السياسية – وكالات:

شهد كوكب الأرض على مدى أشهرٍ عدة من العام الجاري ظاهرة شاذة من حيث ارتفاع درجة الحرارة، حيث كان يوليو الماضي أكثر الشهور سخونة في تاريخ الأرصاد الجوية وربما منذ 120 ألف عام.

وأفادت تقارير إعلامية اليوم الإثنين، بأنه في هذا العام تم تحديث سجلات درجات الحرارة المطلقة في العديد من دول العالم، بما في ذلك في أوروبا التي عانى سكانها من الحر غير المسبوق.

ولفتت إلى أن العلماء اكتشفوا أن سبب الشذوذ المناخي، هو ارتفاع الرطوبة في الغلاف الجوي، والذي حدث بعد ثوران بركان برمان “هونغا-تونغا-هونغا-هاباي” في المحيط الهادئ.

ويشار إلى أن ثوران البركان بدأ في 13 يناير 2022م.. واشتعل البركان في اليوم التالي بقوة غير مسبوقة، كما لو أن 600 قنبلة نووية ألقيت على هيروشيما انفجرت دفعة واحدة، وقد وصل الإعصار الناجم عن ثوران البركان إلى شاطئ أمريكيا الجنوبية.

وأصبحت الكارثة الأقوى في تاريخ البشرية حيث أن الحرارة المنبعثة من ملامسة الصهارة الساخنة مع الماء حوّلت أحجامها الضخمة إلى بخار.. وقال العلماء: إنه تم إطلاق 50 مليون طن من بخار الماء في الغلاف الجوي.

وأدى انفجار بقوة 600 هيروشيما إلى رفع 50 مليون طن من بخار الماء إلى الغلاف الجوي للأرض.

وفي سبتمبر 2022 حذر علماء المناخ في المركز الوطني لبحوث الغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية من أنه ينبغي توقع حدوث مشاكل عالمية.. ولكن ليس من نوع يصاحب ثوران البراكين الأرضية الكبيرة جدا، مثل ثاني أكسيد الكبريت والرماد والجزيئات الصخرية التي تشبع بها الانفجارات الغلاف الجوي، ما يساعد في تبريد الجو لأن كل تلك الجزيئات تحبس أشعة الشمس وترتب ما يسمى بـ”الشتاء النووي” إذا كثرت.. لكن على العكس من ذلك، سيؤدي ثوران “هونغا-تونغا-هونغا-هاباي” إلى تسخين الغلاف الجوي للأرض.

ويذكر أن البخار المتصاعد فوق سطح الأرض أخف من الهباء الجوي البركاني الآخر.. ويبقى في الهواء لفترة طويلة، حيث يمتص الإشعاع الشمسي ويعيد إطلاقه على شكل حرارة.. ويعمل على تسخين سطح الأرض.

وفي الآونة الأخيرة أكد العلماء البريطانيون من قسم الفيزياء في جامعة أكسفورد البريطانية النتائج التي توصل إليها زملائهم الأمريكيون، ولاحظوا وجود الرطوبة الأكثر في طبقة الغلاف الجوي التي تقع على ارتفاعات تتراوح بين 50 إلى 20 كيلومترا.. وأكثر من ذلك فإن الأمريكيين سجلوا زيادة بنسبة خمسة في المائة، والبريطانيون 15 في المائة.

الجدير ذكره أن التوقعات للمستقبل القريب تشير إلى أنه قد يرتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية.. والنتيجة هي مزيد من الاحترار والجحيم.