السياسية – تقرير || صباح العواضي *

إن التفوق العسكري لمحور المقاومة بدءً من صاروخ الفرط الصوتي اليمني إلى اختراق أجهزة التجسس الإسرائيلية من قبل حزب الله عبر مسيّرة هدهد، جعل أمريكا والكيان في مأزق مما أدى إلى كشف أوراقهما عبر عمليات الاختراق لحزب الله واستهداف قادة محور المقاومة باستخدام أقذر ورقة عرفتها البشرية وهي جريمة تفجير وسائل الاتصالات المدنية في لبنان التي لم تفرق بين مدني وعسكري بهدف تحسين صورة "الكيان" كقوة عظمى قادرة على اختراق أعدائها.


مراحل الفشل الأمريكي والإسرائيلي

شهدت المرحلة الأخيرة من إسناد اليمن ولبنان لغزة مرحلة متقدمة من التفوق العسكري التكنولوجي، فكانت هجمات القوات المسلحة اليمنية بحريا على الفرقاطات والمدمّرات الأميركية والأوروبية ناجحة وفعّالة وصولاً إلى استهدف حاملة الطائرات "آيزنهاور" مما أدى إلى فشل نظام "إيجس" البحري الأمريكي الذي يواجه تحديات معقّدة ومتزايدة لم يتمكّن خلالها من العمل بفعّالية، وتمكّنت صنعاء من تهشيم فخر التقنية العسكرية المتطوّرة لأحدث نظام دفاعي بحري تستخدمه البحرية الأمريكية والأوروبية عبر امتلاك تقنيات وتكنولوجيا مضادة أدت إلى هزيمة تقنيات أمريكية منها نظام "أيجس" المتقدمة.


الدفاعات الجوية اليمنية تصطاد فخر الصناعة الأمريكية

أظهرت الصواريخ والمسيرات اليمنية، الدقة العالية في اصطياد فخر الصناعات الأمريكية كالطائرات من طراز " "MQ-9.
وخلال 11 شهر من إسناد القوات المسلحة اليمنية الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة ومواجهة العدوان الصهيوني - الأمريكي - البريطاني، حصدت الدفاعات الجوية اليمنية 10 طائرات أمريكية من نوع "أم كيو 9"، بحسب بيانات الناطق العسكرية للقوات المسلحة اليمنية.



"فرط صوتي" يمني يصل عمق الكيان

واصلت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية ضد "الكيان الصهيوني" المحتل، بعد استهداف منطقة أم الرشراش "ايلات" ومدينة يافا عاصمة الكيان المسماة تل أبيب بإرسال صواريخ ومنها الفرط صوتي والتي تميزت بتقنيات عالية يصعب اكتشافها وسرعة تصل إلى 16 ماخ وعبر الصاروخ أكثر من (2000) كم، استطاع تجاوز منظومات الدفاع السعودية والأردنية والمصرية والأمريكية والبريطانية والعدو الإسرائيلي، ويعد ذلك إنجاز تاريخي، ولا يملك هذا النوع من الصواريخ إلا دول محدودة جدا بالعالم.
الصاروخ "الفرط صوتي" بث الرعب في صفوف المغتصبين للأراضي الفلسطينية، أدى إلى هروب أكثر من 2 مليون مستوطن إلى الملاجئ، وهذا أكبر عدد في تاريخ الكيان الغاصب، والقادم أعظم.

أما عمليات حزب الله العسكرية فقد شردت ملايين المستوطنين في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما كشفت مسيّرة "هدهد" التي أطلقها الحزب جانب مهم في اختراق الكيان استخباراتيا، حيث عادت المسيّرة المطورة بكنوز استخباراتية مهمة على مستوى انكشاف ساحة العدو، واعترفت حينها قناة "كان" العبرية أن حزب الله نجح في تطوير التكنولوجيا من أجل التغلب على تشويش ال "جي بي اس" وإرسال مسيّراته والتغلب على منظومات الكشف لدى جيش الاحتلال وتضمن مشاهد واضحة لقواعد الإنذار المبكر الإسرائيلية أو ما تعرف بـ"عيون الدولة"، وتتضمن 6 محطات إستراتيجية للاستطلاع الإلكتروني ونقاطا مستحدثة لقوات الكيان خلال معركة طوفان الأقصى ومنصات القبة الحديدية ومرابض ثابتة لبطاريات المدفعية ورادارات رصد مدفعي وأخرى جوية ثلاثية الأبعاد للإدارة الجوية.


اختراق حزب الله

بعد هذه الهزيمة الكبرى لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي خلال معركة طوفان الأقصى غامرت الأخيرة بمكر وخبث بكشف اختراقها لحزب الله واتصالاته، ففجرت أجهزة المراقبة خلال الأسبوع الماضي مستهدفة أعضاء وكوادر الحزب.
وحسب مراقبون فإن الكيان الإسرائيلي كان أمام خيارات إما شن حرب برية على حزب الله وتفجير الأجهزة وقتها أو تفجيرها فورا وإلحاق أكبر ضرر ممكن أو تجاهل الأمر، وأشاروا إلى أن عملية تفجير أجهزة النداء "بيجر" ظلت سرية.

إن استخدام التكنولوجيا أو الذكاء الاصطناعي خلال معركة طوفان الأقصى جعل من الحرب التقليدية حرب تكنولوجيا بحته فقد كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن حملة القصف العسكري الإسرائيلي في غزة استخدمت قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي فقد تم ربط تقنية لافندر بشركة "ميتا" أو فيس بوك.
وكشفت مدونة "بول بيجار" أن "إسرائيل" تقتل الأشخاص بناءً على تواجدهم في نفس مجموعة الواتساب وتساءل كيف يحصل جيش الاحتلال على هذه البيانات.

في زمن الحروب الحديثة، لم يعد الانتصار يعتمد فقط على القوة العسكرية التقليدية، بل باتت التكنولوجيا حاضرة في صميم كل معركة، لتصبح العنصر الحاسم الذي يحدد مصير النزاعات والصراعات العالمية.
لذا نحن نواجه عدو لا يملك ضمير ويملك تكنولوجيا واسعة إلا أنه سيهزم بفضل الله أمام محور المقاومة، ففي قاموسنا لا هزيمة لا انهزام.. قواتنا في تقدم مستمر.
وخلال هذه العملية الغبية للكيان انكشفت هزيمة أمريكا بإيهام العالم أنها صاحبة التكنولوجيا المتقدمة أو الفائقة لكنها نمر من ورق والأيام القادمة ستكشف هذه الحقيقة.