المواجهة البرية مطلب مجاهدي جنوب لبنان
السياسية || محمد علي القانص*
يظن العدو الإسرائيلي أن إقدامه على الهجوم البري في جنوب لبنان، يخيف مجاهدي حزب الله، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فما يسعى إليه المجاهدون هو المواجهة البرية المباشرة مع قوات الكيان الصهيوني التي تُعتبر أوهن من بيت العنكبوت في أعين المجاهدين في سبيل الله.
يبدو أن العدو الإسرائيلي تناسى ما حل بقواته في حرب تموز ٢٠٠٦م من هزيمة كبرى وخسائر فادحة أجبرته على الانسحاب وإعلان الهزيمة، وينوي اليوم اجتياح جنوب لبنان برياً، بعد القصف العنيف الذي شنه طيرانه الحربي على بلدات الجنوب، وخلفت غاراته مئات القتلى وآلاف الجرحى جلهم من المدنيين، إلا أن هجومه البري المحتمل لن يزيد المجاهدين إلا قوة وعزيمة وثباتاً تفوق ما كانوا عليه فيما عُرف لدى الجميع بحرب تموز، التي أصبحت وصمة عار في تاريخ الكيان الصهيوني الحديث الحافل بالهزائم المتكررة في مواجهاته مع حزب الله.
لذلك؛ أي قرار يتخذه العدو بالاجتياح البري لجنوب لبنان، ستكون نتيجته الفشل، وهذا ما أكده السيد العلم/ عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله- بقوله: إن تورط العدو الإسرائيلي في أي هجوم بري في جنوب لبنان نتيجته الفشل الحتمي لقوات العدو، والنصر الكبير للمجاهدين في حزب الله، موضحاً أن الحزب في تماسك تام وأقوى من أي زمن مضى.
جميع مراحل الصراع التي خاضها حزب الله من بعد تأسيسه عام ١٩٨٢م، مع قوات العدو الإسرائيلي، يخرج منها منتصراً لقضاياه العادلة والمحقة، وتعترف الأخيرة بالهزيمة إن لم تعلنها رسمياً، وحرب تموز ٢٠٠٦م التي استمرت حوالي ٣٣ يوماً، كانت من أبرز المحطات التاريخية التي حقق فيها المجاهدون النصر الإلهي العظيم، بعد أن أصبح جنود الكيان الصهيوني المؤقت جثثاً هامدة، وآلياته المتطورة تكنولوجياً وتقنياً كالهشيم تذروه الرياح، بالإضافة إلى تفجير بارجة حربية إسرائيلية (ساعر خمسة) وغيرها من المعارك البرية الشرسة التي جعلت قوات العدو تنسحب من جنوب لبنان رافعة راية الهزيمة والذل والهوان.
حزب الله يعرف كيف يتعامل مع عدوه جيداً، وهذه المعركة ليست الأولى معه، لكنها ستكون الحاسمة والأخيرة بإذن الله، خصوصاً مع استمرار المعارك في قطاع غزة التي لقن فيها المجاهدون العدو الإسرائيلي دروساً قاسيةً على مدى عام من الصمود والثبات والمواجهة التي يصفها الكثير بالمعجزات الإلهية بالإضافة إلى استمرار الضربات المؤلمة التي توجهها اليمن والعراق صوب عمق الأراضي المحتلة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب