السياسية:

سبأ (خاص): نضال أبو مصطفى

ضمن سلسلة من الإجراءات الاحتلالية الاستيطانية المستمرة ضد مدينة القدس المحتلة وقُراها، أعلن كيان العدو الصهيوني عن مخطط جديد لبناء 1700 وحدة استيطانية في مستوطنة “راموت” التي تقع في قرية بيت حنينا شمال غربي القدس المحتلة، لتتحول القرية إلى منطقة شبه معزولة، تعاني الخنق المستمر من قبل الاحتلال.

وتعد قرية بيت حنينا المستهدفة، موقعا استراتيجيا ومعلما تاريخيا، فهي البوابة الشمالية للقدس المحتلة، وتتوزع على أراضيها وتلالها مجموعة من المواقع التي تمثل حِصنا لحراسة المقدسات، لكن الاحتلال أقام عليها عددا كبيرا من المستوطنات التي فصلت القرية عن امتدادها الجغرافي الذي يؤدي للمسجد الأقصى.

الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة أكد أن العدو الصهيوني يريد ترسيم وضع جديد في القدس وينتهز الفرصة لتحقيق أكبر عدد من الأهداف الممكنة لتغيير هوية ومعالم القدس والإعلان عنها “كعاصمة له” وذات هوية يهودية.

وأضاف حمادة في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن تصاعد عمليات الاستيطان ومخططات الاحتلال ببناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة هو نتاج حالة الاندفاع من قبل الاحتلال الصهيوني بغطاء من العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.

وتابع قائلا: “ورغم كل الجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني من قتل للأطفال وآخرهم كان الطفل التميمي البالغ من العمر عامين إلا أننا نجد العواصم العربية لازالت تفتح للعدو أراضيها لإجراء مناورات عسكرية”.

في حين يرى المختص في الشأن الصهيوني سعيد بشارات أن العدو الصهيوني يسعى إلى تنفيذ هذه المخططات “الإسرائيلية” المتعلقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة انطلاقا من عدة دوافع.

وأوضح بشارات في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن دوافع العدو تتمثل أولا في أن الحكومة الصهيونية الحالية هي حكومة يمينية ويجب أن تطبق مشاريعها الاستيطانية، أما الدافع الثاني فهو السعي للسيطرة على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية خاصة المنطقة التي تصنف “ج”.

وأردف قائلا: “الأمر الثالث هو دفع الفلسطينيين إلى أضيق الأماكن من أجل مزيد من ابتلاع الأرض ودفع الفلسطينيين إلى الهجرة، حيث يقضي مخطط وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش بتهجير الفلسطينيين في ظل ضعف الحالة الفلسطينية وعدم قدرتها على مواجهة هذه الحكومة والمخططات الاستيطانية التي تعدها.

وأشار بشارات إلى أن العدو في ظل هذه الحكومة لا يفكر كثيرا في تبعات أي عمل يقوم به، ولا يرى وجود ثقل للفلسطينيين، وهو ما ترجمه خطاب سموترتش عندما تحدث عن رغبته في محو قرية حوارة بنابلس عن الوجود.

ولا يكتفي العدو الصهيوني بإقامة المستوطنات بل يمنع الفلسطينيين من البناء في المدينة ويفرض غرامات مالية باهظة على سكانها، ويعتقل الأطفال لترويعهم ودفع ذويهم للرحيل باتجاه المدن البعيدة استكمالا لمخطط تفريغ القدس من أهلها.

وحسب تقارير مقدسية، فإن 23 عملية هدم نفذها العدو في المدينة المقدسة خلال شهر مايو الماضي، من ضمنها بناية سكنية مؤلفة من 16 شقة، بالإضافة لمنازل أخرى لمواطنين، ومنشآت تجارية، وبركسات، وتجريف أرض وسور، وتركزت عمليات الهدم في: سلوان، وجبل المكبر، وصور باهر، ومخيم شعفاط، والشيخ جراح.