البحرية الأمريكية.. انكشاف أمام اليمن فكيف سيكون المشهد أمام لبنان!
السياسية:
سارة عبيد*
ضربة موجعة جديدة للبحرية الأمريكية في المنطقة اعترفت واشنطن بها، وهي تستغلها لتبرير الفشل والانسحاب، حادثة غرق سفينة التزود بالوقود الأمريكية "يو إس إن إس بيغ هورن" التي عرضت لأضرار جسيمة في بحر العرب. أضرار كانت كافية لغمرها جزئيًا، بحسب مسؤولين أمريكيين، حيث تم سحب "بيغ هورن" إلى أحد الموانئ لإجراء تقييم كامل للأضرار.
وتعد هذه السفينة الوحيدة التي تزود بالوقود مجموعة حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" المتمركزة غرب آسيا لحماية الكيان الصهيوني في ظل تصاعد التوترات واتساع رقعة العدوان على لبنان.
البحرية الأمريكية التي نشرت الخبر عبر موقع معهدها، أشارت إلى أن "بيغ هورن" قد توقفت تماماً عن العمل، ما أجبر القوات الأمريكية على التخطيط لاستخدام سفن لقطرها إلى أقرب ميناء.
التأثير الحساس والاستراتيجي لما روجت له السردية الأمريكية حقيقته أن “بيغ هورن" هي الناقلة النفطية الوحيدة المخصصة لتزويد السلاح الجوي لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” ومجموعتها الحربية بالوقود في المنطقة، مما يضع البحرية الأمريكية في موقف حرج، حيث باتت الآن مجبرة على الاعتماد على خيارات أقل كفاءة كاستخدام ناقلات النفط التجارية أو اللجوء إلى دعم من وصفتهم بحلفائها في المنطقة، بحسب ما نقله موقع معهد البحرية عن مسؤولين أمريكيين. فيما يُثير جنوح السفينة الأمريكية في بحر العرب القلق، ويدق نواقيس الخطر حول ما تدّعيه البحرية الأمريكية من جهوزية.
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، حيث تواجه البحرية الأمريكية تحديات متزايدة، وسط تهديدات متنامية في المنطقة واستهداف الكيان الصهيوني وقواعده من قبل جبهات الدعم والاسناد، وهي التي استقدمت بوارجها وقطعها العسكرية في محاولة لاستعادة ملاحة العدو التي حظرتها القوات المسلحة اليمنية منذ نوفمبر الماضي نصرة لغزة.
كما تزامن الحدث مع نقص في الموارد تعاني منه البحرية الأمريكية ونقص في العتاد والعديد والتمويل اللازم لتطوير قطعها البحرية، فيما يسبقها خصمها الصيني بأشواط. وفي هذا السياق، أعرب كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور روجر ويكر Roger Wicker عن قلقه، مؤكدا أنه اذا لم تتمكن بحرية بلاده من تزويد سفنها بالوقود، فسوف تتضاءل قدرات واشنطن بشكل كبير، معتبرا أن مشاكل السفينة "بيغ هورن" كشفت عن تحد أكبر لوجود الولايات المتحدة العسكري العالمي، فيما الحادثة بمثابة جرس إنذار لإصلاح القاعدة الصناعية الأمريكية.
أما مجلة "ناشونال انترست" الأمريكية، فاعتبرت أن الحادثة تكشف نقطة الضعف الحقيقية لمجموعة حاملة الطائرات الأمريكية الضاربة "لينكولن"، والتي ستواجه مشكلة لوجستية بسبب تضرر السفينة "بيغ هورن" الوحيدة في المنطقة.
وفي إطار تراكم الضعف الأمريكي، كان قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأمريكية قد أعرب عن قلقه من تأثير الانتشار العسكري الحالي في المنطقة على الانتشار الأمريكي العالمي في السنوات المقبلة، حيث تستنزف واشنطن موارد ضخمة، وفقا لصحيفة” بوليتيكو" الأمريكية.
ومع الغموض الذي يكتنف الحادثة والأسباب الحقيقية وراء غرقها والتي استغلتها الإدارة الأمريكية، تأتي السردية الأمريكية للحادثة في سياق التهرب من التدخل في أي تصعيد واسع النطاق في المنطقة، بعدما لقنتها القوات اليمنية دروسا قاسية، وفي محاولة جديدة لتبرير فشل حاملاتها في حماية ملاحة العدو، وكمقدمة لانسحاب أكبر من التدخل في اي تصعيد جديد في المنطقة.
إن العمليات اليمنية كانت فاتحة لعصر التقهقر الأمريكي في المسرح البحري، حيث شكّلت العمليات المساندة لغزة تحولًا هاماً في المعارك البحرية، وأظهرت القدرة اليمنية على استهداف وتعطيل القطع والسفن العسكرية الأمريكية، وضعف القوة البحرية الأولى في العالم في مواجهة إرادة اليمنيين وجيشهم. وإذا كان مشهد انكشاف البحرية الأمريكية على هذه الحال مع اليمن، فسوف يكون أكثر انكشافا أمام لبنان ومقاومته وما أعدّه حزب الله من قدرات لمواجهة البحرية الأمريكية وفق ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
* المادة الصحفية نقلت من موقع الخنادق اللبناني