المعارك.

وشنت طائرات الاحتلال الحربية أكثر من 100 غارة على مخيم وبلدة جباليا، خلال ليل السبت/الأحد، تبعها حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من شمال القطاع باتجاه غربي مدينة غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بوصول جثامين 12 شهيداً إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، فيما لا يزال عشرات المفقودين تحت الأنقاض جراء الغارات المتواصلة على مدينة بيت لاهيا.

وأكدت مصادر طبية وصول 18 شهيداً و6 مصابين إلى المستشفى الكويتي بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال 24 ساعة جراء الغارات الصهيونية على المدينة.


وفي مدينة غزة أفادت المصادر بنقل إصابة إلى المستشفى المعمداني بعد تجدد القصف على حي الزيتون، فيما أشارت طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى أن هناك نحو 16 مواطناً ما زالوا عالقين تحت أنقاض أحد المنازل المدمرة بالحي.

وفي وسط القطاع أطلقت آليات الاحتلال النار على منازل المواطنين شرقي دير البلح والمغازي.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع باستشهاد عدد من الفلسطينيين، بينهم طبيبان، إضافة إلى إصابة آخرين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة وسط القطاع الليلة الماضية.


وقال شهود عيان إنّ قوات الاحتلال الصهيوني توغلت شرق مخيم جباليا وتتمركز حالياً في محيط صالة وروضة مزايا في الوسط الشرقي لبلدة جباليا، وسط عمليات تجريف وسلسلة غارات من الطائرات الحربية والمدفعية في جباليا وكامل محيطها.

وأوضح الشهود أنهم يسمعون أصوات اشتباكات وانفجارات ناتجة عن تصدي عناصر من الفصائل الفلسطينية والقوات الصهيونية المتقدمة.

واستهدف قصف مدفعي صهيوني متواصل مبانيَ سكنية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وإطلاق نار من مروحيات ومسيّرات على كل من يتحرك بالمنطقة.

نزوح كبير من مخيم جباليا

وشهد مخيم جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع حركة هجرة كبيرة للفلسطينيين منذ ساعات الصباح الأولى إلى غربي مدينة غزة، وفق مراسل الأناضول.

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني: "تصل إلينا نداءات استغاثة من مناطق يجري استهدافها في جباليا ومحيطها"، مضيفاً أن :"الاستهداف الصهيوني المباشر والمتعمد لطواقم الدفاع المدني يمنعنا من الوصول إلى بعض الأماكن المستهدفة في حي الزيتون بمدينة غزة".

ولفت إلى أنه "لا توجد أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية تقدم للنازحين في شمال القطاع، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل".

وكشف أن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة خسر 80% من قدراته جراء استهدافات الاحتلال.

كما أشار إلى "وجود 16 شخصاً من عائلة الدحدوح لا يزالون أحياء تحت أنقاض أحد المنازل المستهدفة في حي الزيتون، وأرسلوا رسالة استغاثة إلى طواقم الدفاع المدني، لكننا لا نستطيع الوصول إليهم بسبب كثافة النيران".


بدورها قالت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في منشور عبر منصة تليغرام، إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات ضارية" مع قوات جيش الاحتلال في محور شرق مخيم جباليا.

والسبت، وسع جيش الاحتلال الصهيوني هجماته البرية والجوية بشكل متزامن في جميع محافظات قطاع غزة، بعد مطالبته الأهالي بإخلاء مناطق واسعة في شمالي القطاع ووسط مدينة رفح (جنوب) قسراً، وتوغله في جنوبي مدينة غزة وشرقي خان يونس (جنوب)، إضافة إلى تنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً مدمرة على قطاع غزة، تسببت بسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وخلفت دماراً وخراباً واسعين وكوارث صحية وبيئية وأزمات إنسانية.